الوطن

49 بالمائة من الطلبة الجامعيين لم يتابعوا دروسهم عن بعد

تتعلق بالسداسي الثاني الذي تزامن مع غلق الكليات والمعاهد بسبب تفشي وباء كورونا

كشف سبر آراء للطلبة عن عدم تمكن أزيد من 49 بالمائة من طلبة الجامعات من متابعة الدروس عن بعد التي لجأت إليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل استكمال السداسي الثاني، مع قرار غلق المؤسسات الجامعية بسبب تفشي وباء كورونا بالجزائر منذ مارس الماضي، من أجل إنقاذ الموسم الجامعي 2019-2020، مع إجماع نحو 80 بالمائة من الطلبة على أن ما قدم من دورس كان سيئا.

 

بناء على تقرير صادر عن التنظيم الطلابي "الاتحاد العام للطلابي الحر"، فإنه حسب الإحصائيات التي تم جمعها من خلال ساعات من المناقشة ودراسة تفصيلية معمقة لتقارير الفروع الولائية وكذا نتائج الاستبيان عن مدى تقدم نسبة إنجاز برامج السداسي الأول والثاني في كل جامعة، ومدى استجابة الأساتذة والطلبة للدراسة عن بعد عبر أرضية "مودل" وغيرها من المنصات، والإحصائيات المقدمة من طرف الوصاية، فإن نسب التقدم في الدروس في جل جامعات الوطن كانت بمعدل 4 إلى 6 أسابيع من السداسي الثاني، باستثناء جامعات الجنوب التي كان التقدم فيها بـ8 أسابيع كاملة.

وحسب التقرير، فإنه تم وضع 80 بالمائة من الدروس و78 بالمائة من الأعمال الموجهة و42 بالمائة من أعمال تطبيقية، وهذا إلى غاية 20 جوان 2020، لكن، حسب التقرير، تبقى هذه الإحصائيات تخص فقط مدى وضع الدروس على المنصات الخاصة بالتعليم عن بعد. أما الإحصائيات الخاصة بمدى تلقي الطلبة لهذه الدروس فإنه لا توجد آلية واضحة يمكن الاعتماد عليها من أجل حصر عدد الطلبة الذين لم يتمكنوا من تلقيها عن طريق التعليم عن بعد، ما يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص بينهم. ونسب الاستبيان توضح عدم تلقي الغالبية الساحقة لهذه الدروس وعدم انخراطهم في العملية لاعتبارات عديدة.

وكشف سبر آراء الطلبة عبر استبيان إلكتروني للاتحاد الطلابي، شارك فيه 1963 طالب موزعين على كل المؤسسات الجامعية ومختلف التخصصات والمستويات عن النسب الخاصة بمتابعة الدروس عن بعد، ومدى نجاعتها وكذا رأيهم في الاكتفاء بدروس التعليم عن بعد.

وكان الجواب حول التساؤل "هل تم وضع منصة رقمية للدروس ووضع الدروس فيها بجامعتك بنسبة 67,4 بالمائة "نعم"، في حين أجاب 17,7 بالمائة بـ"لا" و14,9 بالمائة من الطلبة بعدم علمهم بذلك؟ في حين أجاب 49,5 بالمائة بـ"لا" حول سؤال "هل تابعت دروسك عبر المنصات الرقمية، حيث تمكن فقط 19,1 بالمائة من الطلبة متابعتها، في حين أجاب 31,4 بالمائة بمتابعتها أحيانا.

 54,5 بالمائة من الطلبة يرفضون العودة إلى مقاعد الدراسة في 23 أوت

وكان تقييم الطلبة للتعليم عن بعد في جامعتهم بما يلي: حيث أكد 24,5 بالمائة أنها متوسطة، في حين كان جواب 70,9 بالمائة من الطلبة أنها سيئة، وقال 4,6 بالمائة أنها جيدة، فيما رفض 72,8 بالمائة من الطلبة الاعتماد على ما تم تقديمه من دروس عبر المنصات الإلكترونية، في حين وافق على ذلك 10 بالمائة فقط من الطلبة.

وعن تساؤل حول تاريخ العودة إلى الدراسة والذي حدد بتاريخ 23 أوت المقبل، كان جواب 54,9 بالمائة من الطالب بالرفض، في حين وافق 30,9 بالمائة بشرط توفير كل إمكانيات الوقاية وظروف التباعد، ووافق 6,1 بالمائة على العودة من دون أية شروط، في حين ذهب 8,1 بالمائة إلى أهمية تقديم مقترحات أخرى.

وفي المقابل، يرفض الاتحاد قطعيا مقترح إلغاء السداسي الثاني واعتبار ذلك بمثابة مساس بالتحصيل البيداغوجي والعلمي للطالب ومستوى الجامعة الجزائرية. وأكد على قابلية التطبيق وموضوعية الطرح لكل مقترح باعتبار الظرف استثنائيا لا سبق له وجب التعامل معه بليونة ومراعة الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة لدى القطاع، ومراعاة التفاوت الكبير بين مختلف أنماط التكوين، وكذا الاختلاف بين إمكانيات الجامعات وحتى الكليات في نفس الجامعة.

واقترح الاتحاد بالنسبة للمدارس العليا للأساتذة إلغاء مناقشة مذكرات التخرج والاكتفاء بإرسالها عبر البريد الإلكتروني، وإعفاء طلبة التخرج من التربص المغلق والاكتفاء بما تم حضوره من التربص أو إتمامه في مؤسسة التوظيف، وإلغاء الفصل الثاني، ومحاولة الاكتفاء بنقطتي المذكرة وتقرير التربص كما هو معمول به في العديد من الأقسام بنفس المدراس.

كما اقترح تفعيل اللجنة البيداغوجية للمدارس العليا وإلزام كل المدارس بتقديم شهادات التخرج قبل 15 سبتمبر، وإلغاء التقييم على كراس التربص الميداني، لأن تنقيطه في الأصل راجع للأستاذ في المؤسسة التربوية، والاكتفاء بتقرير التربص الذي يقيمه أستاذ من المدرسة العليا كما ورد في المادة 18 من القرار الوزاري المؤرخ في 21 جانفي 2015 المنظم للتربصات الميدانية، ومراعاة مديريات التربية لهذا الوضع، وتأجيل استلام ملفات خريجي المدارس مع الضمان التام لمناصبهم.

كما اقترح الاتحاد أيضا إلغاء المسابقة للالتحاق بالمدارس العليا واحتساب معدل الالتحاق بالمدارس العليا للسنتين الأولى والثانية من القسم التحضيري، والتركيز على امتحان الطلبة فيما تلقوه حضوريا في تقييم الامتحانات، والليونة في عملية التقييم مراعاة لنفسية الطلبة، وتخفيض المدة الكلاسيكية المقررة للامتحانات، والاعتماد على البحوث والأعمال موجهة في التقييم بشكل كبير، والتقييم بالطريقة الأمريكية والمقاربات ذات الصلة، وبعض الدروس يمكن تقييمها من خلال الأعمال المقدمة من طرف الطلبة.

من نفس القسم الوطن