دولي
الأميركيون سيضغطون حتى مارس فإما اتفاق أو تراجع
حسب مصادر إسرائيلية:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 جانفي 2014
قالت مصادر إسرائيلية إن جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، أبلغ رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، خلال اجتماعهما الأخير في إسرائيل، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس قدما «تنازلات شجاعة وملموسة» خلال الاتصالات الجارية حاليا.
قالت مصادر مقربة من هرتسوغ إن الوزير الأميركي أبلغه بأن الولايات المتحدة قررت مواصلة جهودها المكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق إطار بين إسرائيل والفلسطينيين، حتى مارس المقبل، فإما يوقع الطرفان اتفاقا، أو أن واشنطن ستخفف من وتيرة مساعيها في هذا السياق، ما يعني الالتزام بمدة الأشهر التسعة المحددة لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي انطلقت في جويلية 2013 ومن المفترض اختتامها مطلع أفريل من هذا العام. ونقلت عن كيري قوله: «إذا توصل الطرفان إلى اتفاق أولي فستكون الخطوة القادمة تمديد المفاوضات لعام آخر بناء على الاتفاق الأولي، لكن إن لم يحدث ذلك، فإن الولايات المتحدة ستتراجع وستقلل اهتمامها». وبحسب المصادر فإن كيري يخطط إذا ما نجح في توقيع اتفاق، لترتيب لقاء بين عباس ونتنياهو فورا لإعطاء مسيرة السلام زخما. وحتى الآن رفض عباس ضغوطا من أجل الاجتماع مع نتنياهو، قبل أن تتقدم المفاوضات نحو الأمام، بعد توقفها قبل شهرين بسبب خلافات عميقة وجوهرية طالت كل الملفات. وقال هرتسوغ، خلال جلسة كتلة حزب العمل: «إن كيري مصمم على أداء مهمته ولا يقدم تنازلات ويبذل جهدا في البحث عن طرق صحيحة من أجل الوصول إلى اتفاق أولي». وأضاف: «المعارضة ستساند رئيس الحكومة وستوفر له شبكة الأمان المطلوبة للمفاوضات». وغادر كيري المنطقة بعد مفاوضات ماراثونية في القدس ورام الله وعمان والرياض، على أن يعود للمنطقة مرة ثانية هذا الشهر. ووصف سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل دان شابيرو الزيارة الأخيرة لكيري بأنها كانت ناجحة، متوقعا أن يعود كيري إلى المنطقة قريبا لمواصلة الاتصالات. وأضاف للإذاعة العبرية: «آمل أن تتمكن واشنطن بعد نحو شهر من طرح اقتراح اتفاقية إطار أمام الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بحيث سيعرض هذا الاقتراح ماهية التسوية الدائمة». لكن لم يكد كيري يغادر المنطقة حتى رسم القادة الإسرائيليون صورة قاتمة للمفاوضات.
وقال موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن حكومته تحاول التوصل إلى اتفاق بشأن مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين حتى ما بعد فترة الأشهر التسعة التي حددت لها سابقا. وأضاف، خلال جولة تفقدية أمس أجراها في قيادة المنطقة الوسطى لجيش الدفاع: «سأكون شخصا واقعيا، الفجوات عميقة في المفاوضات. ومن يعتقد أننا اليوم نخوض مفاوضات الحل النهائي فهو مخطئ، لقد اعتقد البعض أنه يمكن التوصل للحل النهائي خلال تسعة أشهر، لكننا اليوم نخوض مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق إطار لتمديد المفاوضات.. تقريب وجهات النظر تحتاج وحدها لأكثر من شهرين». وأردف: «الخلافات كبيرة وفي صلبها مسألة الاعتراف بدولة إسرائيل وطنا قوميا للشعب اليهودي».
وفي غضون ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه ليس من المؤكد بعد ما إذا كان الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني سيوقعان على وثيقة في نهاية فترة المفاوضات الحالية، وإنه قد يجري التوصل إلى اتفاق شفهي حول بعض الأمور. وجاءت تلك المواقف بعد ساعات من إعلان نتنياهو مواقف أكثر تشددا، مؤكدا أن إسرائيل لن تنسحب من القدس ولا من الخليل، جنوب الضفة، ولا من عدد من المستوطنات التي تقع خارج الكتل الاستيطانية الرئيسية. وأضاف في جلسة لأعضاء كتلة الليكود في الكنيست: «مبادرة كيري تعبر عن الموقف الأميركي، سنتعامل معها ولكن ليس من الضروري الرد عليها بالإيجاب». وتابع: «أنا لا أتحدث عن إخلاء المستوطنات خلال المحادثات». فسأله عضو الكنيست الليكودي موشي فيجلين: «إذن ما الذي تبقى لتتحدثوا فيه؟». فأجابه نتنياهو: «هناك الكثير من المناطق غير المأهولة». أضاف: «إسرائيل لن تتنازل عن أماكن تخلى عنها آخرون في السابق.. الخليل، أو بيت إيل (بين رام الله والقدس) تقعان خارج الكتل الاستيطانية، صحيح، لكنهما تحظيان بأهمية خاصة لدى الشعب اليهودي». واعترف نتنياهو بأنه حائر ومتخبط تجاه الجواب الذي سيعطيه لكيري، لكنه عد الاتفاق مسألة بعيدة المنال. وقال: «أنا لا أملك حلا يمنع تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، ولا يحول الدولة الفلسطينية إلى قاعدة لإيران».
أنور- س