دولي

غزة تغرق في السيول وقوارب الصيد تجوب الشوارع لإنقاذ العالقين

السلطة وقطر ترسلان وقودا وغازا

 

لم تجد الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة سوى قوارب الصيادين لإنقاذ وانتشال العائلات المحاصرة والمشردة نتيجة تدمير السيول منازلهم في مناطق شاسعة ومختلفة في القطاع إثر العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.

وشوهدت عشرات القوارب تحمل عائلات منكوبة وتجوب الشوارع التي تحولت إلى أنهار مياه، وتقلهم إلى مدارس ومساجد تحولت بدورها إلى مراكز إيواء للمشردين.

واضطر آلاف من الغزيين إلى مغادرة منازلهم التي هدمت أجزاء منها أو غمرتها السيول، وحوصر مئات منهم داخل المنازل، وكشفت العاصفة الثلجية وهي الأقوى منذ سنوات طويلة عن البنية التحتية الهشة في قطاع غزة وزادت مأساة الغزيين مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل وفقدان الوقود اللازم. ووجهت السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجامعة العربية نداءات استغاثة لمساعدة غزة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يتفقد أوضاع السكان في مدينة رام الله التي عانت كذلك من انقطاع متواصل في التيار الكهربائي: «إن الوضع الإنساني في قطاع غزة صعب للغاية، لذلك أرسلنا مساعدات عاجلة من مواد تموينية وغاز وسيارات لشفط المياه و سنورد البترول لقطاع غزة عبر إسرائيل بدعم من دولة قطر».

وكانت قطر قررت إرسال معونات عاجلة إلى قطاع غزة بمبلغ 60 مليون دولار تستخدم لشراء وقود صناعي لمحطة كهرباء غزة وإصلاح الأضرار الناتجة عن المنخفض الجوي. وقال بيان صادر عن مكتب الأمير القطري: «إنه نظرا للظروف الصعبة في قطاع غزة بسبب العواصف الثلجية وتوقف محطة توليد الكهرباء في القطاع عن العمل نتيجة لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها، جرى الإيعاز للجهات المختصة بتزويد القطاع بما قيمته 32 مليون دولار من الوقود بشكل عاجل كما أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بإرسال مساعدات ومواد إغاثية عاجلة للقطاع بمبلغ 28 مليون دولار لمواجهة البرد القارس».

 

ومن بين الأموال المخصصة لشراء الوقود الصناعي 10 ملايين دولار اشترت بها السلطة وقودا بشكل سريع من إسرائيل وحولت أمس لقطاع غزة في محاولة لتشغيل محطة توليد الطاقة المتوقفة عن العمل تماما. وقال رئيس سلطة الطاقة في غزة فتحي الشيخ خليل إن الوقود قد يكفي القطاع نحو 40 يوما، بنظام ثماني ساعات كهرباء وثماني قطع. وقبل ذلك أدخلت الحكومة الفلسطينية 190 طنا من الغاز إلى قطاع غزة فيما ينتظر أن يفتح معبر كرم أبو سالم أبوابه اليوم، لإدخال مضخات لشفط المياه. وقال حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية إن السلطة ستقوم بإدخال مضخات كبيرة لقطاع غزة لسحب المياه التي تراكمت بفعل المنخفض الجوي. وتعمقت معاناة الغزيين بعدما امتلأت المدارس والمساجد عن بكرة أبيها ولم يجد المشردون أماكن إيواء سريعة. وراح العشرات يوجهون رسائل عبر «فيس بوك» ووسائل إعلام بأن لديهم متسعا لإيواء عائلات مشردة. وقررت الحكومة المقالة تمديد تعطيل الدراسة في المدارس في غزة اليوم بسبب تداعيات المنخفض الجوي. وانضم مقاتلون من حماس والجهاد الإسلامي لعمليات إنقاذ ومساعدة العالقين وتوزيع الاحتياجات الضرورية على العائلات.

حيدر-د


من نفس القسم دولي