الوطن

السياسة الخارجية لإيران تتحدد غدا الجمعة في انتخابات الرئاسة

ثمانية مرشحين لخلافة أحمدي نجاد

 

 

 

كيف ستكون العلاقات مع الجزائر إذا وصل الإصلاحيون إلى الحكم؟

تجري الانتخابات الرئاسية في ايران غدا الجمعة، حيث يخوض السباق ثمانية مترشحين لخلافة الرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد، سباق في ظاهره تنافس بين المحافظين والاصلاحيين برغم وجود مرشحين مستقلين، ومهما يكن توجه الرئيس الايراني المقبل، فإن العلاقات مع الجزائر لها جانب مهم، ينتظر أن يخصص لها حيز، خاصة مستقبل التعاون الاقتصادي، والدور الذي يمكن للجزائر أن تلعبه في عديد القضايا الدولية والاقليمية التي تخص ايران، ابرزها الملفان النووي والسوري.

 

ترتسم معالم السياسة الخارجية لإيران بعد الانتخابات، حيث التساؤلات من خلال المناظرات التي تمت بين المرشحين الثمانية، منصبة، حول عديد الملفات في مقدمتها الملف النووي، وعلاقة طهران بالغرب في ظل الحرب الدائرة في سوريا، فالتيار المحافظ الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي أحمدي نجاد توجه إليه انتقادات بسوء تسيير العديد من القضايا دبلوماسيا، وهي فرصة وجدها التيار الاصلاحي سانحة لمحاولة العودة مجددا عقب ثماني سنوات حكم فيها المحافظون.

فيما يخص الجزائر، فإن الأمر هنا يتعلق بمستقل العلاقات بين البلدين، فهي بدأت تعود إلى مجراها الطبيعي منذ آخر زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الايراني، حيث تحددت معالم تعزيز سبل التفاهم والتعاون في عديد المجالات، ابرزها الجانب الاقتصادي، لكن هناك ايضا، جانبا مهما في العلاقات، وهو التعاطي مع الأوضاع في الشرق الأوسط لا سيما، الملف السوري، حيث تتعامل الجزائر بشكل جد حذر مع القضية وتتحفظ في مواقفها لما يتعلق الأمر بدعم طرف على طرف، وتفضل الحوار الوطني، وهو نفس الموقف تقريبا من جانب ايران، هذه الأخيرة ترى أن الحل في سوريا يكون عن طريق الحوار، ويعتبر دور الجزائر مهما بالنسبة لإيران في حل القضايا الإقليمية بالنظر إلى خبرتها الدبلوماسية، كما يمكن للجزائر أن تلعب دورا مهما ايضا في ملف ايران النووي، وهو دور الوساطة مع الغرب، وفي آخر زيارة له، كان صرح مساعد وزیر الخارجیة الإیرانیة للشؤون العربیة والإفریقیة حسین أمیر عبد اللهیان بأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة کالجزائر تری السبیل السیاسي والحوار الوطني الشامل طریقاً وحیداً لحل الأزمة السوریة، كما أكد على ضرورة التعاون الإقلیمي والدولي من أجل الوقف الفوري لأعمال العنف في سوریا، وكانت السياسة الخارجية الايرانية إلى وقت قريب ( في عهدة أحمدي نجاد ) المنتهية ولايته، ترى بأن الجزائر لها مکانة مهمة في المنطقة والعالم الإسلامي، لكن حجم التعاون بينها اقتصاديا لم يرق إلى ما تتطلعان اليه، وتتوافق السياستان الخارجية لكلا البلدين فيما يتعلق بالسلام والأمن الإقلیمي والدولي، برغم من أن ايران تتهم بأنها داعمة للإرهاب من طرف الغرب وأمريكا خاصة، وفي الملف النووي، ترى ايران بأن الجزائر تدعم السعي إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مما يقرأ على أن الجزائر يمكنها لعب دور الوساطة مع الغرب في ملف ايران النووي، لكن كل هذا متوقف على من سيكون الرئيس وهل سيكون مستقلا، أم محافظا، أم اصلاحيا، فكيف سيكون مستقبل هذه العلاقات بعد الانتخابات، بعدما عرف في التسعينيات، تشنجا بسبب مواقف ايران من الارهاب في الجزائر.

أغلب المرشحين من المحافظين 

تضم قائمة مرشحي تولي كرسي الرئاسة في ايران ثماني شخصيات، اغلبهم من المعسكر المحافظ، وبينهم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي، ومحسن رضائي ومحمد حداد، وتضم القائمة أيضا حسن روحاني ومحمد غرازي والإصلاحي محمد رضا عارف، وقد منع مجلس صيانة الدستور في إيران الرئيس الأسبق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني وأسفنديار رحيم مشائي المساعد المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد وصهره من خوض الانتخابات، وقالت الوزارة في بيان إنه "تم تأييد أهلية ثمانية مرشحين من بين 684 تقدموا للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة"، وحدد مجلس صيانة الدستور، المؤلف من 12 رجل دين يعينهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي و"الفقهاء الدينيون" الذين يرشحهم القضاء ويوافق عليهم البرلمان، غدا الخميس مهلة لتقديم الطعون من قبل المعترضين على عدم تأييد أهليتهم للترشح.

المرشحون الثمانية الذين وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيحهم (الفرنسية) - سعيد جليلي (مرشح محافظ): أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران والمسؤول عن وفد التفاوض النووي الإيراني والمرشح الأوفر حظا في خلافة نجاد وخصوصا بعد توقع مراقبين أنه "مرشح المرشد المفضل"، إضافة إلى قربه من دوائر القرار السياسي والأمني والعسكري في الجمهورية الإسلامية.

- علي أكبر ولايتي (مرشح محافظ): مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون السياسية والدولية وعضو البرلمان الإيراني ووزير خارجية أسبق، تضاربت الأنباء بشأن إمكانية انسحابه مع غلام علي حداد من السباق لصالح جليلي.

- غلام علي حداد عادل (مرشح محافظ): مساعد مقرب لخامنئي وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس سابق للبرلمان الإيراني وعضو في البرلمان.

- محمد باقر قاليباف (مرشح محافظ): رئيس بلدية طهران، ومقرب من خامنئي ويتمتع بشعبية كبيرة في العاصمة الإيرانية بسبب ما يصفه مراقبون "بإنجازاته" على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والعمراني فيها وقد يكون منافسا جديا على بطاقة المحافظين في السباق الانتخابي.

- محسن رضائي (مرشح محافظ): الرئيس السابق للحرس الثوري، وسبق أن دخل السباق الرئاسي في عامي 2005 و2009 وفي المرتين فشل في الوصول لسدة الرئاسة.

- محمد غرضي (مرشح محافظ): وزير النفط والاتصالات الأسبق وعضو في البرلمان الإيراني حاليا.- حسن روحاني (مقرب من الإصلاحيين): الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لأكثر من 16 عاماً، ومفاوض نووي سابق ومقرب من رفسنجاني. - محمد رضا عارف (المرشح الإصلاحي الوحيد في القائمة): عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام النائب الأول في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، ووزير الاتصالات والبريد (1997-2000).يذكر أن الجهة الوحيدة المخولة إلغاء قرار المجلس باستبعاد أي من المرشحين هو المرشد الأعلى.

السياسة الخارجية لايران تتحدد بعد الانتخابات، فإما أن تبقى كما رسمها التيار المحافظ المتهم بانه يأتمر بأمر ( خامنئي ) وأنه سبب العزلة الدولية لإيران، وإما أن تتغير بصعود التيار الاصلاحي، فالأول يرى أنه يجب الاستمرار في الدفاع عما يسميه حقوق البلاد النووية، متشددا في سياسته الخارجية، ولا يرى أن المنفعة تكون في علاقات إيجابية مع الغرب، بل إن "العزة تتحقق بالصمود أمام المعسكر الغربي، وإحياء نهج الثورة الإسلامية والمقاومة"، بينما يرى الإصلاحيون، أن المرحلة التي تعيشها ايران صعبة ولا يجدي نفعا انتهاج مثل هذه السياسة، ولذلك يطالب بالانفتاح على الآخرين، والتعقل في إدارة مفاوضات النووي.

مصطفى. ح 

من نفس القسم الوطن