الوطن
هذه الشعب الفلاحية الأكثر عرضة للخسائر بسبب الحرائق
الخبراء يدقون ناقوس الخطر محذرين من استمرارها وتأثيراتها على قطاع الفلاحة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أوت 2020
تسببت الحرائق المهولة التي ضربت عددا من ولايات الوطن في خسائر بالجملة في عدد من الشعب الفلاحية، منها شعبة الحبوب وشعبة الزيتون وحتى تربية المواشي والنحل، وهو ما جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر محذرين من استمرار هذه الخسائر وتأثيراتها على قطاع الفلاحة.
أتلفت الخسائر التي عرفتها عدد من ولايات الوطن مؤخرا، آلاف الأشجار المثمرة ومئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية، كما تسببت في خسائر لمربي المواشي ومربي النحل، في انتظار حصيلة نهائية من طرف مديريات حماية الغابات والمديريات الفلاحية، بعد انتهاء موجة الحرائق هذه التي لا تزال مشتعلة في عدد من الولايات، منها ولايات معروفة بمردودها الفلاحي الكبير.
وتتسبب الحرائق كل سنة في خسائر فادحة لقطاع الفلاحة. فرغم تعويض الفلاحين عن هذه الخسائر، إلا أن تعب هؤلاء وخدمتهم للأرض يبقى غير معوض، في حين تتسبب الحرائق في تذبذب في الإنتاج ينعكس حتى على الأسعار، بينما تبقى بعض الشعب الأكثر تضررا، على غرار شعبة الزيتون، حيث أتلفت الحرائق آلاف الهكتارات من أشجار الزيتون مؤخرا في ولايتي تيزي وزو وبجاية، وشعبة تربية المواشي وكذا شعبة تربية النحل التي بات الهاجس الأكبر للمهنيين في هذه الشعبة هي حرائق الصيف، حيث يتأثر الإنتاج في هذه الشعبة بشكل كبير ويتأثر معه العرض وحتى الأسعار بسبب الحرائق.
وفي هذا الصدد أكد، أمس، الخبير الزراعي، أكلي موسوني، أن الحرائق باتت كابوس الفلاحين كل فصل صيف، خاصة الناشطين بالقرى الجبلية والمشتغلين منهم في تربية النحل، زراعة أشجار الزيتون وحتى الأشجار المثمرة التي تهددها الحرائق وتتسبب في خسائر كبيرة، وبالتالي تزيد من متاعب وصعوبات تجسيد برامج التنمية الريفية لهذه المناطق المبنية أساسا على سياسة تشجيع الأنشطة الزراعية المتخصصة التي تتماشى وخصوصية البيئة المحلية.
وأشار المتحدث أن التخوف حاليا قائم أيضا لدى عدد من الفلاحين الناشطين في حقول الكروم بسبب تأثير الحرارة والرياح الساخنة على محصولهم من العنب الذي اقترب موعد بداية حملة الجني الفصلية له، مشيرا أن قطاع الفلاحة بات المتضرر رقم واحد من الحرائق كل سنة، إلى درجة أن هناك فلاحين باتوا يهجرون الأرض بسببها، رغم وجود تأمينات على الحرائق. غير أن خدمة الأرض الشاقة والمتعبة لا يمكن تعويضها فقط بتعويض المنتوج الذي احترق. ولتجنب خسائر الحرائق على القطاع الفلاحي، قال موسوني إنه من الضروري تفعيل خلايا يقظة على مستوى كافة الولايات الفلاحية لرصد الحرائق التي تصيب الأراضي الفلاحية، مع ضرورة تحسيس الفلاحين بكيفية التعامل مع هذه الحرائق، في حين تبقى، يضيف ذات المصدر، عملية التجند واليقظة المتواصلة مطلوبة لدى الجميع لتجنب كوارث محتملة قد تصيب المحاصيل الزراعية في الصميم، ونفس الأمر بالنسبة للجانب البيئي المتضرر الأكبر من الظاهرة، كما تشكل الحملات التحسيسية والإعلامية مهمة أساسية لتوعية المواطنين بمخاطر آفة الحرائق التي أخذت هذا الموسم أبعادا خطيرة، خاصة أن أغلبها حرائق مفتعلة يمكن القضاء عليها من خلال تكثيف الجانب الردعي والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إشعال عود كبريت في غابة أو محصول زراعي، على حد تعبير موسوني.