دولي

مخطط لبناء مدرسة يهودية ومركز استيطاني في الشيخ جراح

القدس المحتلة:

 

طرحت أمس لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس للمرة الثانية على التوالي خلال العام الحالي، قرار المصادقة على مخطط إقامة "مدرسة تلمودية ومركز تهويدي استيطاني "في حي الشيخ جراح على الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي. ووفقا لتفاصيل المخطط، فان مسطح هذا المبنى الضخم سيصل الى 1.9 هكتار تقريبا من أصل 4.2 هكتار وهي مساحة الأرض الفعلية المخصصة للمشروع وسيتم تخصيص 1.3 هكتارأخرى كمنطقة مفتوحة ستخدم المشروع، وباقي المساحة وهي دونم ستخصص كمرافق تخزين لبلدية القدس. وقالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية "إن هذا المخطط الجديد الذي يتلاءم مع سلسلة المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي تحركها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في قلب الأحياء الفلسطينية يأتي ضمن خطة مجمع غلاسمان والذي يحمل المخطط الهيكلي 68858، حيث يراد تنفيذ هذا المخطط على اراضي حي الشيخ جراح على مساحة ارض تبلغ الأربعة دونمات حيث سيتم تشييد مبنى ضخم مكون من 12 طابقا وهذا المبنى سيكون بمثابة مقر لمدرسة دينية تديرها جمعية (أور سميح)".

وفي هذا الصدد، قال أحمد قريع رئيس دائرة شؤون القدس عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، إن التخطيط المنظم لتوسيع الاستيطان وكافة إجراءات التهويد للمدينة المقدسة، ستؤدي حتما إلى إجهاض كافة الجهود المبذولة لعملية السلام ما يستدعي فوراً الاعداد للتوجه الى الامم المتحدة لحماية القدس والأماكن المقدسة. وأضاف "إن بناء مدرسة يهودية ومركز استيطاني وفق المخطط الجديد التي تنوي إقامته في قلب الأحياء الفلسطينية ووسط التجمعات الفلسطينية خاصة في حي الشيخ جراح هو صفعة للجهود الاميركية المبذولة ولكل الذين يراهنون على جهود السلام". وكانت اللجنة الاسرائيلية عرضت المخطط بداية العام الحالي ولكن بسبب الضغوط من قبل مؤسسات المجتمع المدني والجهات الدبلوماسية قررت تأجيل نقاش هذا المخطط باللجنة المحلية، وقالت دائرة شؤون القدس: "اليوم قررت أن تضرب بعرض الحائط وتقيم هذه البؤرة في حي الشيخ جراح، لتضع بؤرة تهويدية جديدة في قلب التجمعات الفلسطينية المحاذية لمسار حدود الرابع من حزيران 1967، وهي نقطة التماس الفاصلة بين القدس الغربية والشرقية".

ولفتت إلى أنه "وفقا للوثائق التي تم الكشف عنها من خلال محاضر بلدية القدس المحتلة، فقد قامت دائرة أراضي إسرائيل بنقل ملكية الأرض "لأور سايمح"، وهي منظمة دينية ستكون مسؤولة عن إدارة هذا المبنى الضخم الذي سيخدم أهداف هذه المنظمة على هذه الأرض كانت قد صُودِرت سابقا من قبل بلدية الاحتلال وخصصت للاستخدام العام وقد كان من المقرر أن تستخدم لبناء مدرسة ومبان تعليمية تخدم مصلحة السكان المقدسيين، ولكن بلدية القدس الغربية قامت بدعم المخطط الاستيطاني الجديد". من جهته فقد حذر قريع، من أن هذا المخطط "يأتي في سياق السياسات وسلسلة المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي تقيمها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في قلب الأحياء الفلسطينية" وقال: "يواصل ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي نقل مقرات الحكم والمؤسسات الخدماتية والمقرات الأمنية والشرطية والعسكرية الى حي الشيخ جراح بما يتلاءم مع المخطط الهيكلي 2020 بإعلان القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ولفرض أمر واقع يحول دون كون القدس الشرقية أرضا محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية وأي عمل استيطاني فيها لن يشكل حقيقة وهو غير قانوني وغير شرعي ويهدف لتدمير كل الجهود التي تبذل لتحقيق السلام العادل". ولفت إلى أن "هذا المشروع يحمل أبعادا سياسية ودينية خطيرة جداً، إذ طرح لأول مرة قبل أربعة أعوام واقتصر على طابقين، حينها أحبطه سكان الحي بتصديهم للجرافات و"أعمال التطوير"، ليعود الآن وفي هذه المرحلة المستوطن اليميني المدعو آريه كينغ - المحرك لمشاريع الاستيطان ومخططات التهويد بقلب التجمعات الفلسطينية - إلى طرحه مجددا مع تعديلات وتوسعة لكنيس ومدارس تلمودية ومركز لاعتناق الديانة اليهودية".

بدورها فقد شددت دائرة شؤون القدس على انه "لا يمكن الاستهانة بهذا المشروع أبدا نظراً لخطورته الفادحة على واقع الحياة اليومية في حي الشيخ جراح، حيث ان إنشاء مجمع استيطاني يسكنه المئات من المستوطنين عند مدخل الشيخ جراح سيؤدي إلى تفاقم التوتر المضطرب في الحي، وسيعمل هذا المخطط الاستيطاني على تعزيز سيطرة المستوطنين على هذا الحي المقدسي الذي يعاني من آثار الهجمة الاستيطانية الشرسة التي استعرت خلال الأعوام الأخيرة".

محمد- د

من نفس القسم دولي