دولي
افتتاح مؤتمر البرلمان العربي بدعوة لتوحيد الصفوف بشأن القضية الفلسطينية
تشكيل وفد لزيارة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جانفي 2014
دعا رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، الدول العربية إلى توحيد صفوفهم ومواجهة محاولات التمزيق مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية أقصيت عن موقعها الرئيسي والحقيقي بسبب الفرقة العربية والتطرف العنيف ودويلات الطوائف. وقال الغانم في كلمة افتتاح الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد بالكويت أمس، بأن قضية القدس والمسجد الأقصى تبقى في ضمير الإنسان العربي وفي وجدان الإنسان المسلم كجرح مفتوح لكرامته ومعتقده وكتهديد حقيقي لكيانه ووجوده.
وشهدت جلسة العمل الأولى تزكية مرزوق الغانم رئيسا للدورة الجديدة للاتحاد البرلماني العربي وإقرار جدول الأعمال وتقرير الأمين العام للاتحاد عن أنشطة الاتحاد وأعمال اللجنة التنفيذية والمصادقة على مشاريع القرارات والتوصيات إلى جانب دراسة البند الأساسي على جدول الأعمال «القدس عاصمة دولة فلسطين» ومداخلات رؤساء المجالس التشريعية وممثلي الوفود، وسيختتم المؤتمر أعماله اليوم بمتابعة دراسة جدول الأعمال والمصادقة على القرارات والبيان الختامي. ومن المقرر أن يكلف الاتحاد البرلماني العربي مجلس الأمة الكويتي تشكيل وفد برلماني عربي لزيارة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالأمم المتحدة لشرح أبعاد القضية الفلسطينية وانتهاكات الكيان الصهيوني للمقدسات في مدينة القدس.
من جهته أكد الغانم في كلمته أن «القضية الفلسطينية أقصيت عن موقعها الرئيسي والحقيقي والاستراتيجي بفعل التطرف العنيف ودويلات الطوائف بفعل تغول الاحتلال في غطرسته وإمعان الغرب في تحيزه وانتهازية الشرق لفرصته وقبل كل هذا وذاك بفعل تفرق العرب وإخفاقهم المتواصل في توحيد صفوفهم وتحقيق مشروعهم». وأضاف: «إزاء هذه الصورة الصادمة المذهلة ليس أولى من الاتحاد البرلماني العربي في الاجتماع على أمل توحيد الأمة حول قضيتها الرئيسية على الأقل وعلى أمل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية حول قضية العرب الأولى وهذا أضعف الإيمان». وبين الغانم أن القضية الفلسطينية أو بتعبير أصدق الصراع العربي الإسرائيلي شكلت محور الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العالم العربي كله وعلى مدى سبعين عاما أو تزيد وعاشت بسببها المنطقة في حالة توتر دائم انفجرت منها أربع حروب رئيسية واستخدمتها بالحق أو بالباطل كل الثورات والانقلابات والحركات السياسية مبررا لقيامها ومسوغا لتقصيرها وسببا لقمعها وتأتي القضية الفلسطينية في طليعة العوامل التي ساهمت في تشكيل العلاقات العربية البينية والعلاقات العربية الدولية طوال العقود السبعة الماضية إلى أن وصلنا اليوم إلى موقعنا الراهن بين عدو ما من صداقته بد وصديق ليس لحقده حد. وأشار الغانم إلى أن قضية القدس والمسجد الأقصى تبقى في ضمير الإنسان العربي وفي وجدان الإنسان المسلم كجرح مفتوح لكرامته ومعتقده وكتهديد حقيقي لكيانه ووجوده. ثم ألقى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد راضي كلمة أوضح فيها أن الاتحاد وقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع لتحقيق حقوقه ومطالباته المشروعة من خلال الكثير من توصياته وقراراته، وهذه المطالب لن تتحقق إلا بتوفر ثلاثة شروط أساسية أولها وحدة الصف الفلسطيني وثانيها زيادة الدعم العربي للأشقاء الفلسطينيين بكل أشكاله لا سيما ماديا ومعنويا وثالثا حشد أوسع دعم وتأييد للشعب الفلسطيني في نضاله «وهنا يتضح الدور الأساسي للبرلمانات العربية والدبلوماسية والبرلمانية».
وبدوره أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بمبادرة الاتحاد البرلماني العربي بتخصيص أعمال هذا المؤتمر للقدس عاصمة دولة فلسطين وتسليط الضوء على العدوان الصهيوني المستمر عليها وسبل دعم أهلنا في الوطن المحتل. وقال: «رغم المساعي الإسرائيلية لتغيير هوية القدس فإن الشعب الفلسطيني مستمر في المقاومة رغم بساطة الإمكانيات ويرفض الرضوخ أو التفريط في القدس عاصمة لدولة فلسطين»، محييا الشعب الفلسطيني في كفاحه المتواصل وتحديه للعدوان الصهيوني الغاشم عليه وعلى أرضه ومقدساته وتراثه.
وطالب الجروان جميع الأطراف في الضفة الغربية وغزة بحل الخلافات والتركيز على الشؤون الداخلية الفلسطينية وخدمة المواطن الفلسطيني في حل هذه المأساة الإنسانية والاصطفاف لتعزيز العلاقات الإيجابية التي تخدم الداخل الفلسطيني. كما طالب بالتحرك السريع ضد المشروع الإسرائيلي بتفضيل المسيحيين من فلسطينيي الداخل على نظرائهم من المسلمين بمميزات وصلاحيات في محاولة فصل عنصري صارخة جديدة لطمس الهوية العربية للفلسطينيين المسيحيين، وكذلك المطالبة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، بالتدخل لتوفير الحماية لهم وتأمين حقوقهم وفق القوانين الدولية، مشيرا إلى أن تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في معسكر اليرموك في سوريا يدق ناقوس الخطر على كارثة إنسانية وشيكة ما يستدعي تخصيص المجتمع الدولي والجمعيات الإنسانية المعنية جزءا من المساعدات الممنوحة للسوريين لصالح مخيم اليرموك المحاصر.
وتطرق أمين عام الاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج في كلمته إلى أن الكويت شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية مؤتمر المانحين للشعب السوري الشقيق ومؤتمر قمة قادة دول الخليج العربية ومؤتمر القمة العربية الأفريقية والكثير من الفعاليات. وقال: إن من مميزات مدينة القدس أنها وحدتنا في الماضي وتوحدنا في الحاضر وستظل عامل توحيد للأمة، فبالرغم مما نعانيه هذه الأيام من فرقة الصفوف وتباعد المواقف فها هي القدس تجمعنا في الكويت وتوحدنا بتلبية ندائها واجتماع هذه النخبة المتميزة من رؤساء وأعضاء البرلمانات في المؤتمر العشرين للاتحاد البرلماني العربي الذي كرس لموضوع وحيد وفريد وهو «القدس عاصمة دولة فلسطين».
يذكر أن الاتحاد البرلماني العربي تأسس في 20 يونيو جوان 1974 ويضم في عضويته البرلمانات والمجالس التشريعية والشورى العربية، كما أعلن في عام 2004 عن الاتحاد البرلماني العربي في مؤتمر القمة العربية بالجزائر.
سالم- أ