دولي

لقاء أوباما وعباس كان طويلا وصعبا والأميركيون دعوا إلى السرية

صائب عريقات:

 

كشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عن أن الولايات المتحدة لم تقدم للرئيس محمود عباس خطاب مبادئ أو وثيقة رسمية بشأن إطار المفاوضات، وإنما اقتصر الأمر على مناقشات وعرض أفكار. وأكد عريقات اعتراف الجانب الفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود، رافضا الاعتراف بيهودية إسرائيل، مشيرا إلى أنه «لا يتدخل في الكيفية التي يعرف بها الإسرائيليون أنفسهم». وقال عريقات في لقاء بمعهد ودرو ويلسون أداره الباحث أرون ميللر: «عندما أقول إن الأميركيين لم يقدموا وثيقة رسمية، وإن لدينا مناقشات فقط لا أقول إنها مناقشات بلا معنى، وإنما نتكلم بجدية وعمق وأؤمن كمفاوض بأنه لا أحد يمكن أن يستفيد من نجاح المفاوضات أكثر منا ولا أحد يمكن أن يخسر إذا فشلت المفاوضات أكثر منا». وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن الرئيس محمود عباس قدم للرئيس أوباما، خلال لقائهما صباح أول من أمس، خريطة لتطورات الأمور على الأرض منذ أن بدأت المفاوضات في جويلية الماضي. وقال: «الخريطة بدت قبيحة، حيث ضاعفت الحكومة الإسرائيلية خطتها لبناء المستوطنات أربع مرات وبنيت أكثر من عشرة آلاف وحدة في مستوطنات منذ بداية المفاوضات». وأضاف: «اللقاء بين الرئيس أوباما والرئيس عباس كان طويلا وصعبا والبعض كان يتوقع أن يخرج اللقاء بإعلان وثيقة رسمية، لكننا ما زلنا نناقش الأفكار ونريد النجاح لجهود الإدارة الأميركية لأنه آن الأوان أن تكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم وبحلول التاسع والعشرين من أبريل المقبل ستكون لدينا حلول قابلة للتطبيق».

وأوضح أن الرئيس محمود عباس شدد خلال لقائه الرئيس أوباما على ضرورة إطلاق دفعات من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل وتجميد الاستيطان والتوصل إلى حل على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية. وأشار عريقات إلى مطالب الجانب الأميركي بعدم الإفصاح عن تفاصيل المقترحات الأميركية والإبقاء عليها في إطار من السرية لمواصلة المفاوضات. وفي سؤال للباحث أرون ميللر الذي عمل مستشارا لستة وزراء خارجية أميركيين حول اختلاف المفاوضات التي ترعاها إدارة أوباما عن المفاوضات التي جرت في ظل إدارات أميركية سابقة، أشار عريقات إلى اختلاف إدارة الرئيس أوباما ووزير الخارجية كيري بشأن عملية السلام عن الإدارات الأميركية السابقة. وأضاف: «أعرف الوزير كيري منذ 26 عاما، وهو يعرفني جيدا ويعرف الإسرائيليين، وهو يؤمن بحل الدولتين وإمكانية تطبيق هذا الحل. والاختلاف أن منطقة الشرق الأوسط لم تعد كما كانت منذ عدة سنوات، وهناك تغييرات كبيرة في سوريا واليمن ومصر وليبيا، ويؤمن الوزير كيري بأن مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو حل الصراع العربي - الإسرائيلي وترسيخ الديمقراطية».

وأشار عريقات إلى أنه منذ مارس من العام الماضي عقد الوزير كيري 46 اجتماعا مع الرئيس عباس و27 اجتماعا مع المفاوضين الفلسطينيين. وشدد على أن على الجانب الأميركي التحرك من إطار ما هو «ممكن» إلى ما هو «مطلوب»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة «قوة عالمية وحدودها تتخطي الحدود الجغرافية وأن الارتكاز على إطار الممكن لن يصل إلى نتائج». وهاجم عريقات إسرائيل ومطلبها للجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة، وقال: «الفلسطينيون اعترفوا بحق إسرائيل في الوجود، بينما لم تخرج كلمة واحدة من مسؤول إسرائيلي يعترف فيها بحق فلسطين في الوجود ولم يسمع أحد تصريحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي يقول فيه إنني أقبل بحل الدولتين على أساس حدود 1967». وأضاف: «لن أتدخل في الأسلوب الذي يعرف فيه الإسرائيليون أنفسهم ولن أتدخل في قوانين ودستور إسرائيل وعندما تولد دولة فإنها يكون لها شهادة ميلاد وعندما ولدت دولة إسرائيل فإنها حصلت من الأمم المتحدة على شهادة ميلاد تنص على أنها دولة إسرائيل». وأضاف: «لديَّ ديني ومعتقداتي ولا أطلب منهم أن يقبلوا ما أؤمن به ويجب ألا يطلبوا مني الإيمان بمعتقداتهم، فعندما يطلبون مني الاعتراف بيهودية إسرائيل فإنهم يطلبون منى تغيير ما أؤمن به ولن أتدخل في طريقة تعريف إسرائيل لنفسها». وتهكم قائلا: «ما البيانات المكتوبة في جواز السفر الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ هل مكتوب أنه إسرائيلي أم يهودي، والبعض يجلس في إسرائيل يبحث عما يمكن أن يرفضه الفلسطينيون». وبعد لقائه أوباما، التقي عباس وزير الخارجية كيري، وقال مسؤول بالخارجية الأميركية، إن هدف الاجتماع تبادل الأفكار ومناقشة السبل الممكنة لاستئناف محادثات السلام، ولم يعلن الجانب الأميركي أو الفلسطيني عن إنجاز ملموس أو اتفاقات محددة حول الخطوات القادمة في إطار محادثات السلام، واكتفى الجانبان بالإشارة إلى استكمال المحادثات خلال الأسابيع المقبلة.

أنور. س

من نفس القسم دولي