دولي

كيري يبيع الوهم للفلسطينيين وعلى عباس اتخاذ قرار نهائي

حركتا الجهاد وحماس:

 

على الرغم من طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من "إسرائيل" والسلطة الوطنية تمديد المفاوضات 9 أشهر إضافية من أجل منع انفجارها، وتفاؤله بتوصلها لحل قريب، رد وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان بتشاؤمه من إمكانية توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

الفصائل الفلسطينية التي أعلنت مراراً رفضها للمفاوضات التي تجري برعاية أمريكية، اعتبرت تصريحات كيري بيع أوهام جديدة للفلسطينية، ستكون فرصة وسبب ليعلن الرئيس عباس انسحابه منها بشكل نهائي.

حيث قال أحمد المدلل القيادي في الجهاد الإسلامي في فلسطين:" لم نعول على مجيء كيري للمنطقة وعلى مقترحاته وخطواته التي يريد من خلالها دفع السلطة للاستمرار في المفاوضات"، محذراً من الجولات التي تُحدث حالة من الضغط على السلطة وابتزازها. وأضاف المدلل: الكل الفلسطيني أصبح على يقين أن المفاوضات تسير في دائرة مفرغة، وكيري لم يأت بجديد، بل يبيع الأوهام للسلطة الفلسطينية، كما أصبح الفلسطينيون يدركون تماماً أن المفاوضات لم تجلب له شيء، وأنها غطاء لسياسة الإجرام التي تمارسها "إسرائيل" بحق القدس والمقدسات الإسلامية، ومخططات التهويد، وترحيل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، كمخططات برافر والجليل. وبين القيادي المدلل، أن كيري يُكذب على السلطة عندما يقول أن هناك تقدم في المفاوضات، خاصةً أن قادة سياسيين في السلطة يؤكدون أن المفاوضات لم تأت بجديد، فإسرائيل تحاول الحفاظ على هيكلية السلطة بدون أي ممارسة لصلاحياتها، كونها تمثل مصلحة أمنية لـ"إسرائيل". وحول تهديد أوباما لعباس، قال الشيخ المدلل:" هذا ما يجب أن يتوقعه عباس لأن الإسرائيليين دوماً كانوا يقولون أن عباس ليس شريكاً لنا بالسلام برغم كل ما قدمه عباس لهم. وأضاف المدلل، أن الإسرائيليين يردون من عباس أن يتخلى عن كل فلسطين لتصبح فلسطين دولة يهودية، ينساها الفلسطينيون، وسيظل عباس تحت مطرقة التهديد والتحذير حتى يتخلى عن فلسطين، وهو أقصى ما يتمنون.

 

وقال:" نتمنى على عباس أن تتوقف هذه المفاوضات، وأن يدعو لخطة استراتيجية مع كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، لمواجهة كل هذه المخططات وألا يخضع للإملاءات والتحذيرات".

أما فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس فأوضح  أن كيري لا يحمل أي جديد للشعب الفلسطيني، هو فقط في مهمة تضليل ممنهجة تأتي جنباً لجنب تهويد القدس والمقدسات الإسلامية وبناء المستوطنات في الضفة المحتلة، ليكسب مزيداً من الوقت، بعيداً عن تحقيق حقوق شعبنا وأمنه لصالح الاحتلال.

 

وبين برهوم، أن هذه التصريحات يجب أن تكون مدعاة لاتخاذ السلطة الفلسطينية، قراراً بإنهاء المفاوضات بشكل نهائي والتفرغ لقضايا شعبنا. وحول تهديدات أوباما للرئيس عباس، قال برهوم:" التهديدات الأمريكية والإسرائيلية لن تتوقف لأي فلسطيني سواء كان قائداً أو مسؤولاً أو مواطناً، فالاستهداف للجميع، وهذا التهديد للساسة الفلسطينيين، ينم عن العقلية التي يمارسها الاحتلال، من ضغط وابتزاز، فهو يأخذ كل شيء ولا يعطي شيء منذ سنوات عدة".

 

عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبد الله أبو سمهدانة، قال :"نتعرض لضغوطات كبيرة منذ سنوات في ملف المفاوضات  بألا نذهب للأمم المتحدة، حيث وقفت أمريكا بالفيتو ضدنا، وهددت بعض الدول التي تؤيد الفلسطينيين. وأضاف أبو سمهدانة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، كان قرارانا بالاستقلالية، وذهبنا للأمم المتحدة مرتين ضد رغبة أوباما وإسرائيل، لكن مصلحة شعبنا الفلسطيني هي كانت تحركنا. وحول تهديدات أوباما لعباس، أوضح أبو سمهدانة، أن الرئيس عباس مهدد بالموت، والفلسطينيون جميعهم مهددين إن لم يفعلوا  ما يريدون.

 

وفيما يتعلق بالمفاوضات، أكد أنها صعبة ومتعثرة وخاصة في غياب الموازين والتهاء العالم العربي بقلع أشواكه الخاصة، فضلاً عن الانقسام الفلسطيني المدمر المخرب، مضيفاً أنه لت يتوقع كثيراً من هذه المفاوضات.

يُشار، إلى أن مصادر ديبلوماسية غربية قالت أن "إسرائيل" نجحت في اقناع الأمريكيين بأولوية الملف الأمني على السياسي في المفاوضات الفلسطينية – "الإسرائيلية" الجارية، خصوصاً بعد اتفاق جنيف مع ايران. وقالت أن "إسرائيل" تشددت في مطالبها الأمنية من الجانب "الأميركي" بعد اتفاق جنيف، وأصرت على ضرورة تدخل أميركا لوضع ترتيبات امنية لحمايتها أولاً قبل التوصل الى أي اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وأكدت ان الجانب الأميركي الذي يبدي اهتماماً كبيراً بإرضاء "إسرائيل" الغاضبة من الاتفاق مع ايران، وافق على هذا المطلب رغم إدراكه صعوبة تسويق الاتفاق الامني مع الجانب الفلسطيني قبل الاتفاق على الملف السياسي. وأشارت الى ان الجانب الاميركي يحاول تحقيق نوع من التوازن بين الملفين الامني والسياسي من اجل اقناع الجانب الفلسطيني بقبول العرض. وكشفت المصادر ان عدد المطالب الامنية الاسرائيلية من الجانب الفلسطيني بلغت ثمانية مطالب، في مقدمها بقاء السيطرة الاسرائيلية على الاغوار عبر نظام استئجار خاص، وبقاء محطات الانذار المبكر على رؤوس الجبال في الضفة الغربية، ووجود قوات دولية في مواقع حدودية مع الاردن الى جانب القوات الاسرائيلية، والسماح لاسرائيل باستخدام المجال الجوي للضفة الغربية وغيرها. وأضافت ان كيري حمل المطالب الاسرائيلية الى الجانب الفلسطيني الذي طلب في المقابل ربط الملف الامني بالملف السياسي، وقبل بوجود قوات دولية في اي اتفاق سياسي مقبل، لكنه رفض اي وجود اسرائيلي في اراضي الدولة الفلسطينية. وكانت اسرائيل أعدت الملف الامني بالتعاون مع فريق امني اميركي مختص يرأسة الجنرال جون ألن المقيم مع فريقه في اسرائيل منذ مطلع العام.

وقال مسؤول فلسطيني ان الجانب الفلسطيني قلق جداً من نيات اسرائيل ومن قدرتها على التأثير على الجانب الاميركي. وأضاف ان وجود الفريق الامني الاميركي في اسرائيل منذ مطلع العام كان مثار قلق للجانب الفلسطيني لانه قام بدرس حاجات الجانب الاسرائيلي وحده من دون اي اعتبار للمصالح الامنية والسياسية الفلسطينية. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في محاضره له في رام الله اول من امس ان الجانب الاسرائيلي يسعى الى تحديد الحدود الامنية اولاً كمقدمه للعمل على تحويلها الى حدود سياسية. واشار الى ان الجانب الاميركي يحاول التوصل الى اتفاق اطار او اتفاق انتقالي جديد، الامر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني. وأكد مسؤول فلسطيني آخر ان الجانب الفلسطيني بدأ يشعر باليأس من الدور الاميركي في المفاوضات، وان الفلسطينيين يفضلون عدم قيام الجانب الاميركي بتقديم اي اقتراحات او خطط لجسر الهوة بين الجانبين، مضيفاً: «واضح ان الراعي منحاز الى الجانب الاسرائيلي، وانه لن يقدم اي عرض امني او سياسي من دون عرضه على الجانب الاسرائيلي واخذ موافقته عليه مسبقاً».

محمد-د

من نفس القسم دولي