دولي
شبان غاضبون يهاجمون لقاء بين فلسطينيين وإسرائيليين بالضفة
اعتبروه فرصة للتطبيع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جانفي 2014
هاجم شبان فلسطينيون غاضبون بالحجارة اجتماعا ضم فلسطينيين وإسرائيليين وعقد بأحد فنادق مدينة البيرة القريبة من رام الله في الضفة الغربية الخميس، واتهموا المشاركين فيه بالخيانة. وقام عشرات الشبان ومعظمهم من مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمهاجمة فندق "سيتي إن" في ضاحية الشرفا بمدينة البيرة أثناء انعقاد لقاء نظمته منظمة "أفكار السلام" بمشاركة عشرات الفلسطينيين والإسرائيليين تحت عنوان "الناس يصنعون السلام".
وضربت قوات الأمن الفلسطينية طوقا أمنيا مشددا حول الفندق، واستعانت بقوات شرطة حتى تمكنت من إخراج الإسرائيليين المشاركين في اللقاء من أبواب خلفية ونقلتهم إلى الجانب الإسرائيلي بحافلات الشرطة الفلسطينية. وقال الناشط في الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل زيد الشعيبي إن اللقاء ضم ضباطا في جيش الاحتلال وكذلك مسؤولين أمنيين فلسطينيين، تناولوا سبل إنجاح مفاوضات السلام. واستنكر الشعيبي اللقاء، وقال إنه يعقد في الوقت الذي تصادر فيه الأرض من قبل المستوطنين ويُقتل فيه الفلسطيني بالقصف وبرصاص الاحتلال، في حين يجلس البعض ليستجدي السلام من الإسرائيليين. وشدد على أن مكان الإسرائيليين هو محاكم الجرائم الدولية وليس المدن الفلسطينية.
وأجبرت قوات الأمن الفلسطيني مجموعة من نشطاء المقاومة الشعبية وناشطين في حملة مقاطعة إسرائيل على مغادرة قاعة اللقاء، وقد هتف هؤلاء ضد الاحتلال الإسرائيلي متهمين من يلتقي بالإسرائيليين بالخيانة. وحاول أحد منظمي اللقاء ويدعي إبراهيم إمباوي شرح هدف اللقاء للمحتجين، غير أنهم رفضوا الاستماع له وهتفوا "هذا الوطن مش للبيع، نرفض نرفض التطبيع". وقال إمباوي إن المجتمعين من الطرف الفلسطيني أرادوا إيصال وجهة نظرهم الرافضة للاستيطان ولخطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المطروحة كاتفاق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف "نحن جميعا متمسكون بالثوابت الوطنية، ولكن يجب أن لا نسكت وأن نوصل للطرف الآخر رسالتنا".
من ناحية أخرى، اتهمت الناشطة ناريمان التميمي وشقيقة أحد شهداء قرية النبي صالح غرب رام الله، السلطة الفلسطينية بـ"العهر السياسي"، وقالت إنها تتغاضى عن ملاحقة إسرائيل في قضايا قتل الشهداء بدم بارد، في حين تسمح باستقبال إسرائيليين في الضفة. وأضافت التميمي أنه من الواضح أن دم الشهداء وأعمار الأسرى تذهب هدرا على أيدي المطبعين مع المجرمين الإسرائيليين، وأردفت أن من "حقنا رفض أي وجود إسرائيلي على أراضنا ومنعهم من ذلك".
من جانبه اعتبر الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية صلاح الخواجا أن مجيء الإسرائيليين إلى رام الله جاء بعد يوم واحد من حادثة احتجاز مستوطنين على يد أبناء قرية قصرة جنوب نابلس، وبدلا من تكريم هؤلاء الأبطال يتم استقبال المستوطنين في رام الله. وصنف الخواجا لقاءات التطبيع بين بعض الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها محاولة لكسر إرادة المقاومين في قرى ومناطق المواجهة مع الاحتلال، لكنهم لن ينجحوا في ذلك. وقال إن لجان المقاومة الشعبية بصدد الشروع في مواجهة مباشرة مع أسماء وقادة التطبيع مع المستوطنين الإسرائيليين في كل مكان. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من ما وصفتها بـ"المحاولات الهادفة لفتح قنوات التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت مسميات مشبوهة وأهداف لا يمكن وصفها إلا بالانهزامية". ودعت الجبهة في بيان لها إلى محاسبة ومقاطعة الشخصيات الراعية للمؤتمر التطبيعي الذي عُقد في مدينة البيرة بالضفة الغربية. وقالت إن اللقاء نظم في الوقت الذي تستمر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة ويستمر فرض الحصار والتجويع والقصف وقتل الأطفال في غزة. وبينت الجبهة أن اللقاء يهدف إلى تسويق وتبرئة السياسات العنصرية الإسرائيلية التي مارستها ولا تزال منذ النكبة 1948 والتي نتج عنها فرض السيطرة بقوة السلاح على كامل التراب الفلسطيني.
أنور- س