دولي

عوائل شهداء مخيم جنين تطرد ممثلي السلطة

قالوا إن الفساد السياسي يسيطر عليها

 

انتهى مساء الثلاثاء استقبال المهنئين باستشهاد مقاتلي الاجنحة العسكرية الثلاثة لحماس وفتح والجهاد الاسلامي في مخيم جنين مشهد تكرر خمسين مرة لخمسين شهيدا هم ثمرة المفاوضات في السبعة اشهر الماضية، لكنه حمل هذه المرة عدة دلالات يجب التوقف عندها.

عوائل الشهداء والفعاليات الشعبية والتنظيمية بما فيهم حركة فتح في مخيم جنين، رفضوا استقبال اي ممثل عن الحكومة والرئاسة الفلسطينية، بل حتى اعتذروا عن استلام برقيات التعزية الروتينية، وطردوا محافظ جنين اللواء طلال دويكات رغم نفي الاخير للحادثة التي أكدها شهود عيان من المخيم.

حالة الاحتقان ضد المستوى السياسي الفلسطيني في مخيم جنين مبررة وتحيدا حين بثت مقابلة للشهيد حمزة مستعرضا فيها حجم ما كان يتعرض له من ملاحقات امنية من بعض اجهزة الامن الفلسطيني، واللادعاءات الاسرائيلية التي تقول انها نسقت مع السلطة الفلسطينية، لدخولها إلى مخيم جنين واغتيال حمزة ابو الهيجا ورفاق دربه.

المستوى الرسمي الفلسطيني بدا مرتبكا حين استنكر هذه الجريمة حتى ان الرئيس محمود عباس اخطا في تعداد الشهداء الذين سقطوا اثناء كلمته امام اللجنة المركزية ولعل هذا الارتباك كما يقول بعض المهتمين في السياسة تعود لتفكك الجبهة الداخلية الفلسطينية فالانقسام الفلسطيني على ذاته صاحب الصوت الاعلى فحماس وفتح متخاصمين على الارض والحكومة، وفتح منقسمة على نفسها.

الشارع الفلسطيني ايضا يقف حائرا متناقضا في الراي غير واثق بطهر من يحمل همومه والامه ورسالته النضالية مطالبا بالرد على هذه العملية، مدافعا عن افراد الامن مهاجما قيادته، فكما نشر على صفحته الرسمية القائد السابق لشهداء الاقصى زكريا الزبيدي موقفه مدافعا عن الافراد في اجهزة الامن بأنهم يخضعون لضغوط وشروط متهجما على المستوى السياسي الذي اوصلنا لمثل هذه المرحلة.

رأي اخر من ناشط فتحاوي مهم قال لن ”الفساد في المستوى السياسي الفلسطيني اضعف التعاطف الدولي معنا، والذي حصل مؤخرا من تبادل اتهامات كون رأيا عند الجميع بان القيادة السياسية فاسدة وغير مؤهلة لتقود مشروع وطني يوقف اسرائيل عند حدها“.

الملفت في الانتباه بان القيادة العامة للفصائل وأعضاء اللجنة المركزية، مغيبين تماما عن الوضع الموجود، وعند سؤال احد المطلعين في احدى الزوايا السياسية صرح لنا بان امناء عامين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تهمش دورهم تماما في مؤسسة الرئيس عباس اما اعضاء اللجنة المركزية فهم منشغلون تماما بحماية انفسهم والبدء بتشكيل مجموعات عسكرية تابعة لهم قوامها المطلوبين اصلا للسلطة الفلسطينية في حال تم فقدان السيطرة على الوضع. وما بين هذه الاراء اراء ولكن ما يلفت انتباه المستمع والمتابع لأراء الشارع الفلسطيني هو التناقض تماما، فهل تحصين الجبهة الداخلية أولوية، ام استفراغ كافة الفاسدين والمتورطين في قضايا نهب الفلسطيني او مجابهة اسرائيل وتصليب الموقف الفلسطيني أولوية، او ملاحقة لقمة العيش وتامين الحماية في اللاحماية الرسمية إلا للمستوى القيادي الفلسطيني كما يقول احدهم أولوية فما بين هذا وذاك يقف المواطن الفلسطيني وعلى رأسه الف علامة استفهام.

بلال. ق

من نفس القسم دولي