دولي

كيري يصل للمنطقة في جولة حاسمة لمصير التفاوض

خيبة أمل فلسطينية

 

يستعد الرئيس محمود عباس للقاء "غير مريح" مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وصل المنطقة أمس الأربعاء، سيستمع فيه لردود من الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" لاقتراحات الإدارة الأمريكية لإنهاء الخلاف على ملفي الأمن والحدود، والتي تأتي في سياق "خطة الترتيبات الأمنية" التي وضعها فريق أمريكي متخصص.

وسيعقد كيري الذي يصل في زيارة ثانية في أقل من أسبوع للمنطقة، لقاءات مع الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، لمعرفة ردود الطرفين من "خطة الترتيبات الأمنية" في الضفة الغربية. وفي سبيل إنهاء الخلاف على ملفي الأمن والحدود، التي بدأت عملية المفاوضات بهما، قدم كيري خلال جولته الماضية التي انتهت يوم الجمعة بعد لقائه بعباس ونتنياهو كلاً على انفراد، "خطة الترتيبات الأمنية" التي تضع حلولاً لقضية الأمن وحدود الدولة الفلسطينية المرتقبة، وأفادت مصادر مسؤولة  أن كيري طلب تمديد فترة التفاوض أكثر من تسع شهور. وترفض القيادية الفلسطينية الخطة الأمريكية الجديدة، كونها لا تلبي طموحها في الإشراف على حدودها مع الأردن، ولا تعطيها السيطرة على منطقة الأغوار والمعابر وتكرس الاحتلال. ولا يخفي مسؤولون فلسطينيون القول بأن الوضع العربي العام في هذه الأوقات، الذي يعتليه الضعف لا يساعد كثيرا في التدخل لصالح الموقف الفلسطيني بالضغط على واشنطن.

وتنص "خطة الترتيبات الأمنية" التي وضعتها الإدارة الأمريكية مستعينة بالكثير من الخبراء، على أن تعطى "إسرائيل" حق التواجد العسكري على حدود الدولة الفلسطينية، على أن يخفف تدريجياً وفق الوضع الأمني على الأرض على مدار أربع سنوات، وإبقاء "قوات مختارة"، إلى جانب ترتيبات أمنية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الحدود والتي يمكن للولايات المتحدة المساعدة بها. وفي بداية الضغوط الأمريكية على القيادة الفلسطينية لثنيها عن موقفها وإجبارها على القبول بالخطة، أرجأ كيري تنفيذ إطلاق الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، وفق الاتفاق الذي جرى قبل انطلاق المفاوضات.

ووافقت "إسرائيل" على إطلاق سراح 104 أسير من القدامى، الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، على أن يوقف الفلسطينيين مساعيهم الهادفة للإلتحاق بالمؤسسات الدولية طول فترة التفاوض، ووضعت مواعيد لعملية إطلاق الأسرى، وأنذرت القيادة الفلسطينية أول أمس من الإخلال بموعد الإفراج عنهم.

وستستمر زيارة كيري التي سيتنقل فيها بين "إسرائيل" والضفة الغربية يومين، ونقل عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جان بساكي قولها إن الإدارة الأمريكية تسعى إلى وصول الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي" إلى اتفاق نهائي، وليس مرحلي، لكنها قالت "لنكن واضحين تماما، هدفنا ليس حلاً مرحلياً بل التوصل إلى اتفاق نهائي، ولكن بالتأكيد سيتطلب الوصول إلى ذلك الهدف المرور بمراحل مختلفة".

ويريد كيري بلورة بيان "إسرائيلي" فلسطيني مشترك ينص على تحقيق تقدم في المفاوضات يصدر الشهر المقبل. وتتردد أنباء أن الإدارة الأمريكية تسعى لإحلال اتفاق مرحلي قبل انقضاء مدة التسع شهور المخصصة للمفاوضات التي ترعاها بين الطرفين، ما يخالف الأسس التي انطلقت عليها المفاوضات، والتي تنص على الإتفاق على مجمل قضايا الخلاف خلال المدة المحددة. وهناك توقع كبير بأن يصار إلى هذا الأمر لصعوبة المفاوضات التي لم تحرز أي تقدم يذكر بعد انقضاء خمس شهور منها. وتعهد نتنياهو بإجراء استفتاء شعبي على أي اتفاق قد يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين، ونقل عنه القول خلال اجتماع لكتلة حزب "الليكود" البرلمانية أن ما يحسم التوصل إلى مثل هذا الإتفاق من عدمه لن يكون تشكيلة الائتلاف الحكومي وإنما "ماهية الإتفاق وهل يلبي المتطلبات الوطنية الإسرائيلية".

وكان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية إنتقد الموقف الأمريكي علانية، وقال إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل على إرضاء إسرائيل، فيما يتعلق بالسيطرة على منطقة الأغوار، ورفض في ذات الوقت ابتزاز الفلسطينيين في موضوع إطلاق سراح الأسرى. وقال في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية منتقدا التأجيل ‘مقابل الأسرى تبنى وحدات استيطانية، ومقابل الأسرى لا نذهب للأمم المتحدة ولا إلى هيئاتها ولا ننضم إليها، ومقابل الأسرى نقبل باتفاق إطار مهلل عام وغامض، لا يتعامل بأي جدية بأي حق من حقوقنا، بينما يعطي إسرائيل الإعتراف بيهودية الدولة وفي مطامعها التوسعية في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار. كما انتقد المسؤول الفلسطيني الرفيع إدارة المفاوضات بـ طريقة سرية، مشددا على أن الرأي العام هو الضمانة لإحقاق هذه الحقوق.

برهان-ج

من نفس القسم دولي