دولي
تقرير فرنسي ينفي وفاة عرفات مسموما
تناقض مع التقرير الطبي الصادر عام 2004
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 ديسمبر 2013
شكك ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في التقرير الفرنسي الذي استبعد فكرة وفاة خاله مسموما، بينما قالت إسرائيل إن نتائج التقرير لم تفاجئها، في حين قال مسؤول فلسطيني إنه سيكشف قريبا عن الأشخاص الذين يعتقد أنهم مسؤولون عن موت عرفات.
وقال القدوة إنه لم يطلع حتى الآن على فحوى التقرير الفرنسي، مشددا في الوقت نفسه على أن أي معلومات جديدة حول موت عرفات خصوصا من فرنسا يجب أن تنسجم مع التقرير الطبي الأولي الذي صدر عن المستشفى عام 2004، وفق تعبيره. وشكك مدير مركز الفيزياء الإشعاعية الجامعي في لوزان، فرانسوا بوشو، في جدية التقرير الفرنسي حيث أشار إلى أن الخبراء الفرنسيين الذين وجدوا في رام الله للحصول على عينات من رفات عرفات كانوا خبراء سموم وطب شرعي، ولم يكن بينهم خبير إشعاعي.
من جهتها، أعربت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل عن انزعاجها من التناقض بين تقديرات الخبراء السويسريين والفرنسيين. وذكرت مصادر مطلعة أن خبراء فرنسيين في الطب الشرعي أفادوا بأن عرفات مات بسبب الشيخوخة، وهو ما يتعارض مع تقارير دولية سابقة أشارت إلى أنه مات مسموما. وأشار تقرير الخبراء الفرنسيين -الذي أطلعت عليه سهى عرفات ومحاميها سعد جبار- إلى أن عرفات مات جراء نزف في الدماغ وعدوى أصابت الجهاز الهضمي. ولم ينف التقرير الفرنسي وجود مادة البولونيوم في رفات عرفات، إلا أنه لم يربطها بأسباب الوفاة. وأتت هذه النتائج في إطار تحقيق في الجريمة بدأته باريس في أوت من العام الماضي بناء على شكوى رفعتها سهى عرفات أمام القضاء الفرنسي قبل ذلك بشهر. وقد علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقرير الفرنسي بالقول إن النتائج لم تمثل مفاجأة لإسرائيل. وفي تصريح لافت، قال توفيق الطيراوي رئيس التحقيق الرسمي الذي تجريه السلطة الفلسطينية حول ملابسات وفاة عرفات إنه سيكشف قريبا عن الأشخاص الذين يعتقد أنهم مسؤولون عن موت الزعيم الراحل. ووعد الطيراوي بأن يكون مؤتمره الصحفي التالي هو الأخير، وبأن يسلط الضوء على من ارتكب أو شارك أو تآمر في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن التحقيق الفلسطيني شارف على الانتهاء. وبعد نشر هذه التصريحات، أوردت وكالة معا الفلسطينية نفيا لها، ونسبت إلى الطيراوي قوله إنه لم يصدر عنه أي تصريح بشأن الكشف عن أسماء المتورطين في اغتيال عرفات، وأضافت أن التحقيق ما زال مستمرا وأنه ستكشف الأسماء إذا خلص إلى "النتائج الأكيدة". وبقيت أسباب وفاة عرفات غامضة حتى بث الجزيرة لتحقيق استقصائي في جويلية 2012 ظهرت في سياقه لأول مرة فرضية موته مسموما بعد أن أثبت فحص لخبراء سويسريين في الطب الشرعي بأن معدلات عالية من البولونيوم وجدت في ملابس عرفات الداخلية وفرشاة أسنانه. ودفع ذلك الكشف السلطة الفلسطينية للتحرك، فطلبت من خبراء سويسريين وروس وفرنسيين فحص الرفات التي استخرجت من قبره في رام الله يوم 27 نوفمبر 2012 وسُلمت في عين المكان إلى خبراء فرنسيين وسويسريين وروس. وكشفت الجزيرة الشهر الماضي نتائج التقرير السويسري بفحص الرفات، والمكون من 118 صفحة والذي أثبت العلماء بنتيجته وجود البولونيوم في رفات عرفات بمعدل 18 مرة أكثر من الاعتيادي، وأعربوا عن يقينهم بأن عرفات مات بهذه المادة بنسبة 83%. وأشار التقرير الروسي الذي سلمته موسكو إلى السلطة الفلسطينية الشهر الماضي إلى وجود بولونيوم في رفات عرفات، لكنه لم يربطه بوفاته.
محمد-د