الحدث

مشروع نهضوي متكامل

تخطو الجزائر بثبات نحو تحقيق نهضة تنموية حقيقية، بالاعتماد على طاقاتها البشرية وكفاءات ابنائها وبتسخير امكانياتها ومقوماتها الكبيرة التي تحوز عليها، حيث وضعت السلطات العليا في البلاد استراتيجية متكاملة لتحقيق الاقلاع الاقتصادي المنشود، بتثمين مخزونات البلاد ومواردها الطاقوية والمنجمية من خلال استثمارات ضخمة تم تخصيصها لهذا الجانب، ناهيك عن المشاريع اللوجستية المرافقة لها، على غرار مشروع خط السكة الحديدية الذي سيربط منجم غارا جبيلات بولايتي بشار ووهران اللتين ستحتضنان مشروع تثمين خام الحديد مستقبلا.

ولم تقتصر الخطة التنموية التي يتم تنفيذها حاليا، على تثمين موارد الطاقة والمعادن فحسب، بل تعدت إلى بناء نموذج اقتصادي متكامل، بادماج جميع المؤهلات والمقومات التي تتوفر عليها البلاد، بداية باستغلال وتطوير القدرات الفلاحية التي تتوفر عليها، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يعد أحد المقومات الأساسية للأمن الغذائي، وهو المسعى الذي وضعته الجزائر الجديدة ضمن اولوياتها والغاية التي لطالما رافع من اجلها رئيس الجمهورية في مناسبات عدة، ولعل المشاريع العملاقة التي تم اطلاقها سواء بمبادرات محلية أو شراكات ثنائية سيكون لها الأثر الواضح في المنظور القريب.

ولأن المورد البشري يمثل العنصر الأساس في هذه المعادلة التنموية، فقد كان واضحا العناية الكبيرة التي تم ايلائها خلال السنوات الأخيرة للكفاءات والطاقات الشبانية، من أصحاب المشاريع ورواد الابتكار، الذين اضحوا رقما فاعلا في السياسة الاقتصادية الجديدة المنتهجة، وهو ما يتضح من خلال الارتفاع المسجل في عدد المؤسسات الناشئة والمشاريع المصغرة، والتي كانت نتاج التحفيزات والتسهيلات التي وضعت بين أيدي الشباب.

وبلغة الأرقام فإن الاقتصاد الوطني قد حقق قفزة نوعية في السنتين الأخيرتين، وضعته كثالث اقوى اقتصاد افريقي، بناتج محلي بلغ 270 مليار دولار ، فيما يتجاوز الطموح ضعف هذا الرقم مستقبلا، وهو طموح مشروع بالنظر إلى الديناميكية المتسارعة التي يعرفها المشروع النهضوي للجزائر الجديدة، تدفعه في ذلك الارادة السياسية القوية من قبل السلطات العليا في البلاد وحرص رئيس الجمهورية على تحقيق حلم الشعب الجزائري في تحقيق التطور والازدهار المنشود.

على هذا الأساس فإن الجزائر الجديدة التي تخوض معركة كسب رهان الاستقلالية الاستراتيجية في جميع المجالات، الغذائية والصناعية والطاقوية ..، تعي حجم التحديات التي تواجهها، وهي ماضية قدما في تحقيق هذا الهدف، من منطلق أن صون السيادة الوطنية يرتكز مثلما تحدث عنه رئيس الجمهورية في خطابه الأخير الذي القاه بمقر وزارة الدفاع الوطني على جيش قوي مهاب واقتصاد متطور، وهي رسالة أو بالأحرى مقاربة هامة تؤكد على أن الجزائر الجديدة ليست شعارا بل مشروعا بدأت ثماره تؤتي أكلها.

من نفس القسم الحدث