دولي

واشنطن متفائلة بجهود السلام بالشرق الأوسط

موسكو تؤكد استعدادها للمساعدة

 

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لا يزال يأمل أن تنجح جهود إدارة الرئيس باراك أوباما في التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، في حين أكد نظيره الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده لتقديم المساعدة الضرورية لتحريك المفاوضات بين الجانبين. وأضاف كيري في تصريحات خلال مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ أنه واثق من نجاح جهود السلام وإلا ما كان ليسعى وراء ذلك، مشددا على أن هذه الجهود جدية وليست مبنية على أوهام لأن عواقب الفشل غير مقبولة. وجاء تصريح كيري متناغما مع ما ذكره في وقت سابق الوسيط الأميركي في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مارتن إنديك من أن إدارة أوباما تأمل في استكمال "اتفاق إطار" خلال أسابيع، على أن يتبع ذلك بالتوصل لاتفاق نهائي بحلول نهاية 2014. وسيتطرق اتفاق الإطار إلى القضايا الرئيسية في الصراع، بما في ذلك الحدود والمستوطنات الإسرائيلية واللاجئون الفلسطينيون ووضع القدس.

 

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن إنديك كشف عن تفاصيل الاتفاق الذي يجرى التفاوض بشأنه في مؤتمر عقد الخميس مع زعماء اليهود الأميركيين. وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق يشمل اعترافا متبادلا وترتيبات أمنية، وسيادة إسرائيل على نحو 75% من المستوطنات، وتعويضات لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود الذين أرغموا على مغادرة الدول العربية بعد 1948. وأضاف المصدر نفسه أن إنديك أكد أن الاتفاق سيسمح لما يتراوح بين 75% و85% من المستوطنين بالبقاء في مستوطناتهم بالضفة الغربية كجزء من تبادل الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي سيتم على أساس حدود 1967. ونقلت الصحيفة عن مشاركين في المؤتمر قولهم إن إنديك أضاف أنه سيتم تأجيل مسألة ما إذا كان سيتم السماح للمستوطنين بالبقاء تحت السيادة الفلسطينية حتى اتفاق الوضع النهائي. وسيتضمن الاتفاق ترتيبات أمنية تشمل إقامة منطقة عازلة بين الأردن والضفة الغربية عبر إقامة أسوار جديدة وأجهزة استشعار وتسيير سيارات يتم التحكم فيها عن بعد، وستتحمل الولايات المتحدة هذه التكاليف كجزء من تبرعاتها لتنفيذ اتفاق السلام. وفي سياق متصل أكد لافروف استعداد بلاده لتقديم المساعدة الضرورية من أجل تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجاء ذلك خلال لقاء لافروف برئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجمعة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. وتعقد اللجنة الرباعية الدولية -التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة- السبت في ميونيخ الألمانية اجتماعا في محاولة لتحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وترأس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اجتماع الرباعية الذي يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكيري ولافروف والموفد الخاص للجنة الرباعية توني بلير. وقالت آشتون في بيان إن "هذا الاجتماع ينعقد في لحظة يجب أن تتخذ فيها قرارات صعبة وشجاعة"، واعتبرت أن "فوائد السلام للإسرائيليين والفلسطينيين ضخمة"، وعبرت عن أملها في التوصل لاتفاق سلام تفاوضي يضع حدا للنزاع. وكثف كيري -الذي تمكن في جويلية 2013 من دفع الطرفين لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط المتعثرة منذ ثلاث سنوات- من زياراته إلى المنطقة، دون أن يفلح في إقناع الطرفين بالموافقة على خطته للسلام.

عادل- أ

من نفس القسم دولي