دولي
هل ستصطدم السلطة بمقاومة مخيم جنين؟
مع تواصل استهداف قادة المقاومة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 ديسمبر 2013
على وقع تواصل استهداف أجهزة السلطة لرجال المقاومة في كافة محافظات الضفة الغربية، برز الاستهداف الذي تقوم به تلك الأجهزة لعناصر حركة "الجهاد الإسلامي"، وخاصة في مخيم جنين شمالًا.
ويعيش المخيم حالةً من التوتر والشحن الأمني، عقب إطلاق أجهزة السلطة النار على القيادي في حركة الجهاد محمود السعدي ونجلي القيادي بسام السعدي، ما أدى إلى إصابتهما بجراح نقلا على إثرها إلى المستشفى. وكانت مجموعة من أفراد أجهزة السلطة -تحديدا جهاز المخابرات– أطلقت النار تجاه المواطنين في مخيم جنين، مّا أدّى لإصابة العديد منهم، من بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمود السعدي، ونجلي القيادي المجاهد الشيخ بسام السعدي. وقال عدد من أهالي المخيم، إن "أجهزة السلطة اقتحمته لفض شجار عائلي، فكان القيادي محمود السعدي ممن يحاولون فك الشجار، فأطلق عناصر السلطة النار عليه ولاحقوه لاعتقاله". وأشار الأهالي إلى أن يحيى وفتحي نجلي القيادي في الجهاد بسام السعدي، قد أصيبا بالرصاص الحي، بالإضافة إلى مسنة أصيبت بشظايا الرصاص، فيما اندلعت مواجهات بين شبان المخيم وعناصر الأجهزة الأمنية. ولم تكتف الأجهزة الأمنية بإطلاق النار على نجلي القيادي بالجهاد، بعد أن تم نقلهما إلى المستشفى للعلاج، فاقتحم عناصر جهاز المخابرات المستشفى واعتقلوهما رغم إصابتهما بالرصاص الحي.
وأخرجت الاعتداءات حركة الجهاد الإسلامي عن صمتها، فاتهمت في بيان لها، الأجهزة الأمنية بأنها تلتزم بالتنسيق الأمني مع الاحتلال وتلبي مطالبه، وأنها "تستجيب لتحريض الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني أكثر من التزامها بمصالح الوطن". وحملت الحركة السلطة المسؤولية عن الأحداث التي وقعت في مخيم جنين، مؤكدةً أن تلك "الجريمة نتيجة واضحة للتحريض الذي يقوم به الاحتلال ضد حركات المقاومة في الضفة". وطالبت الجهاد القوى والشخصيات الوطنية بضرورة التحرك لمنع "ارتكاب المزيد من جرائم التعدي على المواطنين وملاحقة الشرفاء".
من جهتها، رفضت حركة حماس مبدأ استخدام القوة تجاه المواطنين الفلسطينيين، معتبرةً ذلك تجاوزاً خطيراً يمس كلّ المحرّمات والمقدّسات الوطنية التي تمّت بتنشئة الأجيال وتربيتها عليها. واعتبرت حركة حماس أنّ اعتداء الأجهزة الأمنية على أبناء القائد الشيخ بسام السعدي اعتداءً على عائلات الأسرى والشهداء، ومساساً بتضحيات هذه العائلات الكريمة، التي قدَّمت لفلسطين أغلى ما لديها. كما رأت حماس في بيان صادر عنها في محافظة جنين، وصل وكالة "فلسطين الآن" نسخة عنه الأحد، أنّ الاعتداء على أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي -الذي مثّل القوى الوطنية والإسلامية في أكثر من مناسبة ومحطّة- اعتداءً على حركة لها سِجلٌ مشرفٌ في الجهاد والمقاومة، وهو اعتداء على القوى الوطنية والإسلامية مجتمعة، وما تمثله من نضال وكفاح ضد المحتل الغاصب لفلسطين. وطالبت حماس رجال فتح ونوابها وأعضاء مركزيتها ومجلسها الثوري في محافظة جنين بـ"أن يكون لهم موقف وطني يذكره لهم التاريخ والأجيال إزاء ما جرى ويجري بحقّ بيوت الأسرى والشهداء وبحقّ المقاومة في مخيم جنين من أجهزة حركتهم الأمنية طوال الأشهر الستة الماضية من هذا العام، تحت ذرائع مختلفة ثبتت بالدليل أنّها لا أساس لها من الصحة"، مذكّرةً إياهم بأنّ "ذاكرة شعبنا حيّة، وأنّ الله على كل شيء شهيد".
من ناحيته، طالب الأسير المحرر والقيادي في الجهاد بلال ذياب، رئيس السلطة محمود عباس بإقالة محافظ جنين طلال دويكات، تجنبًا لإثارة الفتنة داخل مخيم جنين. وقال المحرر ذياب في تصريح صحفي، إن دويكات "يسعى إلى إراقة الدماء داخل مخيم الشهداء، وإن عليه الرحيل عن المحافظة لتسببه بعدة أحداث جرت في عهده"، مشددًا على أن ما جرى بالأمس استهداف مباشر لرموز المخيم.
وتبقى المقاومة مستمرة في طريقها، مهما حاول الاحتلال ومعه أجهزة السلطة تصفيتها، فيما سيسجل التاريخ أن سلطةً "وطنيةً" قتلت نضال شعبها، واستهدفت كل من يحمل سلاح مقاومًا مهما كان لونه أو انتماؤه.
ويبدو أن مخيم جنين الذي تصدر عناوين أحداث انتفاضة الأقصى مرشح ليتصدر عنوان الصدام من جديد بين رجال المقاومة ومن ينوب عن الاحتلال في مهامه الأمنية. فقبل أقل من أسبوعٍ واحدٍ، كان المخيم على موعدٍ مع عمليةٍ عسكريةٍ أوقعت شهيداً فلسطينياً هو نافع السعدي، الذي ارتقى مضرجاً بدمائه في بيت الأسير الشيخ جمال أبو الهيجاء، أحد أبرز قادة حماس العسكريين في الضفة الغربية. استشهد السعدي في المنزل ذاته الذي تعرض لمداهمة أجهزة السلطة أكثر من 5 مراتٍ مؤخراً بغية اعتقال الشاب حمزة أبو الهيجاء نجل الشيخ الأسير. وسبق تلك الأحداث مداهماتٌ عدة شنتها أجهزة السلطة لمنزل القيادي في حركة الجهاد بسام السعدي ومنازل أقربائه دون أن تفلح قواتها في العثور عليه. ويحظى مخيم جنين الذي تقيم فيه أسرة السعدي بمكانةٍ معنويةٍ بين الفلسطينيين بعدما تصدر أبناؤه عاصفة المقاومة في انتفاضة الأقصى، وبعدما تمكن من الصمود أكثر من 18 اً في وجه أكبر عملية اقتحامٍ إسرائيلية في أفريل من العام 2002.
بلال- ق