الوطن

النجاح في الامتحانات الوطنية يحدد بقرار سياسي؟!

تدهور التعليم وتدني المستوى الدراسي للتلميذ يتداركان بالسياسة

 

 

 

تحيي اليوم الجزائر ذكرى يوم العلم الذي يصادف 16 أفريل من كل سنة، في ظل استمرار النقاش حول محتوى الإصلاحات التي أشرف عليها وزير التربية السابق أبو بكر بن بوزيد، وتستمر مع خليفته الحالي بابا أحمد عبد اللطيف، في وقت تشهد الساحة التربوية نقاشا واسعا بين فعاليات الأسرة التربوية، ومن القضايا الأساسية المطروحة التي أسالت حبرا كثيرا هي المعايير والمقاييس التي تجرى بها مختلف المسابقات والامتحانات وخاصة الوطنية منها، إذ وصلت نسبة النجاح في امتحانات التعليم الابتدائي في الفترة الأخيرة إلى أرقام قياسية تجاوزت السبعين في المائة على مدار الخمس سنوات الأخيرة، بالرغم من أن العديد من الأساتذة وأولياء التلاميذ يشتكون من تدهور المستوى الدراسي لأبنائهم، الأمر الذي يدفع للقول إن نتائج الامتحانات الرسمية في الجزائر تحدد بقرار سياسي.

وأجمعت العديد من نقابات قطاع التربية وعدد من الأساتذة، أن قطاع التعليم يشهد تدهورا كبيرا وتراجعا أكبر في المستوى التعليمي، عكس ما يروج له من نتائج خيالية ونسب مضخمة للنجاح كل سنة، إذ أصبحت الجهات الوصية على هذا القطاع تصب كل اهتمامها على إيهام الرأي العام بأن الإصلاحات تؤتي أكلها، وذلك من خلال رفع نسب النجاح في الامتحانات الوطنية، منها امتحان شهادة التعليم الابتدائي، الذي لا تقل نسبة النجاح فيه كل سنة عن 70 بالمائة، وهو رقم خيالي بإجماع عامة الناس، ناهيك عن الأكاديميين، وهذا ما يدل بحسب العديد من نقابات القطاع على عدم وجود أي نية في رفع مستوى التعليم الذي يتجه من السيء إلى الأسوأ بشهادة مسؤولي القطاع الذين يخرجون كل مرة بإصلاحات جديدة لم تحقق شيئا إلى غاية اليوم، ويرى بعض أساتذة التعليم المتوسط والإبتدائي في حديثهم لـ"الرائد" أن حقيقة مستوى حاملي شهادة الابتدائي تنكشف بمجرد دخولهم المتوسطة، حيث يجد الأساتذة أنفسهم أمام تلاميذ وكأنهم لم يدرسوا شيئا في حياتهم، الأمر الذي يخلق العديد من المشاكل للتلميذ نفسه، وللأستاذ ويعطل السير الحسن للدرس من جهة والسنة الدراسية ككل من جهة أخرى، حيث تساءلت (ص.ع) وهي أستاذة لغة عربية في الطور المتوسط، كيف لتلاميذ لا يملكون مؤهلات علمية حقيقية أن يجتازوا مرحلة التعليم الأساسي التي تعتبر القاعدة الأساسية في التعليم ككل ليجدوا أنفسهم تائهين، في مرحلة تفوق قدراتهم التعليمية، من جهتها قالت (ح.غ) إن ظاهرة الغش في الامتحان وصلت إلى التلاميذ في الإبتدائي وأصبح التغاضي عنها بشكل شبه رسمي، وهو ما حول المدرسة الجزائرية إلى "حاوية" لتكديس التلاميذ دون مستوى، زد على ذلك نظام الاستدراك الذي أصبح معمولا به في المدرسة الجزائرية، والمأخوذ من بلدان أوروبية لكن ليس بنفس الصيغة، حيث تعمد البلدان المتطورة في قطاع التعليم إلى إجراء إحصاء سنوي لمؤهلات كل طالب من أجل وضع خطة استدراكية تمكنه من تعويض ما فاته واللحاق بالمستوى العام، في حين يبقى العمل القائم في نظام الاستدراك في الجزائر غير كافٍ، حيث اقتصر على إعادة الامتحانات ووضع دورات استدراكية للتلاميذ الراسبين، الأمر الذي ساهم بصفة مباشرة في تدني المستوى التعليمي.

سارة زموش

 

 

من نفس القسم الوطن