دولي
سفينة الأسلحة الإيرانية تمهيد لعدوان على غزة
خبراء ومحللون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 مارس 2014
اعتبر محلل سياسي فلسطيني أن الهدف الرئيس من وراء الحملة الإعلامية التي يشنها الاحتلال حول ضبط سفينة أسلحة في طريقها لقطاع غزة، هي رغبة الاحتلال الضغط على المقاومة في غزة، والضغط على الإدارة الأمريكية؛ لتشديد سياستها ضد إيران أي "ضرب عصفورين بحجر واحد"، على حد قوله. وقال المختص في الشؤون الأمريكية والإسرائيلية وليد المدلل في حديث لـ"فلسطين الآن" إن: "إسرائيل تحاول من خلال هذا التضخيم أن تبرر ما تقوم به في غزة من حصار واستهداف لقدرات المقاومة، وهي تريد أن تقول للعالم إن غزة: "لا زالت تحاول جلب السلاح ويجب معاقبتها لشرعنة عدوان جديد"، مستغلةً في ذلك الضغط الإقليمي وما تقوم به مصر ضد غزة. وأوضح المدلل أن "الاحتلال يريد أيضاً من وراء الحملة أن يقول للعالم ومواطنيه إن عيون "إسرائيل" مفتحة لتوفير الأمن لهم؛ لأن هاجس الأمن دائماً على قمة أولوياتها". وكانت وسائل إعلام عبرية، أعلنت الأربعاء، عن ضبط البحرية الإسرائيلية لسفينة أسلحة قادمة من إيران إلى قطاع غزة، محملة بصواريخ إيرانية الصنع يصل مداها إلى 200 كلم، كما تحمل صواريخ من نوع 302 ملم، فيما نفت إيران صلتها وعلاقتها بهذه السفينة. حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن إعلان "إسرائيل" عن اعتراض سفينة محملة بالأسلحة قادمة من إيران إلى قطاع غزة، بأنها أكاذيب "وسيناريو ملفق ينم عن السذاجة ولا يكتبه إلى أصحاب العقول المريضة, فهو يريد حرف الرأي العام عن قضايا الشرق الأوسط ولفت الأنظار إلى مثل هذه القضايا الباطلة". ولفتت إلى أن الاحتلال لجأ إلى مثل هذه الأكاذيب بعد فشله في بدء المباحثات الدبلوماسية مع إيران بشأن الموضوع النووي. ولفت المدلل أن نتنياهو يريد من وراء هذه الحملة أن يرفع كرت أحمر لإيران بمواصفات إسرائيلية؛ لأنه يعتبر أن ما تم الاتفاق عليه بين: إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فيه الكثير من التساهل تجاه إيران، فهو يريد من الإدارة الأمريكية أن تصعّب شروطها على إيران لأنه يعتبر "أن إيران أخذت كل شيء ولم تعطِ شيئا"، وهذه السياسة سوف تعطي إيران الفرصة لإنتاج المزيد من السلاح النووي، وتفاجأ العالم بأنها تمتلك هذا السلاح، وهو ما لا تريده "إسرائيل" وبالتالي هي تحاول أن تقطع الخط على إيران. واستبعد أن تكون هذه الحملة بداية قرار لشن حرب على إيران معلقاً بالقول: "قرار الحرب هو قرار جماعي وقدرات "إسرائيل" الآن لا تسمح لها بذلك، كما أن كلفة الحرب لا تستطيع "إسرائيل" ولا حتى دول غربية كبيرة أن تتحملها خاصة في ظل تدهور الوضع في المنطقة العربية، خاصة بعد ما حدث في: مصر وسوريا والعراق وشمال أفريقيا, والساحة الأردنية التي ما زالت متماسكة". ونوه المختص في الشؤون الأمريكية والإسرائيلية إلى أن الاعتداء على هذه السفينة هي "جريمة قرصنة واعتداء على المياه الإقليمية الدولية، يجب أن تعاقب عليها إسرائيل وليس العكس".
وأشار المدلل إلى أن الإعلان عن ضبط السفينة جاء بالتزامن أيضاً مع خطاب نتنياهو في مؤتمر الآيباك الذي أراد من خلاله إلهاب المشاعر من خلال تهويل لحجم وضخامة الأسلحة داخل السفينة وتجريم إيران.
وتناول نتنياهو في خطابه الملف النووي الإيراني، مدعياً بأن الصواريخ الإيرانية مهيأة للوصول إلى الأراضي الأميركية، عازفاً على وتر الخطر النووي الإيراني الذي يتهدد العالم بأسره على حد زعمه. كما لفت المدلل إلى أن عملية الإعلان عن ضبط السفينة جاءت في وقت زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والذي كان على أجندته أمرين الأول: "المفاوضات مع السلطة"، والثاني "السلاح النووي الإسرائيلي" فنتنياهو يرغب في توريط إيران بأنشطة تعتبرها "إسرائيل" غير مشروعة –الإرهاب- وهو يريد أن يقول للإدارة الأمريكية يكفي حسن الظن بإيران.
سالم- أ