الوطن

الإسلاميون يلوحون بخيار مقاطعة رئاسيات 2014 وإشهار ورقته في وجه النظام !

طموح بعض قياداته في الترشح يفشل مرشح التوافق

 

 

 

تسير غالبية التيارات السياسية المحسوبة على المعارضة، قبل أسابيع قليلة تفصل عن موعد استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 2014، من قبل رئيس الجمهورية، نحو إشهار ورقة مقاطعة هذا الموعد في وجه النظام حتى في حالة فشل مشروع العهدة الرابعة للرئيس وهو المشروع الذي تكفلت التيارات المحسوبة على السلطة الترويج له، وتأتي هذه الخيارات القديمة المتجددة بالنسبة لتيار المعارضة خاصة التيار الإسلامي نتيجة فشل هذه الأحزاب وقادتها في الوصول إلى حل توافقي وخيار جماعي تجاه هذا الاستحقاق، وذلك بعد أن دخلت منذ أشهر عديدة في سلسة ماراطونية من المشاورات السياسية بين قادة هذه التكتلات، كللت بالفشل بعد أن تبين أن الطموحات الشخصية لبعض زعماء التيار المعارض في خوض غمار هذه الانتخابات مهما كانت الأساليب والأسباب، ويأتي في مقدمة هؤلاء طموح عبد الرزاق مقري والزعيم التاريخي للتيار الإسلامي عبد الله جاب الله الذي رفض الجلوس على طاولة الحوار مع زعم حمس.

يبدو أن الجولة الثالثة من المشاورات التي بدأها زعماء تيار المعارضة التي ينضوي تحت لواءه عدد من قيادات ومؤسسي التيارات السياسية ذات التوجه الإسلامي في الجزائر،  والتي يتم الترتيب لعقدها في غضون الأيام القليلة المقبلة، أي قبل بداية السنة المقبلة التي سيتم فيها استدعاء الهيئة الناخبة نحو رئاسيات 2014، لن تختلف عن جولات المشاورات السابقة، التي تم عقدها منذ أشهر، حيث أكدت بعض المصادر المقربة من محيط هذه التيارات أن بعض قادة الأحزاب السياسية المنضوية تحت هذه المجموعة ترفض التريث في اتخاذ قرار جماعي بشأن الرئاسيات المقبلة، وسارعت لإدراج نفسها كمرشح حقيقي عن هذا التيار الذي لازال يلوح بخيار مقاطعة الرئاسيات ما لم تستجب السلطة إلى سلسلة من المطالب التي تقدموا بها بخصوص كيفية تنظيم هذا الموعد، من خلال تنصيب لجنة مستقلة تشرف على العملية الانتخابية سواء ترشح الرئيس لعهدة رئاسية أخرى أم لم يترشح، وهذا في سعيها المتواصل نحو القضاء على مرشح السلطة في كل استحقاق رئاسي، وأوضحت ذات المصادر المقربة من تيار المعارضة والفاعلة فيه أن سبب حالة الانشقاقات الداخلية التي يشهدها جناح المعارضة يتحمله كل من عبد الرزاق مقري وعبد الله جاب الله الذين يسعيان ليكون كل واحد منهما المرشح الوحيد في رئاسيات 2014 من هذا التيار وبالرغم من أن جاب الله يحوز على دعم قيادات كبيرة قد تدفع به إلى أن يمثلها في هذه الرئاسيات إلا أن مقري ما فتئ يقدم نفسه على أنه المرشح القادر خلق منافسة شرسة بينه وبين أي مرشحين آخرين لهذا الاستحقاق، ويتزامن هذا الحراك الذي يقوم به خليفة أبو جرة سلطاني على رأس حركة"حمس"، بعد أن بدأت تظهر ملامح عدم وجود مشروع العهدة الرابعة وإنما الأمر يتعلق فقط بدعوة وجهها في السابق أصحاب المصالح من الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم بمجرد رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وبالرغم من أن هناك بعض الأطراف من داخل تيار المعارضة تؤكد على وجود مشاورات موسعة مع الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، والمرشح للاستحقاقات المقبلة علي بن فليس، إلا أن السير نحو دعم ملف ترشحه من قبل هؤلاء مستبعد تماما في الوقت الراهن، ولم يتم إدراجه ضمن برنامج المشاورات المقبلة التي ستقوم بها قيادات هذا التيار، التي أوضحت في حديث لها مع"الرائد"، أنّ لا بن فليس ولا مقري ولا جاب الله سيحصلون على دعم هؤلاء لحدّ كتابة هذه الأسطر، مؤكدة على أن هذا التيار سيدفع بالمرشح المناسب فور استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات.

هذا وتؤكد ذات المصادر، على أن خيار المقاطعة مستبعد بالرغم من غياب الضمانات الحقيقية التي ينادي بها هذا التيار، لكن كل التوقعات ممكنة الحدوث بسبب استمرار حالة الغموض والترقب التي تعيشها الطبقة السياسية والتي دفعت بالبعض إلى التريث في الكشف عن حقيقة نيتها تجاه رئاسيات 2014، رغم أنها تروج لخيار المقاطعة وتصر عليه في كل لقاء يجمعها بوسائل الإعلام، والتأكيد على أنها تبحث عن رجل التوافق وأنه مطلب لا زال لم يتحقق لحدّ الآن، ففي الوقت الذي ينادي زعماء التيار الإسلامي بضرورة ترشيح رجل التوافق والإجماع من داخل هذا التيار، يسعى تيار آخر من المعارضة إلى فرض شخصية أخرى بعيدة عن الأسماء المطروحة في الساحة السياسية اليوم لتكون ممثلة عن هذا التكتل السياسي الذي ولد تحت شعار ميثاق الإصلاح السياسي.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن