دولي

لا مصالحة في ظل تواصل الاعتقالات السياسية

حركة حماس:

 

نفى القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" النائب حسن يوسف أن تكون حركة حماس قد أعطت رئيس السلطة محمود عباس موافقة أو ضوءً أخضر على المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن موقف حماس معروف منذ القدم وهو معارضتها التامة لعملية التسوية، كاشفاً النقاب عن لقاء جمعه بعباس مؤخراً. وأشار يوسف إلى أنه أبلغ رئيس السلطة استعداد حركة حماس ليس فقط لدعمه في مواجهة الضغوط الأمريكية والدولية، بل أيضاً لدعوة كل وطني وشريف لدعمه في عدم التنازل والتفريط بالثوابت والحقوق الفلسطينية. وجدد تأكيده على أن كل ما يشاع وكل ما يصرح به قيادات من منظمة التحرير أو حركة فتح من أن حماس موافقة على عملية التسوية هو غير صحيح بالمطلق، "والهدف منها الخروج من الحرج الذي وقعوا به عندما عادوا إلى طاولة المفاوضات ولم يحققوا شيئاً يذكر، بل على العكس فهم يعترفون يومياً أن التسوية فاشلة وأن اللقاءات التي تتم بين المفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لم تسفر عن نتيجة تذكر". وتابع "كيف يمكن لحماس أن توافق على مشروع أثبت فشله منذ أكثر من عشرين عاماً.. كيف يمكن لهم قول إننا ندعم المفاوضات!! هذا افتراء ومحاولة لتحملينا الأثم الذي وقعت به السلطة وفتح". منبّها إلى أنه لا يمكن أن تكون فصائل منظمة التحرير ما عدا حركة فتح يعارضون التسوية، وتوافق عليه حماس!! فهي تؤيد كل ما من شأنه أن يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني ولكن ليس عن طريق الاستجداء ومضيعة الوقت".

ولفت القيادي في حماس إلى أن السلطة وفتح يدركون تماماً، أن هذه المفاوضات تشكل غطاءً للاحتلال الإسرائيلي ليواصل ممارساته العدوانية على الأرض، قائلاً": "منذ عادت السلطة للجلوس مع الاحتلال تضاعف الاستيطان وتهويد القدس، واشتدت عملية القتل والاعتقال، وغيرها الكثير من الإجراءات الاحتلالية على الأرض". وأضاف "الأطراف المشاركة بالمفاوضات ومسار التسوية لا يمكنها إعلان فشل هذا المسار في أي يوم من الأيام، لأن الكل معني بالإبقاء على المفاوضات ومسار التسوية بغض النظر عن فرص نجاحه، لأنه لا يوجد بديل أو خيارات أخرى". وأكد أن الطرف الفلسطيني المفاوض غير معني بخيار المقاومة، كما أن العالم العربي غير مستعد لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في ظل انشغالهم بقضاياهم الداخلية، محملاً قيادة حركة فتح المسؤولية عن العودة للمفاوضات على الرغم من معارضة الغالبية العظمى من فصائل منظمة التحرير، فضلاً عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وقطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني، مبيناً أن "إسرائيل تعد المفاوضات مصلحة إسرائيلية بامتياز، خاصة في ظل حالة الانقسام ووضع عربي لا يساعد". واعتبر يوسف أن أخطر ما جاء في التسريبات حول مقترحات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" هو بقاء 10 تجمعات استيطانية في الضفة تحت السيادة الإسرائيلية، لافتاً إلى أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" أضاف تجمعاً استيطانياً رابعاً للقدس خلال فترة المفاوضات، وخلال العام الماضي ارتفعت نسبة البناء الاستيطاني بأكثر من 120% فكيف إذا تم تمديد المفاوضات؟، مؤكداً أن تمديد المفاوضات سيعطي مزيداً من الشرعنة للاستيطان، كما أن المسجد الأقصى تم تقسيمه زمانياً من ساعات الصباح إلى الظهيرة، وهناك محاولات لتقسيمه مكانياً أيضاً. وقال: "كان من الخطأ الذهاب إلى المفاوضات وظهرنا مكشوف من بعض الدول العربية، بغض النظر عن المواقف المعلنة لتلك الدول، ولسنا مجبرين على الذهاب إلى المفاوضات في هذا الوقت". وطالب يوسف القيادة بمصارحة الشعب بحقيقة ما يدور في المفاوضات وبإعادة تقييم المرحلة السابقة من المفاوضات، وقال: "من حقنا كشعب أن نعلم حقيقة ما يدور في المفاوضات، ولماذا لا تصارحنا القيادة بما يطلب منها الإسرائيليون وما هو موقف القيادة منها، لماذا نستقي معلوماتنا من الإعلام الإسرائيلي؟". وحث يوسف على ضرورة انجاز المصالحة الوطنية، وقال: "ليس أمامنا أي خيار سوى انجاز المصالحة وترتيب البيت الداخلي، فصراعنا في الضفة هو مع الاحتلال فقط". وأشار إلى أنه في الفترة السابقة كان هناك خطوات جادة في غزة لتهيئة الأجواء للمصالحة، وكان يجب أن يقابلها خطوات مشابهة في الضفة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تكون هناك مصالحة حقيقية، في ظل الأوضاع الحالية في الضفة في ظل ممارسات الأجهزة الأمنية، معرباً عن استغرابه من صمت السلطة وفتح على تلك الممارسات، وخاصة الاعتقال السياسي.

محمد. د

من نفس القسم دولي