الوطن

وعود المرشحين للرئاسيات لم تهدئ من غضب الجبهة الاجتماعية

العمال يختارون تغيير واقعهم عن طريق الاحتجاج وليس الانتخاب

 

أسدل الستار أمس على الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل، حيث حاول المرشحون الستة على مدار عشرين يوما تقديم برامج تجذب المواطن الذي لم يعد مهتما بالانتخابات، الأمر الذي جعل المرشحين يركزون في الأسبوع الثاني على القضايا والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالشغل والسكن. بالمقابل عرفت الجبهة الاجتماعية هدوءا نسبيا خلال بداية الحملة ليعود التوتر مع نهايتها، ما يثبت أن برامج المرشحين لم تحمل أي تطمينات يمكنها أن تهدأ من غضب العمال وتخفف من غليان الجبهة الاجتماعية.

ولم تحل وعود المترشحين الستة لرئاسيات 2014 من مشاكل الجبهة الاجتماعية، رغم أن خطابهم على مدى 20 يوما حمل كثيرا من الوعود، إلا أن عودة الاضطرابات والتي ستتزامن مع الانتخابات دليل على أن عددا كبيرا من العمال والعاملات وكذا المواطنين لم تقنعهم تلك الوعود التي سبق وسمعوها من أفواه المسؤولين الحاليين، وحاول المرشحون الستة لرئاسيات أفريل خلال مدة الحملة الانتخابية استقطاب المواطن، من خلال الحديث على ما يهمه من أزمة سكن وعمل وأجور. ووعد المترشحون خلال حملاتهم بتوفير الشغل والقضاء على أزمة السكن، من خلال برامج حقيقية منتقدين برنامج المليون السكن الذي جاء به الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفلقية، وكذا عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية والتعامل مع عدد من الملفات الاجتماعية. بالمقابل يصر عمال عدد من القطاعات أن الفترة الحالية تعتبر الفرصة المواتية لافتكاك عدد من المطالب الاجتماعية، متبعين في ذلك سياسية لي الأذرع، كون الدولة تريد إنجاح الرئاسيات بأي ثمن بعيدا عن الاحتجاجات والتوترات، الأمر الذي دفع بعدد من النقابات اتحاذ قرار الإضراب والاحتجاج عشية الانتخابات، رغم أن المسئولين ضاعفوا لقاءاتهم مع النقابات من أجل احتواء الوضع، وقدموا لهم وعودا، وحددت آجالا لتسوية مطالبهم الاجتماعية من أجل امتصاص غضبهم ولو إلى حين، لكنها لم تكن كافية بنظر النقابات. هذا وعرفت الحملة الانتخابية في بدايتها بعض الاحتجاجات الأمر الذي خلق انتقادات عديدة للوزراء المنّظمين لحملة الرئيس المترشح بوتفلقية منهم عمار غول وزير النقل، والذي عرف قطاعه إضرابين متزامنين خلال الحملة الانتخابية، إضافة إلى الإضرابات التي حملت توجهات سياسية كاحتجاجات أفراد التعبئة والمسرحون من الجيش.

س. زموش

من نفس القسم الوطن