الوطن

"السياسة الواقعية" وراء صمت الغرب والتحفظ الفرنسي

"لوموند" الفرنسية تعليقا على فوز بوتفليقة

 

 

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن رد فعل فرنسا بشأن إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على رأس الجزائر جاء بحذر شديد، حيث أعلن الإليزيه في بيان له على لسان مسئول رفيع المستوى أنه أحيط علمًا بالنتيجة، وقد هنأ البيان زعيم الجزائر متمنيًا له “النجاح الكامل في أداء مهامه”.

ورغم الضيق الناجم عن نسبة الأصوات المرتفعة التي حصل عليها بوتفليقة إلا أن التحفظ الفرنسي كان مدفوعًا رغبة في عدم صب الزيت على نار علاقة كانت دائمًا مضطربة وحساسة، حيث قال دبلوماسي فرنسي “إن أي شيء نقوله، نضر بسببه بشدة: فإما نحن متهمون بالتدخل، أو أننا منتقدون لعدم الاكتراث”.

وتوضح الصحيفة أنه في الإليزيه كما كي دورسيه “مقر وزارة الخارجية”، لا يزال الجميع يتذكر الضجة التي حدثت مؤخرًا في الجزائر بسبب مزحة الرئيس فرانسوا أولاند، حيث قال الرئيس ساخرًا في ديسمبر الماضي، إن مانويل فالس الذي كان وزيرًا للداخلية آنذاك، عاد من الجزائر “سليما معافى، وهذا كثير” في إشارة إلى تراجع صحة الرئيس الجزائري، وقد تسبب هذا التصريح في اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين، ثم عبر هولاند سريعًا عن أسفه.

أما الاتحاد الأوروبي فلم يظهر اهتمامًا كبيرًا بنتائج يوم الجمعة، وقد أعربت بروكسل أيضًا عن نقص واضح في التحمس لهذه الانتخابات الغريبة، كما رفضت المراقبة على الانتخابات حتى لا تبدو مؤيدة لها بصورة واضحة، وقال مسئولون مقربون من وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “كاثرين آشتون” إن طلب الجزائر بشأن إرسال بعثة مراقبين جاء متأخرًا جدًا”.

وتشير الصحيفة إلى أن تحفظ بروكسل جاء لأسباب أخرى، انشغالها في العمل على عدة جبهات: أوكرانيا، والملف النووي الإيراني، والمفاوضات بين صربيا وكوسوفو، كما يسعى “الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي” للتعامل مع الملفين السوري والمصري، وذلك بخلاف البعثات المرسلة إلى مالي وإفريقيا الوسطى، ناقلة عن مسئول كبير قوله مازحًا “ومع كل هذا يمكننا بسهولة أن ننسى الجزائر”.

وتتميز العلاقات مع النظام الجزائري بالسياسة الواقعية: فالجزائر ثالث مصدر للطاقة للاتحاد الأوروبي – وهي معلومة مهمة في ظل تعقد العلاقات مع روسيا، حيث تمد الجزائر الأوروبيين بثلث استهلاكهم من الغاز.

وتختتم الصحيفة بأن الجزائر تلعب في نظر بروكسل دورًا رئيسيًا في استقرار المنطقة، وكذلك في مكافحة إرهاب المتشددين في منطقة الساحل، كما أنها قد تساهم في السيطرة على تدفق المهاجرين نحو جنوب الاتحاد الأوروبي.

محمد. أ

من نفس القسم الوطن