الوطن

الجزائرنجحت في ضرب الجهاديين"خارج بؤرالإرهاب"

تنظيم دروكدال امتداد لمجموعات مسلحة تحركت نحو صحراء مالي

 

 

كشف هذه الدراسة الأمنية التي أعدها الباحث هاني نسيرة لـ"معهد العربية للدراسات والتدريب" أن الاستراتيجية الحكومية في الجزائر نجحت في مكافحة الجماعات الجهادية خارج بؤر الإرهاب، في إطار تناول مسائل تتعلق بتنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي ومالي وجماعة أنصار الدين والمجموعات الأخرى في شمال مالي.

وعادت الدراسة الأمنية أمس التي اطلعت "الرائد" على نسخة منها إلى سبتمبر سنة 2006 حين أعلن مصطفى دوركدال زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ولاءه لزعيم الجماعة أسامة بن لادن، وقد أعلنت ذات الجماعة تغيير اسمها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 24 جانفي سنة 2007 ليتحول اسمها فيما بعد إلى تنظيم القاعدة في المغرب العربي، ويبدو أنه لم يمثل جاذبية للتنظيمات الجهادية المسلحة في المغرب العربي -وفق الرأي الغالب- فاتجه للنشاط في منطقة الساحل الإفريقي فنشط في البداية في موريتانيا التي مثل لها تهديداً، ولكن تزايد بشكل واضح فيما بعد في مالي والنيجر بالخصوص، وزاد زخمه مع انضمام حركة المجاهدين وجماعة رأس كامبوني الصوماليتين إليها في عام 2010 لتمثل مع غيرها من الجماعات في القرن والساحل الإفريقي ملاذاً آمناً للقاعدة هناك، واتسعت عملياتها فيه وإن بدأت بموريتانيا ثم مالي والنيجر لتقوم بعدد من العمليات المهمة في هذا الاتجاه، كانت آخرها عملية خطف أربعة رهائن فرنسيين.

وحسب العديد من التقديرات فقد قامت القاعدة في الساحل الإفريقي والتنظيمات المرتبطة بها، حتى عام 2011 بأكثر من ألف ومائتي (1200) عملية إرهابية نوعية، اشتملت على قتل واغتيال وتفجير وخطف لأجانب في كل من الجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا والنيجر ومالي وتشاد، كانت حصيلتها المعلنة مقتل 2000 شخص، وجرح أكثر من 6000 آخرين، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي ألحقتها بالمؤسسات الحكومية والبنى التحتية بما يشبه الحرب المنسية..

كما أشار المصدر إلى تراجع معدل العنف في الجزائر منذ 2008، حيث تركزت العمليات الإرهابية في ثلاثة مناطق هي (تيزوزو- بومرداس- البويرة) أو ما يعرف بمثلث الموت، بينما خلا أكثر من نصف الولايات الجزائرية الثمانية والأربعين من أي عمليات جهادية، وهو ما يعني التقلص الجغرافي للعنف وانخفاض معدله، وثانيا نجاح استراتيجية الحكومة في ضرب معاقل التنظيم خارج بؤر الإرهاب.

هذه الأسباب وغيرها ألجأت تنظيم القاعدة في المغرب لمد نشاطه نحو الساحل الإفريقي وبدا بموريتانيا ثم مالي ثم صحراء النيجر وتشاد، وهو ما صار يعرف بالقاعدة في الساحل الإفريقي، وخلال العام 2010 تمكنت القاعدة في القيام بالعديد من العمليات في مختلف دول الساحل.

وتوصلت الجهود الإفريقية والدولية في هذا الصدد إلى مبادرة "الشراكة عبر الصحراء لمكافحة الإرهاب" والتي شملت دول الساحل الأربعة وكذلك الجزائر وتونس والمغرب، ونيجيريا والسنغال في غرب إفريقيا، كما دعيت ليبيا للانضمام، لكنها رفضت الدعوة، في ظل حكم القذافي. وما أردنا الإشارة إليه فيما سبق أن القاعدة في الساحل الإفريقي إنما هو امتداد لمجموعات القاعدة المسلحة من تنظيم القاعدة في المغرب العربي التي تحركت نحو صحراء مالي بعد تضييق الحكومات المغاربية عليها.

وكان لسقوط معمر القذافي الداعم لنظام الحكم في الساحل الإفريقي، أثره فنجحت حركة تحرير الأزواد في إسقاط نظام الحكم في مالي في مارس سنة 2012، ويبدو أنها في فعل الإسقاط كانت متحالفة مع القاعدة في الساحل التي دعمتها في هذه العملية، ولكن ما لبثت أن دبت الخلافات بينها، وطردتها القاعدة من إقليم شمال مالي نهائيا في 28 جويلية سنة 2012، وأعلنت أنها فتحت خمس جبهات جديدة للقتال، ثلاث منها توجهت إلى منكا علي بحدود النيجر وأخرى إلى غاو والخامسة إلى تمبكتو. 

وفي 1 جويلية سنة 2012 أصدر المختار بلمختار (المعروف بالأعور) قائد كتيبة الملثمين في شمال مالي التابعة للقاعدة بيانا سرد فيه أحداث السيطرة على مدينة غاو، كما أصدرت بيانا كتيبة أخرى مرتبطة بالقاعدة تدعى جماعة أنصار الدين بقيادة عمر حاماها وتقف ضد تحرير الأزواد وتختلف كلية عن جماعة التوحيد والجهاد التي تنشط في الغرب الإفريقي وأعلنت انشقاقها عن القاعدة.

 محمد اميني


 

من نفس القسم الوطن