دولي

السلطة الفلسطينية ترفض دفع ثمن مقابل إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى

اجتماع إسرائيلي فلسطيني أمريكي لتجنب انهيار عملية السلام

 

أعلنت السلطة الفلسطينية عن طلب رئيس الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات تسيبي ليفني دفع ثمن مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو.

وقال أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن “ليفني بصفتها ، تعلم جيدا بأن الاتفاق الأميركي الفلسطيني الإسرائيلي، نص على إطلاق سراح الأسرى مقابل عدم الذهاب الى المنظمات الدولية لمدة تسعة أشهر”. وحمل إسرائيل مسؤولية وصول المفاوضات إلى “طريق مسدود” ، موضحاً أنها “واصلت الاستيطان، ولم تنفذ الاتفاق الخاص بإطلاق سراح الأسرى”. وأضاف “ليفني تعلم جيدا بأن الرئيس محمود عباس كان وما زال ملتزما بمفاوضات حقيقية وجادة تؤدي إلى سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال، ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”. وتابع “”الجانب الأميركي واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي، يثمنون موقف الرئيس عباس، وبأنه شريك حقيقي وجاد في صنع السلام إن وجد الشريك في الجانب الإسرائيلي”. وكان الرئيس الفلسطيني وقع على وثيقة الانضمام لمعاهدات دولية بعد رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الذين جرى التوافق على إطلاقهم عند استئناف المفاوضات في أغسطس الماضي.

وعقد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون اجتماعا أمس في القدس بحضور المبعوث الاميركي مارتن انديك في محاولة لمنع انهيار مفاوضات السلام بعد امتناع اسرائيل عن الافراج عن دفعة رابعة واخيرة من الاسرى ورد الفلسطينيين بالتقدم بطلبات انضمام الى معاهدات واتفاقيات دولية. وكانت المفاوضات المباشرة استؤنفت برعاية واشنطن في 29 و30 جويلية 2013 اثر توقفها ثلاث سنوات، بعد جهود شاقة بذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي انتزع اتفاقا على استئناف المحادثات لمدة تسعة اشهر تنتهي في 29 افريل. وبموجب هذا الاتفاق، وافقت السلطة الفلسطينية على تعليق اي خطوة نحو الانضمام الى منظمات او معاهدات دولية خلالها مقابل الافراج عن اربع دفعات من الاسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى اسرائيل منذ 1993.

وتم الافراج عن ثلاث دفعات من هؤلاء، لكن اسرائيل اشترطت للافراج عن الدفعة الرابعة ان يتم تمديد المفاوضات الى ما بعد 29 افريل. لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الشرط المسبق وقرروا التقدم بطلب انضمام فلسطين الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية.

وأبلغت كبيرة المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني الخميس نظيرها الفلسطيني صائب عريقات ان الافراج عن هؤلاء الاسرى ألغي. وقال مسؤولون قريبون من المفاوضات السبت ان المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيعقدون يوم الاحد اجتماعا ثلاثيا بحضور انديك لانقاذ عملية السلام. ويأتي هذا الاجتماع الثلاثي الاول منذ الاربعاء بينما تجري واشنطن تقييما لدورها في عملية السلام. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان “هناك حدودا للوقت والجهد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تخصصهما إذا لم تبد الأطراف النية والاستعداد لإحراز تقدم”. وفي اليوم نفسه، التقى انديك عريقات وليفني كل على حدة. وعشية اللقاء الثلاثي، دعت ليفني السبت الى تكثيف الاتصالات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لانقاذ عملية السلام.

وقالت للقناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي “نحن بحاجة لتكثيف اللقاءات الثنائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بما في ذلك بين رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس”. واكدت ضرورة الحفاظ على الدور الاميركي في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين “عبر مساعدة الطرفين على التفاوض واجراء محادثات ثنائية”. واوضحت ليفني ان الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى توقف لان بين هؤلاء عربا اسرائيليين، مشيرة الى ان ذلك يتطلب اطار عمل آخر لهذه الخطوة.

وقالت “اوضحت للاميركيين والفلسطينيين اننا لن نفرج عن سجناء اسرائيليين ما لم يتم الامر في سياق آخر”. واضافت “لذلك كنا نريد انشاء ذلك (اطار العمل) الذي يتضمن بين بنوده تمديد المفاوضات”. واكدت ان الفلسطينيين يعرفون سبب التأجيل “لكنهم قرروا الا ينتظروا اكثر من ذلك”. ووصفت طلب انضمامهم الى سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية “بالانتهاك والخطأ الكبير الذي سيجعل من الصعب العودة الى الوضع الطبيعي للامور”. وتابعت ان اسرائيل تريد مواصلة جهود السلام “لان الوضع الحالي ليس وضعا يمكن ان يستمر”، معتبرة ان “دولة فلسطينية ستقام في نهاية المطاف عبر المفاوضات”. وتحدث كيري الخميس الى القادة الاسرائيليين والفلسطينيين، في محاولة لاقناعهم بالعودة الى طاولة المفاوضات، لكن الرئيس الفلسطيني رفض التراجع عن مطالبه. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس ان الرئيس عباس اكد لكيري خلال اتصال هاتفي ليل الخميس الجمعة انه “لا تراجع عن خطوة التوقيع على الاتفاقيات الدولية”. واضاف المسؤول نفسه ان “كيري أضاف أن اسرائيل تهدد برد فعل قوي ضد الخطوة الفلسطينية”، مشيرا الى ان عباس اكد لكيري ان “مطالبنا ليست كثيرة وتهديدات اسرائيل لم تعد تخيف احدا ولها ان تفعل ما تريد”. وكان امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اكد في مؤتمر صحافي الاربعاء ان الفلسطينيين يأملون في “تجدد مساعي جون كيري خلال الايام المقبلة.لا نريد الفشل لجهود كيري، على العكس تماما نريد نجاحها”. واضاف “القيادة الفلسطينية تؤكد رغبتها في استمرار العملية السياسية وتؤكد انها عملية سياسية جادة ليس فيها احتيال”.

محمد- د

من نفس القسم دولي