دولي

سلاح للأسرى الفلسطينيين في وجه قسوة الاعتقال

معركة “الأمعاء الخاوية”

 

بملحٍ تحافظ ذراته على توزان بعض العناصر المهمة في دمهم، عكف الأسرى الفلسطينيون طوال سنوات أسرهم واحتجازهم داخل السجون الإسرائيلية، على مواجهة قسوة ظروف الاعتقال بمعارك يطلقون عليها “الأمعاء الخاوية” لوقف ما يمكن من انتهاكات بحقهم، وتحصيل ما تيّسر من حقوقهم.

وعن إضراب “أم المعارك”، يقول أحمد الفليت الأسير المحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى في أكتوبر 2011 بين حركة “حماس″ وإسرائيل: “لقد استمر هذا الإضراب أحد عشر يومًا بعد تحضير ثلاث سنوات، وشارك به 16 ألف أسير في السجون المركزية والمعتقلات؛ مما أجبر الاحتلال على تغيير واقع السجون، ودامت آثاره الإيجابية لعشر سنوات”. وأشار إلى أن “من إنجازات هذا الإضراب أنه تم إغلاق قسم العزل الانفرادي، وتمكّن ذوي الأسير من زيارته كل أسبوعين لمدة 45 دقيقة، وسُمح بإدخال الكتب وأجهزة المذياع ومواصلة الدراسة الأكاديمية للمرة الأولى، وزيارة الأسرى لبعضهم في غرف السجن، إضافة إلى تحسين مقصف السجن وزيادة مبلغ المال المستخدم فيه وكمية الملابس المسموح بها، وتشكيل لجنة من الأسرى وإدارة مصلحة السجون للبحث في شؤون الأسرى”. ويعزي طول فترة الترتيب لهذا الإضراب الذي استمر لعامين إلى “صعوبة التواصل بين السجون، حيث جرى كتابة شروط ووقت وأهداف الإضراب في ورقة صغيرة جدًا وضعت داخل كبسولة دواء ولفت بالنايلون، ثم يبلعها الأسير الذي يغادر إلى سجن آخر أو إلى المحكمة أو المستشفى، ومن ثم يسلمها إلى أسير آخر، وهكذا لمدة سنتين”. ويوضح أن “الأسير المضرب عن الطعام، سواء في الصيف أو الشتاء، يشعر ببرد قارس، ولا يستطيع النوم ويصاب بصداع مستمر وهزال شديد حتى أنه كثيرا ما لا يقوى على الحركة”.

ويضيف أن “إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عادة لا تهتم بأمر الإضراب أبدا في الأيام العشرة الأولى، وبعدها تبدأ بالتفاوض والمساومة، ثم تنقل الأسير المضرب عن الطعام بين السجون في عملية تستغرق من 4 إلى 8 أيام، وفي كل يوم يدوم النقل حولي 16 ساعة متواصلة ويكون الأسير مكبل اليدين والقدمين ومعصوب العينين؛ بهدف الضغط عليه لفك إضرابه”. ووفقا لأحدث دراسة إحصائية، قال مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الفلسطيني إن 5 آلاف أسير فلسطيني يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، من بينهم 476 أسيرًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة. وأشارت الدراسة إلى أن الأسرى الفلسطينيين موزعون على قرابة 22 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف بمختلف أنحاء إسرائيل. وذكرت الدراسة أن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد حاليا 19 أسيرة، و200 طفل لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة ، كما يوجد داخل الأسر 185 معتقلاً إداريًا و11 نائبًا. وارتفع عدد الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية خلال عام 2003 وحتى نهاية الربع الأول من العام 2014، من 900 مريض إلى ما يزيد على 1100، حسب تقرير صادر عن لجنة التربية والقضايا الاجتماعية التابعة للمجلس التشريعي الفلسطيني. ووفق ذات التقرير، فإن العام 2013 شهد ظهور 10 حالات جديدة لأسرى مصابين بمرض السرطان، مما رفع أعدادهم إلى 25 مريضًا، بالإضافة إلى وجود 45 مريضًا بالسكري، و13مريضًا بالفشل الكلوي، و26 مصابًا بإعاقات أخرى، و18نزيلاً دائما في مستشفى سجن الرملة. والاعتقال الإداري هو الاعتقال الذي يصدر من جهة ما تجاه شخص ما دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام بحيث يكون بناء على ملفات سرية استخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد متهم ما، وقد برز هذا الاعتقال بشكل خاص في الأراضي الفلسطينية.

سالم- أ

من نفس القسم دولي