الوطن

"لا مفر من المرحلة الانتقالية"

توقّع أن تعلن مصالح الداخلية فوز بوتفليقة في السباق الرئاسي من الدور الأول، شفيق مصباح:

 

توقع، العقيد السابق في جهاز المخابرات والمحلل السياسي، محمد شفيق مصباح، أنّ تكون مصالح الداخلية قد هيأت نفسها للإعلان عن فوز المترشح للرئاسيات المقبلة عبد العزيز بوتفليقة من الدور الأول، مشيرا إلى أن الشعار الذي ينتهجه النظام القائم حاليا هو"المرور مهما كان الثمن"، وعليه فقط قال المتحدث بأنه متيقن بأن بوتفليقة هو الفائز يوم 18 أفريل الجاري، وبخصوص توقعاته بالدور الذي ستقوم به المؤسسة العسكرية أشار المتحدث إلى أن خيار الحياد هو المطروح بكثرة، كما عرج المتحدث على الأهمية التي تكتسيها المرحلة الانتقالية التي قال بأنه لا مفر منها ولكن وفق شروط وأسس محددة.

واستغل شفيق مصباح، الإطلالة الإعلامية له عبر فوروم يومية"ليبرتي"، أمس، للتنديد بالسياسة التي ينتهجها النظام الحالي الطامح لمواصلة حماية مصالحه وموقعه بعد الرئاسيات المقبلة، حيث قال بأن النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة التي يحمي فيها مصالحه واستقراره، مشيرا في هذا الصدد إلى أنّ هذا المنهج هو الذي ستمر به السلطة ومرشحها للشعب يوم 18 أفريل الذي قال بأنه سيفرز فائزا واحدا من بين المترشحين الستة لهذه الرئاسيات والذي قال بأنه لن يكون إلا بوتفليقة، حيث اعتبر المتحدث أن الرئيس الطامح لعهدة رئاسية رابعة سيحسم سباق المنافسة على كرسي قصر المرادية من الدور الأول، ودون اللجوء لدور ثان كما يتوقع البعض.

وفي تعقيبه على حظوظ باقي المتنافسين للرئيس في هذا الاستحقاق وبالخصوص رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، قال المتحدث بأنه ضدّ ترشحه من منطلق أن اللعبة محسومة مسبقا وكان عليه أن لا يغامر ببرنامجه في هكذا استحقاق، ولكنه توقع أن يقود المعارضة بعد 17 أفريل والتي قال بأنها ستكون قوية هذه المرّة.

وفي تعقيب له حول التهم التي يتبادلها أنصار ووكلاء الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه علي بن فليس قال مصباح إن تهم العنف التي يحاول أنصار الرئيس إلصاقها ببن فليس لا أساس لها من الصحة خاصة وأنه متيقن بأن بن فليس لن يدعو للعنف حين تظهر نتائج الرئاسيات.

وفي تقييم له حول الوضعية التي تعيشها الطبقة السياسية اليوم قبل رئاسيات الخميس المقبل، قال بأن النقاش الذي يدور في الساحة السياسية نقاش أشخاص أظهر المستوى الهابط لبعضهم خاصة وأنه لم يأت بأي حلول ومقترحات ناجعة، وانتقد في السياق ذاته التصرفات التي بدرت من الرئيس بوتفليقة وهو يستقبل وزير الشؤون الخارجية الإسباني وقدم له شكوى عن منافسه في سباق الرئاسيات المقبلة دون أن يبدي أدنى احترام للقواعد التي تحكم الديبلوماسية، حيث تغلبت الأولوية الشخصية عند الرئيس على الأولوية الوطنية وهو أمر قال بأنه لازال لم يستوعب أهدافه بعد.

وعرج المتحدث حول الزيارات الأخيرة لمبعوثي الدول الأجنبية إلى الجزائر، حيث قال بأن ما حدث في بعضها_في إشارة منه لزيارة جون كيري_، والتحريف الذي طال تصريحاته بخصوص الرئاسيات وتطلعات أمريكا لها، بأنها تعتبر نقطة سوداء في تاريخ الجزائر خاصة قضية تحوير الكلام الذي صدر عن المبعوث الأمريكي من قبل وكالة الأنباء الجزائرية.

وبالعودة إلى الأوضاع التي تعصف بالشارع الجزائري، خاصة ما يحدث في منطقة غرداية، قال مصباح بأنه ضدّ الدعوة لتدخل الجيش لحل الأزمة في المنطقة، مشيرا إلى أن الأفضل هو الحل المدني لها، خاصة وأن المبادرات التي أقيمت في هذا الشأن كانت كلها بعيدة عن المعالجة الحقيقية للأوضاع التي تتخبط فيها المنطقة منذ بداية السنة، خاصة وأن الذين كلفوا بحل الأزمة لم يمتلكوا القدرة على ذلك وأظهروا جميعا الفشل خاصة وأن الطاقم الوزاري الذي تحوز عليه الحكومة الحالية محدود المستوى.

وقال العقيد السابق في الجيش، إنه يرى في المرحلة الانتقالية التي دعت إليها بعض الأطراف السياسية والقوى الوطنية الحل في الأزمة التي تمر بها الجزائر اليوم، مشيرا إلى أنه"لا مفر من المرحلة الانتقالية آجلا أم عاجلا"، وعرج المتحدث على هذه المرحلة بالقول بأنها علم يدرس في الجامعات، ولكن لا مفر من رعاية المؤسسة العسكرية لها لمنع حدوث أي انزلاقات، على اعتبار أنّ هذه الرعاية التي يطالب بها، لا تعني التدخل في القرار السياسي.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن