دولي

زيارة الوليد بن طلال هدفها دعم السلام الاقتصادي الذي تدعو إليه إسرائيل

مراقبون ومحللون:

 

أثارت أول زيارة مرتقبة للملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إلى رام الله اليوم الثلاثاء مخاوف فلسطينية من أن تكون مقدمة سعودية لدعم الخطة الأمريكية التي تصب في دعم مفهوم السلام الاقتصادي، الذي يطالب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذا ما فشل الشق السياسي منها، والقاضي بالوصول لحل سياسي يؤدي لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. الخطة أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إطار مساعيه، التي بدأها قبل تسعة أشهر تقريبًا للوصول إلى اتفاق سلام في المنطقة، وتقضي بدعم الاقتصاد الفلسطيني بمشاريع استثمارية بمبلغ يتجاوز الأربعة مليارات دولار.

 

وفيما أكد مسئولون في سلطة رام الله التي يرأسها محمود عباس أن الخطة الاقتصادية الأمريكية "لن تكون بديلا عن الحل السياسي"، إلا أن التعنت الإسرائيلي، ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود، حسب ما أعلن القيادي الفتحاوي عزام الأحمد يدفع في اتجاه المخاوف من أن تأتي زيارة الأمير السعودي في إطار "السلام الاقتصادي" وفق ما يريد نتنياهو. خاصة وأن السعودية كانت بادرت بطرح ما يعرف بمبادرة السلام العربية في عام 2002، تقوم على سلام شامل وإقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع عربي كامل مع الاحتلال الإسرائيلي.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب استبعد أن تكون الزيارة بتكليف رسمي سعودي، خاصة وأن الرجل معروف كشخصية اقتصادية، لكنه قال إنه في الدبلوماسية الجديدة: "قد يكون للفواعل غير الأساسية دور سياسي". ىوعن مجيء الزيارة في وقت حذر وحساس حيث تقترب المدة الزمنية للمفاوضات من نهايتها، قال إنه لا يتوقع : "أن يكون الأمير السعودي قادم كوسيط غير مباشر بين الطرفين، أو أنه يحمل رسالة سعودية رسمية في هذا الشأن". ورأى أن البعد السياسي لهذه الزيارة قد تكون في لقائه بعباس وتقديم الدعم له، وإرسال رسالة مفادها أنه في حال السلام وتسوية سياسية قد تكون هناك استمارات كبيرة وتشجيع لرجال الأعمال والاقتصاد للاستثمار في الأراضي الفلسطينية.

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية وليد المدلل الزيارة مؤشر على وجود مشاريع اقتصادية في المنطقة خاصة، وأنها تأتي في وقت حذر حيث يجري الإعداد لاتفاق إطار للسلام بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية. وقال أن هذه الجهود ترتكز على السلام الاقتصادي الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مضيفًا "ما عجزت عنه السياسة يحاول الاقتصاد تحقيقه". المدلل أكد أن قضية الشعب الفلسطيني قضية سياسية، هناك شعب مشرد ووطن مسلوب وحقوق غير قابلة للتصرف وأي تعويض اقتصادي لا يعوض وطن.

 

ومن وجهة نطر المدلل فإن الزيارة لها بعد تنموي اقتصادي أكثر منه سياسي، لافتًا إلى أن الخلاف بين طرفي التفاوض كبير جدا، لا يمكن كسره بمشروع اقتصادي أي كان حجمه. وأشار إلى أن ما ينقص المفاوضات هو وجود ضمانات لنجاحها، مستبعدًا في الوقت ذاته نجاح أي مشاريع اقتصادية في المنطقة في ظل السيطرة الإسرائيلي على الأرض بالاستيطان والموارد الطبيعية من ماء وغاز مثلًا.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لا ينقصه العقول والخبرات، وليست المشكلة في وجود مشاريع اقتصادية من عدمها لكن المشكلة في سيطرة الاحتلال وتحكمه في مصير الشعب الفلسطيني.  وقال: "مشكلتنا لا تحل إلا برحيل الاحتلال عن أرضنا، وهذا هو المطلوب، وليس تجميل وجه الاحتلال بمشاريع اقتصادية هنا وهناك".

يشار إلى أن الأمير السعودي الذي يعتبر من أثرياء العالم، سيعقد اجتماعا مركزيا مع عباس، ومع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين، وسيتم التركيز على الاستثمار في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس. وكان الأمير السعودي قام في العام في العام 1998 بزيارة لقطاع غزة حيث التقى خلالها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقدم هدية للخطوط الجوية الفلسطينية عبارة عن طائرة بوينغ 727. وفي عام 2000 قام الأمير بزيارتين الى غزة؛ ليعلن عن إقامة عدد من المشاريع هناك.

سالم- أ

من نفس القسم دولي