دولي

اصطفاف قوى إقليمية وفلسطينية لصالح المحتل أغراه بالتصعيد

أحداث غزة الأخيرة

 

توقع قادةٌ سياسيون ونوابٌ أن يصعد الاحتلال الإسرائيلي من ضغوطه الميدانية واعتداءاته على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لدفع السلطة الفلسطينية برام الله؛ لتقديم المزيد من التنازلات بعدما قبلت بإطالة مدى المفاوضات، وفي ظل حالة الاصطفاف الإقليمي الجديد لصالح الاحتلال بعد الانقلاب على ثورات الربيع العربي.

فقد أكد القيادي الفلسطيني نزيه أبو عون أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش أبهى أيامه منذ دنست أقدامه أرض فلسطين، خاصة بعد الاصطفاف الجديد لصالحه وضد الشعوب، موضحاً أن الاحتلال يستثمر الهجمة على إرادة الشعوب في المنطقة العربية ممن يضمن مصالح الصهاينة وبقاءهم.

 

وبيّن أبو عون أن الاحتلال غيَّر من سياساته تجاه التصعيد الذي تشهده الضفة والقطاع بل والمنطقة بأكملها، قتلاً واستيطاناً وقرصنةً واقتحاماً للأقصى وغير ذلك، موضحا أن الوضع الفلسطيني أيضاً هو في أسوأ مراحله "إذ يتم التآمر على المقاومة بشكل سافر من دول الإقليم وبتحريض من جهات فلسطينية"، مشيراً إلى أن المنظومة العربية الراعية لدولة الاحتلال باتت غير قادرةٍ على تحقيق إنجازٍ سياسيٍ يحقق الطموح بالحرية ولو بالحد الأدنى، ولا هي قادرة على ترك المقاومة وشأنها فضلاً عن دعمها. وقال أبو عون: "الأجدر بالمفاوضين أن يحفظوا ماء وجوههم وينسحبوا من المفاوضات؛ لأن استمرارهم فيها تنكر لدماء الشهداء الذين ارتقوا؛ ولأن الاحتلال لا يفهم لغة الحوار والتفاوض"، داعياً السلطة الفلسطينية لرفع يدها عن الشعب المقهور ليرى الشعب خياراته.

من جهته قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والناطق باسمها حسام بدران إن المطلوب من الدول العربية هو: "زيادة التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب جميعاً"، داعياً لتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة والتخلص من الاحتلال.

 

وأكد أن دعم المقاومة الفلسطينية هو مصلحة عربية عامة أن الاحتلال يستهدف الكل العربي وهو معني بإضعاف العرب وتفكيكهم، وإفشال أي مشاريع تنموية تساهم في نهضة العرب وتقدمهم، مستغلاً ذلك في مساعيه لتهويد القدس منذ سيطر عليها، لكن هذه السياسة تتصاعد وتيرتها بحسب الظروف المحلية والإقليمية، حيث تستغل استمرار المفاوضات مع الفلسطينيين من جهة وانشغال العرب بهمومهم وقضاياهم الداخلية من جهة أخرى، داعياً جميع القوى العربية إلى الانتباه لخطورة تحركاتهم وخلافاتهم على القضية وعلى القدس.

وأشار بدران إلى أنه من حق كل الشعوب العربية أن تعالج مشاكلها الخاصة وأن تعتني بإيجاد حلول لأزماتها الداخلية، لكن ذلك لا يعني الانشغال عن القضية الفلسطينية والابتعاد عن المشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإحباط مخططاته، مؤكداً أن توجيه البوصلة دوما نحو القدس هو أمر فيه مصلحة عربية عليا.

وأضاف "الجهود كلما ركزت ضد الاحتلال، ساهم ذلك في تقدم الدول العربية نفسها"، مبيناً أن القدس ما زالت محط أنظار جماهير الأمة جمعاء وهي تقدر كل نظام يدعم القضية الفلسطينية ويساندها، وتتخذ موقفاً سلبياً من كل نظام يخذل القدس أو يتخلى عن القضية الفلسطينية ويتآمر على أصحابها.

 

وطالب بدران السلطة والمنظمة بموقف واضح وصريح يتم من خلاله إنهاء عملية التفاوض العبثية التي تمهد الطريق للاحتلال كي ينفذ مخططاته في التهويد والاستيطان، داعياً منظمة التحرير الفلسطينية إلى تبني خيار الشعب وخيار المقاومة لاستعادة الحقوق، وأن تبدأ عملياً بتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية مع حماس ومع الشعب عموماً دون الخضوع للضغوط والإملاءات الخارجية.

من ناحيته، أكد النائب في المجلس التشريعي عن محافظة جنين إبراهيم دحبور أن الضغط الذي تشكله حكومة الاحتلال على قيادة السلطة بالضفة يهدف لإلزامها بضرورة الاستجابة لشروطه وإملاءاته باستخدام العصا الغليظة ضدها وضد أبناء شعبها. وأضاف دحبور أن الاحتلال يهدف إلى إحراج القيادة الفلسطينية أمام أبناء شعبها، من خلال إظهار عجزها عن حمايتهم، وهي التي تنفق الملايين على قوى الأمن الفلسطينية دون جدوى، إضافة إلى عدم قدرتها على الانفكاك من رباط التفاوض الذي ألزمت نفسها به على مدى ما يقرب من ربع قرن من الزمان، دون أن تتمكن من تحصيل الحقوق الوطنية أو المحافظة على ما تبقى منها. مشيرا إلى أن الاحتلال يهدف أيضا من التصعيد تبديل الأولويات على طاولة المفاوضات، فبدلا من المطالبة بالحقوق الأساسية كالقدس واللاجئين والأسرى والسيادة والدولة، ستصبح أولويات المفاوض الفلسطيني، وقف نزيف الدم والقتل "مع أهميته وضرورته". وأكد أن الاحتلال يهدف إلى تعزيز حالة الفرقة والتشرذم الداخلي، من خلال إرباك الساحة الفلسطينية بمزيد من الضربات، التي قد تشغل الجميع عن مواصلة جهود تحقيق الوحدة ولم الشمل، والانكفاء على لملمة الجراح وتشييع جنازات الشهداء، واستلام جثامينهم ورفاتهم الطاهرة. وأكد دحبور على أنه إذا ما زال الدم الفلسطيني نازفاً ومتدفقاً على كامل التراب الوطني الفلسطيني بطوله وعرضه، من أريحا إلى رام الله إلى طولكرم إلى غزة، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن القضية الوطنية ما زالت حية وحاضرة في وجدان أبناء الشعب الفلسطيني، وما زالت حروفها تكتب بدفق مداد دمائهم بدماء.

علي- م

من نفس القسم دولي