الوطن

موسم جاف وإنتاج منخفض في مادتي القمح والشعير

شح تساقط الأمطار يخفض مستوى التوقعات بشأن الإنتاج الفلاحي هذا الموسم

اعتبر خبراء في الفلاحة أن شح تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء هذه السنة وتحديدا خلال شهري فيفري ومارس، قد يخفض من الإنتاج الفلاحي بشكل كبير، خاصة ما تعلق بإنتاج الحبوب في الولايات الشرقية، مؤكدين أن التقييم الفعلي للموسم سابق لأوانه، غير أن المؤشرات الأولية تشير إلى تسجيل موسم جاف ونسبة إنتاج منخفضة في مادتي القمح والشعير.

 

مع نهاية مارس وبداية أفريل لا تزال نسبة تساقط الأمطار منخفضة مع توقعات بوضعية جوية مستقرة خلال بداية أفريل وطيلة الأسبوعين الأولين، وهو ما قد يؤثر على عدد من المحاصيل. وفي هذا الصدد، أكد الخبير الفلاحي، أكلي موسوني، أن تقييم الموسم الفلاحي الحالي أمر سابق لأوانه، باعتبار أن موسم الحصاد عادة ينطلق في أواخر ماي، غير أن المعطيات الأولية تشير لموسم شحيح بالموازاة مع الشح في الغيث الذي سجلناه خلال فصل الشتاء والتذبذب في التساقط المسجل شهري فيفري ومارس.

وقال موسوني إن فلاحي الولايات الشرقية من الوطن تحديدا هم الأكثر تضررا من قلة تساقط الأمطار، متوقعا أن يكون الموسم كارثيا بهذه الولايات التي لم تسجل تهاطلا غزيرا للأمطار لأسابيع متتالية. بالمقابل، فإن العديد من المحاصيل تتطلب تساقطا معتبرا للأمطار من أجل نماء وغزارة المنتج الفلاحي، لا سيما القمح والشعير.

وأشار ذات المتحدث إلى أن الولايات الشرقية للبلاد تتربع على مساحات شاسعة أغلبها تتخصص في زراعة الحبوب والشعير والقمح، كونها تغطي جزءا كبيرا من احتياجات الجزائر من مادة القمح، وهو ما يتطلب تساقط الأمطار باعتبار أن هذه المساحات تعتمد على السقي الطبيعي، مضيفا أن المحاصيل الكبرى والمتعلقة بالقمح الصلب والقمح اللين والشعير، تحتاج أيضا خلال مارس وأفريل الأمطار، حتى يمكن اعتبار الموسم عاديا، كما تشكل، حسبه، درجات الحرارة المرتفعة نهارا خطورة على المحاصيل الكبرى المتواجدة في ولايات بعيدة عن سهلي الشلف ومتيجة، وهي سعيدة وتيارت والبيض وسيدي بلعباس وسطيف وباتنة والخروب في ولاية قسنطينة.

وأوضح المتحدث أنه إلى غاية الآن يمكن تدارك الوضع حيث بقي شهر أفريل كاملا وعلى الفلاحين والوزارة المعنية عدم انتظار تساقط الأمطار، وإنما من الضروري وضع مخطط استعجالي بالتعاون مع مديريات الري، حيث يمكن توفير للفلاحين كميات كافية من مياه السدود لسقي محاصيلهم. وفيما يخص تأثير حالة الشح من الأمطار التي شهدناها هذا الموسم، على الأشجار المثمرة، أكد موسوني أن هذه الأخيرة لم تتأثر كثيرا كون الشح في الأمطار لم يرافقه ارتفاع كبير في درجات الحرارة أو حرارة غير فصلية، وهو ما جعل هذه الأشجار تستفيد من فترة "السبات الشتوي" وهي المدة الباردة التي ترتاح فيها، ويتعلق الأمر بأشجار التفاح، والإجاص، والمشماش، والبرقوق، والخوخ، بعد أن تبذل جهدا في عملية نمو الثمار، وترتاح بعدها لتعيد نشاطها خلال فصل الربيع.

وأشار المتحدث أن درجات الحرارة غير الموسمية تخلق عادة حالة صدمة، أي تأثيرا عنيفا على الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية بصفة عامة. ودعا موسوني الفلاحين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، والقيام بعلاجات وقائية لنباتاتهم تفاديا لانتشار أمراض مثل الفطريات والحشرات جراء الرطوبة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة نهارا وبرودة شديدة ليلا.

وقال إن إضافة محفزات بيولوجية من شأنها تحسين مقاومة الأشجار المثمرة لهذه الوضعية.

من نفس القسم الوطن