دولي
لا إعلان عن حصول تقدم بعد أربع ساعات من المباحثات بين عباس وكيري
هولاند يستقبل الرئيس الفلسطيني في الإليزيه
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 فيفري 2014
استقبل أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الإليزيه اليوم في لقاء لم يكن مقررا سابقا، ولم يوضع على الأجندة الرسمية لهولاند إلا مساء الخميس. ويأتي هذا الاجتماع بعد يومين طويلين من المحادثات بين عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي جاء خصيصا إلى باريس للاجتماع بالرئيس الفلسطيني وبوزير خارجية الأردن ناصر جودة.
بقي محمود عباس وكيري وجها لوجه نحو ما يزيد على أربع ساعات، ما يؤشر لصعوبة الموقف ولمسعى الوزير الأميركي لإنقاذ المفأوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي يرعاها منذ 29 جويلية الماضي، والتي من المفترض أن تنتهي في 29 أفريل المقبل. وقالت مصادر فلسطينية إن المباحثات تركزت على بنود "الاتفاق الإطار" الذي يسعى كيري لبلورته وتسويقه لدى الطرفين قبل أن يعرضه بشكل رسمي في الأيام أو الأسابيع المقبلة، والذي لا يحظى حتى الآن ولأسباب متناقضة لا بموافقة الطرف الفلسطيني ولا بموافقة الطرف الإسرائيلي. وتكتمت الأطراف الثلاثة على مضمون المباحثات بشكل غير عادي، ما يؤشر إلى صعوبة الموقف بسبب اقتراب موعد الحسم. وبحسب المصادر فإن كيري يسعى لإقناع الطرف الفلسطيني بتمديد مدة التفأوض لما بعد نهاية أفريل المقبل، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون حتى الآن. ونفت المصادر الفلسطينية أن يكون كيري قد توصل إلى تصور نهائي للاتفاق الإطار الذي لا يريح الفلسطينيين بتاتا والذي يعده البعض وسيلة لعدم الإعلان عن فشل المفأوضات. ويأخذ الفلسطينيون عليه أنه يفسح المجال للطرفين لإبداء التحفظات التي يريدانها، ما يعني أنه لا يتمتع بطابع إلزامي، وأن التحفظات المسجلة عليه ستتطلب مجددا مفأوضات أخرى. ولذا فإن مصدرا فلسطينيا قال إن "المطلوب هو أن يأتي الاتفاق الإطار بآليات للتنفيذ"، ما سيدل على جديته.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال في وقت سابق إن الاتفاق الإطار هو "اتفاق هيكلي يحدد ما سيكون عليه الاتفاق النهائي بحيث لا يتبقى سوى التفاهم على التفاصيل". وأضاف المالكي أن التفاصيل "يمكن أن تفجر التفأوض في أية لحظة"، مشيرا إلى أن المتفأوضين "لم يتخطوا بعد خط اللاعودة". وبحسب المالكي فإن كيري لم يتوصل بعد إلى صياغة نهائية لخطته. وقالت المصادر الفلسطينية إن كيري "ما زال يلقي بالأفكار يمينا ويسارا وينتظر ردود الفعل عليها من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعود لتعديلها وللبحث عن نقطة توازن ترضي بشكل أو بآخر الطرفين". ويتعرض الوزير الأمريكي لحملة إسرائيلية شرسة يشنها عليه صقور اليمين في الحكومة الذين لا يهضمون إصراره على التوصل إلى نتيجة، إلى حد أن أحدهم وصفه بـالمهووس. وقام كيري حتى الآن بـ11 زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ونجح بعد انقطاع دام ثلاث سنوات في وضع الطرفين وجها لوجه. وبحسب أحد المرافقين له فإنه يسعى مرة أخرى في باريس إلى تقليص الهوة الواسعة بين الطرفين خطوة بخطوة. وما زالت كل مواضيع الحل النهائي محل تجاذب بين الطرفين، سواء كان ذلك بخصوص القدس التي ترفض إسرائيل أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية أو اللاجئين الذين لا تريد السماع لهم أصلا. كذلك فإن إسرائيل تتمسك بالحلول الأمنية كما تراها، ومنها الوجود الدائم في غور الأردن ورفض الاقتراح الذي يقبله الفلسطينيون والقاضي بإحلال قوات أميركية أو أطلسية محل القوات الإسرائيلية. فضلا عن ذلك، تريد اعترافا رسميا فلسطينيا بيهودية الدولة، الأمر الذي يعني التخلي عن حقوق اللاجئين وتهديد وجود الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ومسح التاريخ الفلسطيني. وقالت جان بساكي الناطقة باسم كيري في تصريح مقتضب بعد ثلاث ساعات من المباحثات ليل الأربعاء إلى الخميس، إن كيري عباس أجريا "لقاء معمقا حول المواضيع الأساسية"، بينما قال سفير فلسطين لدى فرنسا هايل الفاهوم إن المباحثات "ما زالت عند حدود المقترحات ومناقشة الأفكار المطروحة، وكيري لم يقدم تصوره للاتفاق الإطار". وينتظر أن يجدد الرئيس الفرنسي دعمه للجهود الأمريكية، وأن يكرر استعداد فرنسا للدعوة إلى مؤتمر ثانٍ للدول والمؤسسات المانحة عندما يحقق المتفأوضون تقدما كافيا.
سالم- أ