دولي
انتفاضة الحجارة زرعت جيل المقاومة والانفجار قادم بوجه العدو
في ذكرى انتفاضة 1987، الفصائل الفلسطينية:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 ديسمبر 2013
أكدت الفصائل الفلسطينية على أن ظروف الانتفاضة الأولى مشابه للظروف الحالية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني من الوقوف وحده أمام العدو الصهيوني. وأوضحت الفصائل، أن الانتفاضة الأولى أكدت أن المقاومة بكافة أشكالها هي الكفيلة بتحرير فلسطين وليس المفاوضات العبثية، مطالبة بضرورة الوحدة الفصائلية في مواجهة العدو الصهيوني.
وقد أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن الانتفاضة الأولى –انتفاضة الحجارة- عام 1987 استطاعت أن تكسر جبروت العدو الصهيوني وتبدد الأوهام التي صنعتها الحكومات العربية أمام شعبنا الفلسطيني بأن "جيوش العرب لم تستطع أن تهزم "إسرائيل" فكيف لشعب أعزل أن يهزم الجيش الذي لا يقهر". وقال القيادي المدلل: "شعبنا الفلسطيني أصيب بحالة من الإحباط الشديد عام 1987 من قبل الحكومات العربية التي هزمت من الجيش الإسرائيلي وبدأت تتوهم بأنه "إسرائيل" لديها جيش لا يقهر"، ما دفع شعبنا الفلسطيني إلى رفع لواء التحرير بنفسه فكانت انتفاضة الحجارة". وأوضح المدلل، أن الانتفاضة انطلقت أيضاً بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت فلم يكن هناك إطار موحد لتوحيد المقاومين الفلسطينيين فكنا نصرخ في كل بقاع فلسطين بضرورة الانتفاضة. وأشار إلى أن الظروف التي نعيشها اليوم هي نفس الظروف التي عاشتها الانتفاضة الأولى من حالة إحباط شديدة نتيجة انشغال الشعوب والحكومات العربية والإسلامية عن القضية الفلسطينية وانحراف المؤسسة الفلسطينية "منظمة التحرير الفلسطينية" عن المسار الوطني فانحدرت تجاه التسوية والمفاوضات العبثية التي أجمع الجميع وخاصة قادتها على عبثية تلك المفاوضات. ولفت إلى أن تلك الظروف دفعتنا إلى حمل اللواء في حركة الجهاد الإسلامي، فعلى الرغم من أن الحركة حملت الهم على عاتقها في المعارك السابقة مع العدو الصهيوني واستطعت الحركة بذراعها العسكري سرايا القدس وبأدواته البسيطة "الصواريخ" من صنع معادلة جديدة مع العدو الصهيوني إلا أن الحركة لن تستطيع أن تحرر فلسطين كل فلسطين وحدها، فعلينا أن نتوحد لتحرير فلسطين. وأضاف القيادي المدلل، الواجب الآن هو إعادة الاعتبار للمشروع الوطني من خلال المحافظة على الثوابت الفلسطينية التي تعتمد على مواجهة العدو الصهيوني في كافة الميادين الفلسطينية بكل الخيارات المفتوحة المقاومة والمواجهة الشعبية، قائلاً :"كل المعطيات تؤكد أن الانفجار قادم لا محال في وجه العدو الصهيوني".
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الذكرى السادسة والعشرين للانتفاضة الأولى التي صادفت يوم أمس الأحد أن "شرارة الانتفاضة لا تزال متّقدة"، متعهدة بمواصلة المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات. وقالت الحركة في بيان لها: "إن إجرام الاحتلال لن يزيدنا وجماهير شعبنا إلاَّ صلابة وإيماناً وتصميماً على المضي في طريق المقاومة كخيار استراتيجي قادر على تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة". وحذرت الاحتلال الصهيوني من مغبّة تصعيده وعدوانه على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا استيطانا وقتلا وتهجيرا وتهويدا، "فجماهير شعبنا لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل ستنتفض دفاعاً عن الثوابت والمقدسات، وسيبقى الشعب الفلسطيني متمسكاً بكلّ ذرّة من تراب أرضه، ولن يقبل بأيّ اتفاق أو حلول تتنازل وتفرّط في الحقوق والثوابت الوطنية والمقدسات، وتتنكّر لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى الذين بذلوا أرواحهم وأعمارهم من أجل فلسطين من بحرها إلى نهرها".
وأشارت إلى أنه في الثامن من ديسمبر 1987م انتفضت جماهير شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ضد الإرهاب الصهيوني، وأشعلت شرارة انتفاضة جماهيرية عمّت كامل التراب الفلسطيني، لتعلن أنَّ شعباً مؤمناً بعدالة قضيته متمسكاً بأرضه مدافعاً عن حقوقه وثوابته لن يستكين أو يلين، ولن ترهبه غطرسة الاحتلال ولا إرهابه، وستظل شعلةُ الانتفاضة متّقدة في نفوس الأجيال الفلسطينية تحميها المقاومة وتغذّيها دماءُ الشهداء وتضحياتُ وصمودُ شعبنا حتَّى استرداد الأرض وتحرير المقدسات والأسرى.
بدورها أكدت لجان المقاومة في فلسطين بان الذكرى السادسة والعشرون لانتفاضة الحجارة مهدت الطريق لزرع ثقافة المقاومة في الأجيال الفلسطينية المتلاحقة وأسست لانطلاقة العمل الجهادي المقاوم من جديد وشكلت نموذج مشرف للمقاومة والوحدة ضد العدو الصهيوني المجرم. وشددت لجان المقاومة في فلسطين على أن شرارة المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها لا زالت مستمرة حتى تحرير كامل فلسطين من بحرها إلى نهرها و إسقاط المشروع الصهيوني الإغتصابي في فلسطين المباركة. وأكدت اللجان، على أن انتفاضة الحجارة وَحدت كل أبناء شعبنا وقواه وهدمت جدار الفرقة وأفشلت الأهداف الخبيثة لإغراق شعبنا في متاهات الضياع حتى أطلت علينا المشاريع السياسية الخبيثة.. واليوم ونحن نستشعر معاني الانتفاضة وفضائلها نؤكد بان خيار الانتفاضة والمقاومة والجهاد هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات واسترجاع الحقوق المغتصبة وطرد الأعداء الصهاينة. كما أكدت أن انتفاضة الحجارة أحيَّت القضية الفلسطينية في المجتمع العربي والإسلامي وذكرت الأمة من جديد أن هنالك مقدسات سليبة بحاجةٍ إلى تخليص كما أنها أحيّت من جديد الدعوة إلى مجابهة التطبيع ومقاطعة السلع الصهيو-أمريكية.
فيما أكدت حركة الأحرار الفلسطينية، على أن الانتفاضة الأولى التي سميت انتفاضة الحجارة كانت حدثاً مفصلياً غيرت من الحالة التي عاشها شعبنا من اضطهاد وتعذيب وتنكيل على أيدي الاحتلال إلى مواجهة مباشرة, أسست لمرحلة جديدة في طبيعة المواجهة مع جيش الاحتلال, وبداية لطريق الانتصارات, وتعبيراً واضحا من أبناء شعبنا على التخلص من الاحتلال الصهيوني. وشددت الأحرار في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، على أن شعبنا الذي انتفض في 87 قادر على تفجير انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال وأن كل محاولات فريق التسوية التي عقبت الانتفاضة هدفت لوأدها بإبرام اتفاقية أوسلو المشئومة, إلا أن شعبنا رفض ذلك وأشعل في وجه الاحتلال انتفاضة الأقصى التي كانت نقلة نوعية في طبيعة الصراع مع الاحتلال, وأعلن شعبنا أن روح الجهاد والمقاومة لا زالت ماضية ولن يوقفها أي اتفاق سياسي أو لاهث خلف سراب المفاوضات التي تعتبر غطاء لجرائم الاحتلال. وأوضحت، بأن هذه الذكرى تمر في هذا العام وشعبنا وقضيته تمر بمنعطفات خطيرة لاسيما اشتداد الحصار المطبق والهجمات الصهيونية المتزايدة على المسجد الأقصى, داعياً لانتفاضة ثالثة دفاعاً عن شعبنا و المقدسات.
محمد-د