دولي

كيري يعرض الاتفاق النهائي في جانفي القادم

صحيفة:

 

 

يستعد وزير الخارجية الأميركية جون كيري لزيارة الضفة الغربية والاحتلال الإسرائيلي، في العاشر من الشهر المقبل، مع فريق كبير من الخبراء الأميركيين المخضرمين الذي شاركوا في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والذين يعكفون على "وضع اللمسات النهائية على اتفاق تسوية يعالج الملفات النهائية، في محاولة لإجبار الفلسطينيين والإسرائيليين على القبول بالرؤية الأميركية لطبيعة الحل".

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "القدس": "هناك نشاط مكثف للخبراء الأميركيين الذين قاموا بمعاينة كل الاحتمالات، وبحثوا مختلف السيناريوهات، وأن هؤلاء لم يتوقفوا عن عقد اللقاءات منذ لقاء الوزير كيري الأخير للقاء مع عباس ونتنياهو في منتصف الشهر الجاري، ويمكنني القول أن فريق الوزير كيري يمتلك الآن معرفة، وربما نسخة عن كل دونم أرض وكل مستوطنة، وكل طريق، وكل حاجز، وكل مصدر ماء في الضفة الغربية، وسيقدمون عرضاً ممكن التحقيق يقوم على هذه المعطيات". وأضاف "كيري ومبعوث الرئيس أوباما لمفاوضات السلام (مارتن إنديك) يعلمون أن الفلسطينيين والإسرائيليين لم يلتقوا وجهاً لوجه منذ أسابيع، وأننا نحن (الأميركيون) الذين نقوم بحوار الطرفين بلقاءات مكوكية، ولكن الحقيقة التي تبدد الأوهام هي أن الكل يعرف طبيعة الاتفاق النهائي، وما نراه هو أن كل طرف يحاول كسب تنازلات قدر الإمكان من الطرف الآخر مع العلم أن كل التفاصيل استنفذت تماماً".  وحتى الآن لم تتضح الخطوط التي سيعرضها كيري في الاتفاق، إذ ثمة ملفات أكثر تعقيداً من الملف الأمني، مثل ملف القدس، واللاجئين، اللذان يشغلان الوزير كيري، الذي يصر على أن "الصفقة اتفاق إطار بمتناول اليد" إلا أنه (كيري) مقتنع بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام مرة واحدة، ولذلك "لا بد من وضع الطرفين على المحك، هل يريدون سلاماً أم لا يريدون". على حد تعبيره.

 

ويتبنى كيري خطة الحلول المرحلية دون إعلان ذلك صراحة "لأن تجربة أميركا الطويلة مع الطرفين تدل على عدم إمكانية حل الخلافات دفعة واحدة" بحسب المصدر.  ويعتقد المصدر أن "كيري يميل إلى عرض خطة وسطية، تكون مرضية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بحيث لا تتطرق إلى القضايا الحساسة بالتفصيل، لكنها ستشير إلى أسس الحل، مثل دولة فلسطينية على حدود 1967، وأخرى يهودية، وأمن إسرائيل". أما بخصوص العرض الأميركي الذي قدمه وزير الخارجية كيري، إلى رئيس السلطة محمود عباس في لقائهما الأخير، والذي يبقي على وجود عسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية على طول حدود الضفة الغربية مع الأردن في الأغوار، والذي رفضه رئيس السلطة عباس، قال المصدر إن الفريق الأميركي أجرى تعديلات في الخطة الأمنية المعروضة الآن، وأن "الخطة الأمنية الجديدة قد تقترح وجودا أميركيا مكثفا على حدود الدولة الفلسطينية الشرقية مع الأردن، وأن كيري ناقش ذلك مع عباس، وأن الأخير لم يعترض" بحسب المصدر. من جهة أخرى، نفت مصادر مطلعة أن تكون الخطة الأمنية التي قدمها كيري في لقاءاته الأخيرة مع عباس ونتنياهو قد عدلت بشكل كبير، وأنها تبقي على السيطرة الأمنية الكاملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع الأردن، وتحليق طائرات دون طيار في سماء الضفة الغربية، وأنها تستجيب لكافة الطلبات الأمنية الإسرائيلية المتعلقة بالحدود مع الأردن وغور الأردن.

وكان كيري طرح خطته الأمنية لإغراء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، الذي اعتبرها "مقدمة للدخول في المفاوضات" في حين رفضها الجانب الفلسطيني.

وبحسب تفاصيل الخطة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسير دوريات على طول الحدود مع الأردن لعدة سنوات، ومن ثم سيتم تسيير دوريات مشتركة فلسطينية إسرائيلية على الحدود، بالتفاهم مع الجانب الأردني في الطرف المقابل للحدود، على أن يتم اعتماد وسائل تكنولوجية متطورة لجمع المعلومات والمراقبة بما فيها تحليق طائرات إسرائيلية دون طيار في سماء الضفة الغربية.

سعيد- ن

من نفس القسم دولي