محلي

السكة الحديدية.. خطر يعيشه يوميا سكان سيدي الزواوي بأولاد ميمون

تلمسان

 

 

يعتبر خط السكة الحديدية الذي يربط ولايتي تلمسان ووهران على مسافة 150 كلم مرورا بولاية سيدي بلعباس وكذا أولاد ميمون، أهم خط للسكك الحديدية بغرب البلاد وأحد أكثر الخطوط نشاطا ببلادنا، وتكمن أهميته أساسا في نقل مئات المسافرين يوميا وكميات معتبرة من السلع إضافة إلى الحبوب والمواد الطاقوية على مدار ساعات اليوم كاملة دون انقطاع، ومع ذلك يشكل هذا الخط خطرا على بعض السكان وبدرجة اكبر حي سيدي الزواوي بأولاد ميمون.              

وما يزيد من أهميته أنه الشريان الوحيد الذي يضمن نقل الصادرات والواردات عبر ميناء الغزوات بتلمسان ومنها إلى باقي جهات الوطن، كما أن هذا الخط يمر بعدة مدن هامة ويضمن نقل المسافرين منها وإليها على غرار مغنية وسيدي بلعباس ووادي تليلات، كما أن الخط الذي يعود تاريخ إنشائه إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية، يمر أيضا عبر مدينة أولاد ميمون الواقعة 30 كلم شرق تلمسان وعلى الحدود الإدارية مع ولاية سيدي بلعباس، إلا أنه في هذه المنطقة بالتحديد يشكل عبوره المنطقة خطرا حقيقيا على سلامة مواطني المدينة ومشكلة واقعة تهدد حياة المواطنين وسلامتهم لا سيما الصغار منهم ويعيش رعبها أهالي أولاد ميمون يوميا، ويكمن حجم المشكلة أساسا في أن مسار السكة قريب كثيرا إلى البيوت وإلى فضاءات لعب الأطفال والمحلات التجارية وأبواب السكنات والسوق الشعبي وغيرها من المرافق التي تعج بالحركة بشكل يومي، إلى درجة أن ما يخلفه القطار أحيانا عند عبوره أولاد ميمون من غبار يدخل إلى المنازل والمحلات. وما زاد الأمر سوءا خلال الفترة الأخيرة أن جنبات الخط عرفت تزايدا كبيرا للبناءات والمساكن ومنها حتى المرافق الإدارية والمؤسسات التربوية وصاحبها في ذلك وبصفة آلية تضاعف الحركة على مدار ساعات اليوم.             

ما لا يقل عن 14 رحلة يومية للقطار        

ورغم أن الخط كانت السلطات الاستعمارية قد أنشأته في فترة لم يكن بها المنطقة أي ساكن وكان حينها المسار محاذيا للجهة الجنوبية لمدينة أولاد ميمون وباتجاه محطة المسافرين بنفس المدينة وبعيدا عن الحركة وسلامة المواطنين، وكان حينها يفي بالغرض بداعي بعده عن السكان، قبل أن يتم تشييد آلاف السكنات بعد الاستقلال على حافتيه، خاصة خلال السنوات الأخيرة أين بنيت هذه السكنات بطرق فوضوية للغاية منها مئات المنازل تعود لأصحابها النازحين من قرى ومداشر مجاورة على غرار البنيان وعين يسر وغيرها كانوا قد فرو إلى أولاد ميمون هروبا من الإرهاب وبنوا تلك المنازل دون رخص قبل أن يستقروا بها نهائيا وبات مع ذلك الخط يشق المدينة إلى قسمين، يصعب تدارك وتصحيح الأمر من الناحية التقنية والفنية في الفترة الحالية، بسبب الكثافة السكانية على الجانبين وزادت خطورة الوضع خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح القطار يحصد أرواح المواطنين من مختلف الأعمار آخرها كان وفاة تلميذ في العاشرة من العمر بعد أن دهسه القطار وهو عائد من المدرسة إلى منزله، خاصة بعد أن ضاعفت المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية استغلالها للخط بما لا يقل عن 14 رحلة يوميا بين نقل البضائع والمواد الطاقوية وأيضا المسافرين وهو ما زاد من حجم المتاعب، حيث يعتبر هذا الخط هاما للغاية في حركة النقل للمسافرين من مغنية وتلمسان إلى سيدي بلعباس ووهران ويشتغل على مدار 24 ساعة كاملة، وبذلك يقطع القطار هذه المسافة وسط النسيج العمراني والتي تصل إلى 3 كيلومترات خارقا عدة أحياء بالمدينة وبدرجة أكبر حي سيدي الزواوي أكبر الأحياء الشعبية بأولاد ميمون.       

حواجز أمنية غير آمنة          

 ورغم وجود حواجز أمنية حديدية عازلة بين مسار القطار والسكنات والتي أقيمت على مستوى بعض الطرق والمسالك الهامة التي يتخذها الراجلون وحتى المركبات للمرور ومن ثمّ الانتقال بين شقي وشطري المدينة، إلا أن هذه الحواجز لم كافية في الوقت الحالي ولا تضمن السلامة والأمن للمواطنين، خاصة أن هذه العوازل تقتصر في وجودها فقط على قضبان من الحديد يتضح عن قرب أنها هشة للغاية بدليل أنها مرتبطة في ما بينها بقطع من الأسلاك وحتى بعض الحبال غير المتينة، أنشئت منذ عدة سنوات وتمتد على بضع عشرات الأمتار فقط دون أن تستفيد من إعادة تأهيل لجعلها أكثر أمنا وسلامة، ولم يتم تدعيمها بحواجز أخرى. وما يزيد الأمر سوءا أيضا أن جنبات الحواجز تكاد تكون فارغة تسمح بمرور أكثر من شخص دفعة واحدة وحتى أصحاب الدراجات النارية والعادية والذين كثيرا ما يجازفون بحياتهم مخترقين الحاجز عبر هذه المنافذ مستغلين بعض الثواني قبل أن يصل القطار والمرور عبرها حينها تكون المسالك مغلقة بفعل هذه الحواجز.

ممر علوي بمواصفات غير سليمة         

ورغم أن بلدية أولاد ميمون قامت منذ فترة ليست بعيدة بإنشاء ممر علوي يسمح للمواطنين بالتنقل عبره في محاولة منها للقضاء على مشاكل الحوادث المسجلة يوميا وأيضا كاجراء للتقليل من حجم الكارثة وذلك على خلفية عدة حوادث سجلت سابقا وشكاوى من المواطنين أنفسهم، إلا أن عدد مستعمليه لا يتعدى عدد أصابع اليد في اليوم، بسبب غيابة ثقافة مرورية لدى مواطني المدينة من جهة وكذا العلو الكبير في ارتفاع الجسر عن سطح الأرض والذي لا يقدر على صعوده حتى الرياضيين والشباب وأصحاب اللياقة البدنية المعتبرة، فكيف يكون الأمر بالنسبة للمرضى والعجزة والأطفال، وهو ما أثار أيضا استياء المواطنين بأولاد ميمون، متهمين الجهات الوصية بأنها أنجزته بمواصفات غير سليمة وغير دقيقة مقارنة بتلك المنجزة في مدن أخرى، وبات من الضروري البحث عن حلول لهذه المشكلة خاصة أن آلاف المواطنين يضطرون لقطع مسار السكة بشكل يومي للتنقل من سكناتهم بالحي باتجاه وسط المدينة لقضاء أغراضهم أو للدراسة كما هو الشأن بالنسبة للأطفال أو للعمل بالنسبة للآخرين وفي وقت يتضاعف حجم المشكلة من سنة لأخرى بفعل تنامي عدد سكان الجهة من ناحية وكذا تزايد نشاط ووتيرة عمل السكة الحديدية من خلال مضاعفة الرحلات عبر مختلف القطارات بشكل تصاعدي من سنة لأخرى تطبيقا لاستراتيجية الحكومة بإنعاش قطاع النقل بالسكة الحديدة وجعله مواكبا للمعايير المعمول بها وذلك لأنه يصنف ضمن المجالات الحيوية الأكثر أمنا مقارنة بالنقل عبر الطرقات.

من نفس القسم محلي