الوطن
تأجيل "الباك"، "البيام" و"السنكيام" وارد
مختصون يقترحون على الأولياء طرقا لضمان تمدرس أبنائهم خلال فترة الحجر الصحي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 مارس 2020
قررت وزارة التربية الوطنية اللجوء إلى وسائل الإعلام المتلفزة من أجل دروس الدعم لتلاميذ الامتحانات الرسمية من "السنكيام" و"البيام" و"بكالوريا" كإجراء سريع لإنقاذ الموسم الدراسي في ظل إمكانية اللجوء إلى تأجيل هذه الامتحانات، ويتزامن هذا مع تصاعد الدعوات من أجل تحلي وزارة التربية باليقظة وتشجيع التلاميذ على مواكبة دروسهم عبر جميع الوسائل المتاحة.
بناء على مصادر مسؤولة بوزارة التربية الوطنية، فإن الوزارة اتخذت إجراءات من أجل استمرار تمدرس التلاميذ وضمان عدم ضياع دروسهم بسبب الحجر الصحي الذي فرضه وباء "كورونا"، عبر مختلف الوسائل، أبرزها بث دروس الدعم لتلاميذ الامتحانات الرسمية، مشددا أن الحديث عن السنة البيضاء أو احتساب الفصل الأول والثاني، فهذا موضوع سابق لأوانه، وقال "ننتظر إن كان هناك دخول مدرسي في 5 أفريل أو لا ثم سيتم اتخاذ القرارات المصيرية".
هذا فيما دعت النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين وزارة التربية الوطنية ومديرياتها للتحلي أكثر باليقظة وتشجيع التلاميذ على مواكبة دروسهم عبر جميع الوسائل المتاحة بفضاءات التواصل الاجتماعي، والتطبيق الفعلي للتعليم عن بعد، خاصة المقبلين على امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والتعليم الابتدائي، وتقديم توجيهات وإرشادات نفسية عبر وسائل الإعلام والقنوات، مثمنة في هذا، وفق ما نقله عبد الهادي أحمد في بيان، المجهودات المبذولة من السلطات العليا للبلاد وكل الفاعلين من المجتمع المدني، في محاربة وباء كورونا، كما تثمن مجهودات الأسلاك الأمنية والفرق الطبية وأسرة الإعلام والصحافة عبر الوطن بأسره وتحليهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
كمال نواري: "نمط جديد لامتحان الباك بسبب الظروف الحالية"
من جهته، دعا النشاط التربوي، كمال نواري، وزارة التربية للتفكير في لقاء مع وزير الاتصال لاستغلال جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية لتقديم دروس متلفزة، خاصة أن هناك قنوات ليس لها متابعون كثر، خاصة للتلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية.
وشدد كمال نواري أنه لا توجد سنة بيضاء، ربما قد تكون سنة دراسية بفصلين كاملين، ويمكن الاعتماد على معدلهما في الانتقال إلى المستوى الأعلى، مشيرا حول مصير الامتحانات الرسمية "أنه يمكن الاعتماد على المعدل السنوي في الانتقال في امتحاني السنكيام والبيام، أما امتحان البكالوريا فيمكن أن يؤجل إلى بداية السنة الدراسية المقبلة أو إجرائه في الصيف بتغيير نمط الامتحان والاعتماد على المواد الأساسية في كل شعبة، أو هناك خيار آخر وهو التقليل في تعداد المترشحين في كل قاعة، أو اجتياز الامتحان لمدة أكثر من أسبوع باعتماد كل يوم مادة. فامتحان البكالوريا مرتبط بالجامعة التي تتبع وزارة التعليم العالي.
وعن كيفية تعامل الأمهات مع الأولاد المتمدرسين، قال نواري "ليس لهم حل إلا إبقاؤهم في البيت والتفكير في ملء فراغاتهم، وذلك باستغلال الوقت في المراجعة والمطالعة ومشاهدة التلفاز والأنترنت لمتابعة وممارسة هواياتهم"، مستطردا "لكن المشكلة ربما نجدها في الأمهات العاملات، لذا هن مجبرات على أخذ عطلة لرعايتهم، وهناك حتى أولياء تخلصوا من أعباء إيصال الأبناء إلى المدرسة والزوجة إلى العمل.
وأضاف "إنه عموما فالأمهات سيجدن صعوبات كثيرة في ملء فراغات أبنائهن لأنهن لسنا متعودات على هذا النمط من الحياة، وستجد الكثير من الأمهات صعوبات أخرى وليس لديهن حل وهو ضيق المسكن، ربما الاكتظاظ، أي عدد أفراد العائلة كبير وصغر السكن f2 مثلا، ولذا فهو ليس مبررا لإخراج الأولاد إلى الشارع لأنه خطر عليهم جميعا".
فاسي تقدم حلولا للتحكم في المتمدرسين خلال الحجر الصحي وضمان تمدرسهم
وطالبت المفتشة التربوية، زهرة فاسي، أولياء التلاميذ بالاستعداد للفصل الثالث عن طريق الأنترنت وموقع ONEFD التربوي كعلاج بيداغوجي للضعف الدراسي المسجل، خاصة أقسام السنة الرابعة متوسط تحضيرا لشهادة التعليم المتوسط والثالثة ثانوي والباكالوريا، حيث توجد دروس مشروحة مع التطبيقات بالموقع.
وقالت المختصة التربوية، زهرة فاسي، إنه من الصعب التحكم في المتمدرسين والمراهقين في هكذا ظروف نظرا لطبيعة الطفولة وسن المراهقة والطاقة الجسمية اليافعة، موضحة "إن حمايتهم من الإصابة "بفيروس كورونا" مسؤوليتنا جميعا بتطبيق كل طرق الوقاية، نظرا لانتقال الفيروس إلى المرحلة الثالثة، وهذا يعني انتشار الوباء وخروجه عن إطاره المحدود والمحصور، ولم يعد متحكما في انتقاله بين الأشخاص، إذ يجب تقوية أساليب الوقاية منه حتى نخرج بسلام".
ودعت فاسي الأولياء لأن لا يكثروا الحديث عن الوباء أمام الأطفال وعدم التهويل، بل التعامل بذكاء عاطفي اجتماعي بزرع الطمأنينة والهدوء النفسي وسعة الخاطر، وعدم الإيذاء الفكري بتصديق كل الإشاعات أمام الأطفال والمراهقين، والابتعاد تماما عن أساليب التضخيم وعدم تركهم أمام شاشات التلفزيون والأخبار.
ودعت فاسي إلى صناعة الإلهاء للأطفال بتوجيههم إلى ممارسة هواياتهم المختلفة داخل البيت، كالرسم، والمطالعة، ولعب الشطرنج، وأنشطة أخرى من اختيارهم، ولكونهم أطفالا إلكترونيين نوجههم للبحث الأنترناتي المصغر للدروس المقررة لتوسيع معلوماتهم حسب مستواهم الدراسي والمناهج المسطرة، مثلا القيام ببحث مصغر في مواضيع الدروس لمختلف المواد التي أضعفت مستواهم الدراسي في الفصل الثاني.
كما طالبت فاسي الأولياء بالاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أي الفايسبوك، بزملائهم لتبادل الآراء الإيجابية دون الخروج من المنازل واللقاء في الشارع، فضلا عن إبعادهم عن الملل حتى لا يقع في نفوسهم ذلك الأثر السلبي والتوتر، وقالت "إنه بل يجب مشاركة الأولياء كقدوة في تنويع أساليب الإلهاء داخل البيوت بالذكاء العاطفي الذي يعتبر مفتاحا لكل الوضعيات النفسية والاجتماعية، حتى نغرس فيهم الإرادة التي تتحول إلى تحفيز وعمل، تحضيرا للفصل الثالث في كل المستويات".