دولي
سلطات الاحتلال الاسرائيلي تهدد بهدم مسجد بنابلس
التهديد يبرهن حقيقة الصراع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 نوفمبر 2013
من جديد تُهدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم مسجد في خربة الطويل قرب بلدة عقربا شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، الأمر الذي بات بحاجةٍ لوقفةٍ طويلةٍ لمسلسل الاعتداءات "الإسرائيلية" على المقدسات الإسلامية.
فـإسرائيل التي تتجرأ باستمرار على الفلسطينيين لا تجد حرجاً أو مشكلة في أن تعتدي على مقدساته الإسلامية، خاصةً أنها لم تجد تحركاً عاجلاً أو خطوات عملية عندما قصفت فيما سبق مساجداً خلال حروبها المتكررة على قطاع غزة، أو تهديدها المتكرر لهدم المساجد في الضفة.
الشيخ أحمد الملل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أكد أن "إسرائيل" وحكومتها المتطرفة تمثل قمة الإجراء ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية، وعندما تقدم على هدم مسجد فلا يهمها مسلمين. وأضاف الشيخ المدلل أن التهديد يضع المسلمين جميعاً في كافة أقطار العالم بين أيديهم حقيقة أن الصراع هو بين ذروة الحق وذروة الباطل، والفساد والرذيلة، لذا على الجميع أن يعي حقيقة الصراع ويقف أمام مسؤولياته ويحمي المقدسات الإسلامية. وأردف القيادي في الجهاد، أن هناك غياب واضح للأمة الإسلامية، على الرغم أن فلسطين قلب الصراع، ولكن يبدو أن القلب انتزع فلا يوجد تواصل عقائدي أو حضاري أو تاريخي بين الأمة الإسلامية وفلسطين. وأشار، إلى أن من أسباب تجرؤ الاحتلال على المقدسات الإسلامية هو الانشغال العربي بقضاياه، والانقسام الفلسطيني، فضلاً عن المفاوضات التي تعطئ لـ"إسرائيل" غطاء شرعي ضد المقدسات الإسلامية.
من ناحيته، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، أن سلطات الاحتلال تواصل باستمرار التهديد بهدم المساجد، معتبراً أن هذا التهديد عنصرية استفزازية جديدة تضاف إلى قائمة الجرائم "الإسرائيلية" المتسلسلة بحق المقدسات. وأعرب الوزير الهباش في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن رفضه بشكل قاطع لكل أشكال التهديد، مؤكداً أن وزارته تقوم بالتصدي لهذه الإخطارات، ونوه إلى أنه لم يعد هناك أماكن عباده آمنة في فلسطين في ظل الاعتداءات والجرائم التي تتعرض لها من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" وقطعان مستوطنيه، وأن إقدام قوات الاحتلال على تكرار اعتداءاتها على المقدسات من حرق وإغلاق ومنع الأذان ما هو إلا دليل على حجم الهمجية الشرسة التي ينطلق منها الاحتلال. وشدد على أن الأماكن الإسلامية هي خالصة للمسلمين وأن الشعب الفلسطيني سيتصدى لكل المحاولات "الإسرائيلية" التي ترمي إلى فرض أمر واقع على المقدسات الإسلامية. واعتبر الهباش أن حماية الأماكن المقدسة في فلسطين لا يقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم بل هو بحاجة إلى دعـم ومساندة كافة أبناء العالمين العربي والإسلامي والشرفاء في جميع أنحاء العالم والعمل على وضع برنامج عملي على أرض الواقع لمواجهة هذه الهجمة المسعورة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن سلطات الاحتلال هددت لعدة مرات بهدم مسجد خربة الطويل، ودائماً ما كانت تستهدف الخربة، فضلاً عن استمرار التهديد بهدم العديد من المساجد، واصفاً هذه الأوضاع بالصعبة. وشدد دغلس على ضرورة وقف هذه التهديدات ومنع الاحتلال من هدم المسجد، مؤكداً أن المقاومة الشعبية وتواجد المواطنين في الأماكن المهددة بالهدم سجل نجاحات عدة في وقف الهدم، لكنه أكد في ذات الوقت على أن الأمر بحاجة لنجاح استراتيجي وخطة متكاملة لمواجهة الأمر. ووجه دغلس رسالة الرئيس محمود عباس، بضرورة التلويح الجدي بوقف المفاوضات، قائلاً:" ما تبقَ بعد التهديد بهدم مسجد، بعد أن حفروا أنفاق تحت المسجد الأقصى". ومع التهديد بهدم مسجد، لم يعد أمام الفلسطينيين سوى البحث عن أجوبة لأسئلة كثيرة، ماذا ينتظر العرب والمسلمون أكثر من ذلك، هل سيتحركون بعد فوات الأوان؟
ليلى-ج