دولي

الفلسطينيون ينتفضون ضد "خطة كيري"

حذروا السلطة من التنازل

 

خرجت أمس مسيرات  في محافظتي الخليل ونابلس ضد "خطة الإطار" -التي يشرف عليها وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، ويسعى لأن يقنع طاقمي المفاوضات الفلسطيني الإسرائيلي للتوقيع عليه وجاءت هاته المسيرات بمثابة رسالة تحذير شديدة اللهجة موجهة بالدرجة الأساسية "للقيادة المتنفذة" في منظمة التحرير والسلطة، بأن الثوابت خط أحمر، وهي غير خاضعة للنقاش أو التنازل.

وكان الآلاف قد خرجوا -لأول مرة منذ أشهر- في مسيرات حاشدة جابت شوارع نابلس والخليل، بدعوة من القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية رفضا لاتفاق الاطار المرتقب بشكل خاص، ولاستمرار نهج المفاوضات على وجه الخصوص. وكانت المظاهرة التي خرجت في الخليل شارك فيها المئات من ناشطي وناشطات وأعضاء قوى منظمة التحرير اليسارية، رفعت فيها شعارات تندد بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وقيادته إلى جانب الدعوة لعدم القبول بالمقترحات الأمريكية المطروحة على طاولة المفاوضات ومن بينها اتفاقية الإطار الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وإدامة الاحتلال، كما يؤكد المنظمون. ومن أقصى جنوب الضفة إلى شمالها، لبى المئات دعوة الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب للمشاركة في المسيرة التي نددت بمقترحات "كيري" ورفضاً لاتفاق الإطار، وضد تمديد المفاوضات.

 

المسيرة انطلقت من دوار الشهداء وسط نابلس، وسط ترديد هتافات ترفض اتفاق الإطار، وتدين استمرار الانحياز الأمريكي لإسرائيل، ومحاولة فرض الاتفاقية على القيادة الفلسطينية.

وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية رمزي رباح على أن البعض في منظمة التحرير ذهب للمفاوضات دون اجماع وطني، وأضاف "كان هناك 3 شروط للعودة للمفاوضات، وقف الاستيطان كاملا، واطلاق سراح الأسرى، وأن تكون المرجعيات الدولية هي الأساس في أي لقاءات ثنائية، لكن للأسف لم يتحقق أي شرط منها". وتابع "قلنا لقيادة المنظمة ولرئيس السلطة أبو مازن أن المفاوضات تعطي غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه، وأمام واقع استمرار الاحتلال والاستيطان والتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني واحتجاز الآلاف من الأسرى خلف القضبان، وفي ظل عبثية المفاوضات وانطلاقا من التمسك بالأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني وتعزيز وحدته وصموده، من أجل هذا كله كان لا بد من التوافق على أي خطوة مستقبلية".  أما القيادي في حزب الشعب الفلسطيني خالد منصور، فقد دعا إلى الوقف الفوري للمفاوضات لأنها لن تحقق للفلسطينيين شيء، والكارثة الكبرى بنظره تكرار الخطأ ذاته وعدم الاستفادة من التجارب بالقبول بالرعاية الأمريكية المنفردة لها.  وأضاف أن "إعلان مشروع كيري المعروف باتفاق الإطار، هو اتفاق إعلان مبادئ مفتوح على مر الزمن، وكل فقرة في تحتاج لسنوات من المفاوضات". ونوه إلى أن أمريكا تراوغ ولا تريد أن تضغط على الاحتلال الإسرائيلي، بل على العكس فزيارات "كيري" المتكررة للمنطقة تأتي لمنح "إسرائيل" المزيد من الوقت لمواصلة الاستيطان، وفرض أمر واقع جديد لإلغاء إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس العربية.

 

وكان عضو تنفيذية المنظمة حنا عميرة أوضح أن اللجنة السياسية في منظمة التحرير التي تضم 12 عضوا من مختلف الفصائل الفلسطينية التابعة للمنظمة، اجتمعت مؤخرا في رام الله ووضعت توصيات للتوجه للأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، دون ان تحدد موعدا بذلك، أو أن تربط ذلك بنجاح المفاوضات من عدمه، مطالبة بالتنفيذ الفوري للتوصيات. وأوضح أن هذه التوصيات والتصورات هدفها تعزيز الموقف الفلسطيني، وأن الذي يشغل الفلسطينيين حاليا هو كيفية مواجهة الاملاءات الأمريكية الإسرائيلية، مؤكدا أن أفكار "كيري" مرفوضة وكل شي فيها غير مقبول، خاصة ما يتعلق بموضوع القدس، وعدم شمل اللاجئين وعودتهم، والتواجد العسكري والمدني الإسرائيلي في الأغوار والاستيطان.

محمد- د

من نفس القسم دولي