الوطن
هل تنقذ أمطار الشتاء ما أفسدته حرائق الصيف؟!
السلطات تتريث قبل تنظيم عمليات التشجير والخبراء ينصحون بدراسة خبرة
- بقلم سارة زموش
- نشر في 29 نوفمبر 2021
ارتفع معدل تساقط الأمطار مع نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء بشكل ملحوظ ومست هذه الأمطار بدرجة أكبر المناطق الشمالية، والتي كانت عاشت خلال الصائفة الماضية حرائق بالجملة تسببت في خسائر فادحة وضياع حوالي 60 بالمائة من الغطاء النباتي، وهو ما يقودنا نحو التساؤل، هل تُصلح هذه الأمطار ما أفسدته الحرائق وهل من الممكن ان تساهم في تجدد أجزاء من الغطاء النباتي المحترق من تلقاء نفسه دون الحاجة لعمليات تشجير؟.
على مدار حوالي الشهر تعرف المناطق الشمالية من الوطن تتالي في الإضرابات الجوية وتساقط معتبر للأمطار بمعدل 40 إلى 50 ملم في كل سلسلة إضراب جوي تمتد ليومين وهو معدل عالي لم يسجل منذ سنوات، وقد شملت هذه الإضرابات الجوية بشكل خاص الولايات الشمالية وحتى الداخلية، هذه الولايات شهدت خلال الصائفة الماضية سلسلة من الحرائق هي الأعنف منذ الاستقلال، حيث تسببت هذه الحرائق في خسار كارثية للثروة النباتية والحيوانية والقطاع الفلاحي وضياع حوالي 70 بالمائة من الغطاء النباتي في عدد من الولايات الأكثر تضررا في مقدمتها ولاية تيزي وزو.
وكانت السلطات العليا في البلاد قد أمرت بإحصاء دقيق للخسائر من أجل تحضير استراتيجية تشجير خاصة في المناطق المتضررة غير أن الخبراء في الفلاحة والبيئة كانوا قد نصحوا بضرورة التريث قبل المباشرة في عمليات التشجير وإعطاء فرصة للمناطق المحروقة لتجديد نفسها بنفسها وهو ما تم فعلا حيث لم تنظم لغاية الان عملية التشجير الكبرى التي وعدت بها الحكومة في حين يقودنا هذا للتساؤل حول إمكانية ان تساهم الأمطار المتساقطة في تجدد تلقائي للغطاء النباتي في المساحات المتضررة ام ان عمليات التشجير تبقي مطلوبة واساسية وهل التوقيت الحالي هو المناسب لهذه العمليات.؟
- الخبير موسوني: تجدد المساحات المتضررة ممكن لكن يحتاج لسنوات
وفي هذا الصدد أشار الخبير الزراعي أكلي موسوني إلى أن الأمطار المتساقطة منذ حوالي الشهر قد تساهم في تجدد طبيعي لمساحات مستها الحرائق الصائفة الماضية في عدد من الولايات وقال موسوني في تصريحات لـ"الرائد" أن بعض أنواع الأشجار منها أشجار الصنوبر وبفعل الحرائق فأن بذور طبيعية تتحرر من قوقعتها وتنثر مرة أخرى في مساحات واسعة لتأتي الأمطار بعدها وتساهم في إنبات هذه البذور طبيعيا ودون أي تدخل مشيرا أن هذا التجدد حقيقة يحتاج لسنوات حتى نقول أن هذه المساحات تجددت طبيعيا وكليا غير أن ذلك يبقي احسن من الإسراع في عمليات التشجير التي قد لا تنجح في مساحات عديدة، وعلى ذكر عمليات التشجير ثمن موسوني اخذ السلطات في البلاد براي الخبراء وتأجيلها لغاية إجراء إحصاء دقيق وجمع المعلومات والمعطيات حول المناطق التي يمكن ان تتجدد طبيعيا والمناطق التي تحتاج لعمليات تشجير مضيفا ان الوقت المناسب لعمليات التشجير هو بين شهري جانفي وأفريل وأنه على الحكومة وضع استراتيجية وطنية ودراسة خبرة من أجل إعادة استرجاع الهكتارات التالفة بسبب الحرائق.
- لهذه الأسباب لا نزال نعيش أزمة جفاف رغم التساقط المستمر للأمطار !
وفي سياق منفصل وحول كميات الامطار المساقطة الفترة الأخيرة ومدى مساهمتها في رفع منسوب المياه في السدود وتحقيق الأمن المائي المهدد في الجزائر في ظل تصريحات مسؤولين لا تزال توحي باستمرار ازمة الجفاف، قال موسوني أن الأمطار الحالية ورغم غزارتها واستمرارها في التساقط على فترات طويلة الا عوامل عديدة تحد من مساهمتها في ضمان الاستقرار في قطاع الموارد المائية على الأقل الصائفة المقبلة، وفسّر ذات الخبير ذلك بالقول أن هذه الأمطار تبقى أولية خاصة وأن أغلبها تتشرّبها التربة التي تكون جافة ودرجة امتصاصها تكون عالية جدا في هكذا حالة، ما يحول دون وصول الكميات المطلوبة للسدود أو الحواجز المائية وتحقيق منسوب ملحوظ، ، من جانب اخر قال موسوني أن السّدود في الجزائر تعاني من مشكل التوحّل، ما يؤثر على منسوبها، كما ان هناك نقص في شبكة السدود عبر الولايات ما يعني انه ليس كل الكميات التي تتساقط من امطار تذهب للسدود مضيفا ان نصف الامطار المتهاطلة تذهب سدى ولا يستفاد منها ولذلك لا نزال نسمع تصريحات تشير على استمرار ازمة المياه وعدم امتلاء السدود بالمستوي المطلوب غير أن موسوني قال أن الأمطار المتساقطة تعطى مؤشرات إيجابية، و"نحن متفائلون بعودة الجزائر إلى حالتها الطبيعية السابقة، خاصة وأنّنا مازلنا في بداية موسم الأمطار".