دولي

خفايا وأهداف السلطة من الجنازات العسكرية

 

يبدو أن السلطة الفلسطينية التي تحكمها حركة فتح بالضفة الغربية المحتلّة تعتمد منذ فترة وجيزة سياسة المشاركة في جنازات الشهداء الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بلباس عسكري يخفي وراءه الكثير من الأمور والنوايا. فوفق مصادر أمنية كشفت أن ما يتم هو "إجراء تم اعتماده رسميا من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية لتحسين صورتها التي تلوثها جولات التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال ومنع المقاومة واعتقال عناصرها بالضفة الغربية، والتعذيب الذي يتم للمعتقلين السياسيين ومحاكمتهم، بالإضافة لمنع مسيرات المقاومة السلمية والاعتداء على المشاركين فيها". وكشفت المصادر الأمنية أن السياسة الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ منذ فترة، تعتمد على أن تشارك أجهزة السلطة في الجنازات وأن تتقدمها وتحتويها وتحدد مسارها من خلال وضع الجثامين في سيارات عسكرية تابعة لجهاز الأمن الوطني، ونقلها وفق مسار يمنع الوصول إلى أي نقطة احتكاك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بما قد يكون سبباً لاندلاع مواجهات. وأضافت "الهدف الآخر منها هو إبراز أجهزة السلطة على أنها جزء من حياة الشهداء، وتقوم بترتيب جنازات عسكرية لهم"، كما جرى مؤخرا مع غالبية الشهداء الذين سلمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى عائلاتهم من مقابر الأرقام، وبالتالي "منع إقامة أي مهرجان خاص بفصائل المقاومة الإسلامية من حماس والجهاد الإسلامي، وتحويل الجنازات لنشاط عام يكون بحضورها وحضور حركة فتح". ووفق متابعة ورصد لجنازات الشهداء الأخيرة في الضفة المحتلّة، يتضح أن أجهزة السلطة كانت حريصة خلال الأشهر الماضية على المشاركة في تشييع أي شهيد يرتقي، خاصة الذين يكون لهم انتماءات سياسية وعسكرية مثل الشهيد "معتز وشحة" من عناصر الجناح العسكري للجبهة الشعبية، حيث تعمدت المشاركة في جنازته من مجمع فلسطين الطبي ونقلته إلى مسقط رأسه في بلدة بيرزيت.

وكالات


من نفس القسم دولي