الوطن

اقتراح على طاولة جراد لإحداث ثورة إصلاحية حقيقية في قطاع التربية

بداية بإلحاق دور الشباب بالتربية والتعليم لتكون نوادي وأماكن بحث

استقبل الوزير الأول دعوة برلمانية عاجلة من أجل التدخل لإنقاذ منظومة التربية والتعليم التي ظلت عرضة للتجارب الإيديولوجية الفاشلة منذ الاستقلال، بعد أن عاشت الفرنسة والمركسة ثم محاولة الجزأرة ثم السقوط في فخ التغريب والغبرطة، ولهذا تمت مطالبة عبد العزيز جراد برد الاعتبار لهذه المنظومة المظلومة وإعادتها إلى سكتها الأصيلة باستغلال التجارب العربية والإسلامية والإنسانية الناجحة.

وأول مقترح لرفع مستوى المنظومة التربوية، يتم عن طريق تدعيم قطـاع التربية والتعليم ببعض الهياكل والمنشآت الخاصـة كحاضنة خلفية ودعامة فولاذية للهياكل البيداغوجية والبشرية، فضلا عن مخابر ونوادي وورشات خاصة لرصـد وتفجير طاقات المعلمين والمتعلمين في قطاع التربية ومن ثم تخريج الكفاءات مبكرا.

وقال صاحب المقترح العملي للمساهمة في تطوير التعليم وخلق فرص عـمل جديدة، رفعه النائب حسن عريبي للوزير الأول "إن الحديث عن التقدم والازدهار والوصول بالمجتمع إلى الرفاهية هو حلم لا يمكن التفكير فيه دون الحديث عن تطوير منظومة التربية والتعليم، لأن المتعارف عليه أن جميع البلدان التي سلكت طريق التقدم بدأت بالتعليم كونه الأول والثاني وقبل أي حديث عن موضوع ثان، ولقد راج في مختلف أدبياتنا ومنذ وقت بعيد الحديث عن ضرورة تطوير التعليم لكن دون جدوى، فأنفقت الملايير وسخرت الإمكانيات وظل قطاع التعليم يتقهقر كل مرة أميالا إلى الوراء".

طلب للاستفادة من الخبرات العلمية للدول الشقيقة

واستطرد عريبي قائلا "لا ينفي المسؤولية الجماعية عن هذا التقهقر الذي تشتكي فيه عدة أطراف، وهذا لا يثنينا عن تكرار المحاولة مرة ومرات والاستفادة من الخبرات العلمية والبيداغوجية العالية لدى الدول الشقيقة والصديقة حتى نرتقي بالتعليم وننقذه من واقعه المزري إذا أردنا أن نتقدم فعـلا".

واقترح عريبي تدعيم قطاع التربية والتعليم ببعض الهياكل والمنشآت الخاصة على اعتبار أن دور الشباب المنتشرة في أغلب بلديات الوطن هي بالآلاف دون أن تؤدي دورا أنيط بها، فأصبحت هياكل بلا روح لا يقدم أغلبها أية خدمة ذات جدوى للمجتمع، لذا فإن الأجدر هو إعادة تفعيل تلك الدور عبر إلحاقها بقطاع التعليم، لتصبح نوادي ومخابر وورشات تابعة مباشرة لقطاع التعليم لتشجيع البحث العلمي في أطوار التعليم الثلاثة، وبهذا سنؤسس القاعدة الصلبة لبناء تلميذ مبدع مخترع أو صاحب مشروع أو طبيب، وبهذه الآليـة سيكون من السهل على المرحلة الدراسية الموالية ـ الدراسة الجامعية ـ تلقفه ليكون باحثا مميزا وعالما مبدعا في تخصصه من خلال ما اكتسبه في تلك النوادي والمخابر والمنتديات في أطواره التعليمية الثلاثة سالفة الذكر".

على صعيد آخر، يرى أن الجامعة غير قادرة بيداغوجيا وتعليميا وهيكليا على الاستيعاب، والفترة التي يقضيها الطالب في الجامعة غير كافية لتخريج مهندس متمكن وطبيب حاذق وكاتب لامع وقاض عـادل، وإن تلك النوادي والمنتديات والمخابر التي اقترح إنشاءها ستساهم في تخفيف الضغط عن الجامعة من خلال ضمان التهيئة الأولية للتلميذ لتسهل عملية التهيئة الكاملة في الجامعة في أسرع وقت وبأكبر المعارف وبأحسن الطرق.

بهذه الكيفية يفتح المجال لتوظيف الآلاف من خريجي الجامعات

وأوضح أن إلحاق دور الشباب بقطاع التربية والتعليم يساهم في تطوير التعليم، وبالتزامن مع ذلك، في توظيف الآلاف من ذوي الشهادات الجامعية، التي ستتكفل بتأثير تلك النوادي والمنتديات، دون الحاجة إلى الاستعانة بالمعلمين والأساتذة في الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، بل يمنح الفرصة لتوظيف آخرين أو إدماج الآلاف ممن يشتغلون في إطار الإدماج الاجتماعي أو العقود المختلفة والتي أصبحت مشكلة لدى الحكومة، بعدما وعدت بإدماج عشرات الآلاف منهم، ولم تجد الكيفية أو المناصب لإدماجهم، والمشروع الذي طرحناه سيكون بمثابة العنصر الماص لتلك الإطارات وحل معضلة الإدماج على الأقل في قطاع التعليم.

هذا وأبرز في المقابل حاجة الممارسة التعليمية بعيدا عن الإملاء والتلقين والحفظ والحشو، والتي أثبتت فشلها في أغلب دول العالم ومنها دولتنا، لذلك فالممارسة والمشاهدة والتجربة والتفاعل، هي أنجع وسيلة للتربية والتعليم، مؤكدا "إنه قد آن الأوان كي نتخلى عن إيديولوجية الشرق وأخلاق الغرب ونبني منظومة تنبع من ذاتنا وعمق ميراثنا الحضاري، طبعا دون التنكر أو إغفال التجارب الناجحة لدى الدول الشقيقة والصديقة، عبر التفكير في صناعة ثورة إصلاحية حقيقية للقطاع، حتمية تفتضيها متطلبات الحركية السياسية والثقافية الجديدة للبلاد وللأمة الجزائرية ولمسايرة الحركية العالمية.

من نفس القسم الوطن