محلي

النقل، قدم الأجهزة الطبية والطوابير مسلسل لمعاناة مرضى القصور الكلوي

وهران

 

 

يستقبل قسم أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي بوهران يوميا حالات متعددة لمرضى الكلى، ويحمل كل مريض معه قصة معاناته مع المرض يأتي في المرتبة الثانية بعد السرطان من حيث حجم الميزانية التي ترصد في التغطية الصحية لهذا المرض وعدد المراكز المنتشرة في مدن.

نقص آلات تصفية الدم وقدم بعضها يرهن صحة المرضى

يعاني مرضى القصور الكلوي بعاصمة الغرب الجزائري في ظل النقص الفادح في أجهزة الدياليز والمقدر عددها بـ 15 آلة منها 4 جديدة فقط، فيما تبقى البقية قديمة، بالإضافة إلى غياب سيارات الإسعاف لنقل المرضى بعد إجراء حصص الدياليز والمقدرة بـ 3 مرات في الأسبوع. كما أن المرضى وأمام الضغط الكبير المفروض على المصلحة لا يستفيدون إلا من حصتين فقط، الشيء الذي أدى إلى تدهور صحة المرضى نتيجة نقص التكفل وكذا نقص المشرفين من الفريق الطبي على المرضى، وكذا غياب الوجبات الغذائية لهم بالمصلحة، خاصة بالنسبة للمرضى الوافدين من الولايات الغربية المجاورة، والذين يقضون اليوم كله على جرعة ماء في غياب الوجبات التي من المفروض أن تتدعم بها المصلحة. وأوضح محدثونا أنه رغم المراسلات العديدة لمختلف الجهات المسؤولة، من إدارة المستشفى ومديرية الصحة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي أمام سياسة الإهمال واللامبالاة التي ينتهجها مسؤولين على القطاع اتجاه المرضى الذين يعانون ويموتون في صمت، بعد ما أصبحت المصلحة تسجل يوميا ارتفاعا في عدد الوفيات، وهو الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بضرورة توفير العلاج الحقيقي والتكفل بالمرضى المصابين بالقصور الكلوي، خاصة أن هناك أزيد من 200 مريض ينتظرون عملية زرع كلية رغم حصولهم على متبرعين من ذويهم إلا أن التكفل بهم يبقى أيضا غائبا.

أكثر من 19 ألف و500 مصاب عبر الوطن والمختصون يدقون ناقوس الخطر

كشف طاهر ريان، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، عن تسجيل ارتفاع في معدل الإصابة بالقصور الكلوي بالجزائر يتجاوز سنويا 4500 حالة، حيث وصل عدد مرضى القصور الكلوي الذين يحتاجون للتصفية الدائمة، حسب آخر الإحصاءات، إلى أكثر من 19 ألف و500 مصاب عبر مستوى الوطن، وهو رقم يدعو إلى تضافر الجهود لتحسين التكفل بهذه الشريحة التي تعاني متاعب تصفية الدم والمكوث الأبدي مربوطين بأجهزة التصفية، حيث ألح المختصون على ضرورة الكشف المبكر عن أمراض الكلى التي تؤدي بشكل كبير إلى تفادي تطور الأمراض التي تصيب الكلية وتصل مراحل خطيرة يستحيل معها العلاج، وتؤدي بصورة سريعة إلى الفشل الكلوي ويصبح المريض مرتبطا طوال حياته بأجهزة تصفية الدم. ونبه المختصون إلى ضرورة توحيد الجهود للتكفل بشريحة مرضى الكلى الذين يتجاوز عددهم 3 ملايين مريض يعاني أكثر من 19 ألف منهم من قصور كلوي حاد، حيث يتوزعون على 200 مركز تصفية عمومي و150 مصلحة خاصة عبر ولايات الوطن. وبادر الأخصائيون إلى التذكير بضرورة إجراء حملات تحسيسية وتوعوية وسط المواطنين لرفع درجة ثقافة التبرع بالأعضاء خاصة الكلى، إذ تعد مبادرة من هذا النوع بمثابة بصيص أمل يتمسك به المرضى الذين يحتاجون إلى هذا النوع من العمليات.

الجزائر متأخرة في زراعة الكلى رغم أنها كانت سباقة في هذا المجال

اعتبر الأخصائيون أن الجزائر متأخرة جدا في مجال زراعة الكلى رغم أنها كانت سباقة في هذا المجال، وأرجعوا هذا الأمر إلى غياب ثقافة التبرع بالكلى وانحصارها في وسط ضيق لا يتجاوز محيط العائلة الواحدة والأقربين جدا مثل الأب والأم، وهو ما دفع الأخصائيين إلى دعوة المجتمع إلى ضرورة تعميم عملية التبرع، حسب السيد طاهر ريان، والقيام بحملات تحسيسية حول التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت، على أساس أن هذا الأمر يسهل على العائلة اتخاذ القرارات نظرا لأن القانون يشترط أن يتم التبرع بناء على موافقة العائلة. وفي هذا الخصوص أشار البروفيسور طاهر ريان إلى أن الجمعية وزعت عددا رمزيا من بطاقات التعهد بالتبرع بالأعضاء البشرية.

 

من نفس القسم محلي