محلي

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بورقلة: عادات راسخة لدى العائلات الورقلية

ما يميز هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية تراجع عدد طاولات بيع المفرقعات بالمدينة

تحرص العائلات الورقلية على إحياء مشاهد متعددة من عادات اجتماعية متوارثة عبر الأجيال بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف، ويجمع عديد السكان المحليين أن هذه المناسبة الدينية المقدسة فرصة لتعزيز جسور التواصل بين أفراد العائلة اقتداء بالسيرة النبوية الشريفة وهدي النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي يحث في أحاديث قدسية كثيرة على صلة الرحم وتوثيق وشائج المحبة الأسرية.

تتعدد صور التحضير لإحياء مولد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام في أوساط العائلات الورقلية، والتي من بينها تحضير أطباق تقليدية تعد خصيصا لهذه المناسبة المباركة على غرار "المسقي" و"المختومة" و"السفوف" و"تاكظورت".

وعشية استقبال المولد النبوي الشريف يتم جمع مبالغ مالية بين العائلات لاقتناء مستلزمات تحضير أطباق وحلويات المولد، حيث يلتئم شمل العائلة ليلة إحياء المولد حول مائدة العشاء المرصعة بأشهى الأكلات التقليدية والحلويات والمكسرات بأنواعها المختلفة وهي السهرة العائلية المولدية التي عادة ما تكون مصحوبة  بأباريق الشاي بالنعناع المحضر على الجمر.

وتبدي ربات البيوت اهتماما كبيرا بهذا الاحتفال، حيث بعد الانتهاء من مأدبة العشاء وتوجه الرجال إلى المساجد لحضور حلقات الذكر وترديد المدائح الدينية، يحرصن على تنشيط جلسات نسائية يرددن خلالها وبمشاركة الأطفال الصغار مدائح وقصائد دينية وأخرى من الشعر الملحون والتي تشيد كلها بأخلاق وخصال سيد الكائنات والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن مظاهر وتقاليد الاحتفاء بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أيضا بورقلة حرص الأمهات كذلك على تزيين أيدي الأطفال بالحناء ونشر عبق البخور بزوايا المنزل، وهو نوع من البخور الذي يحضر خصيصا لهذه المناسبة العظيمة ويسمي "بخور ليلة النبي" .

ومن جهتها تحيي مساجد الولاية ومع حلول ربيع الأنوار هذه الذكرى العظيمة من خلال تنظيم حلقات تلاوة الذكر الحكيم وترديد قصائد دينية في مدح الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، إلى جانب تنشيط دروس دينية لفائدة المصلين يركز فيها الأئمة والوعاظ على جوانب من السيرة النبوية العطرة.

كما تنظم خلال هذه الليلة المباركة مسابقات دينية و تكريمات للفائزين وحفظة القرآن العظيم بمبادرة من المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع المدارس القرآنية بالولاية.

وتقام كذلك عمليات ختان جماعي لفائدة أطفال العائلات المعوزة ليلة المولد النبوي الشريف بمبادرة من عديد الجمعيات الخيرية الناشطة.

وتشهد الأسواق اليومية بدورها بمناسبة حلول مناسبة المولد النبوي الشريف على غرار سوق الحجر بوسط المدينة حركة مكثفة للمتسوقين الذين يقبلون على اقتناء ما يحتاجون إليه من أغراض تخص هذه الذكرى الدينية الجليلة.

وفي هذا الجانب تعرف محلات بيع مستلزمات الحلويات إقبالا واسعا سيما للعنصر النسوي اللواتي يرغبن في تحضير الحلويات وكعكة المولد النبوي الشريف و"الطمينة" التي تحضر خصيصا للسهرة النبوية.

ويلاحظ في خضم هذه الأجواء المولدية انتشارا لطاولات بيع الشموع بمختلف الأشكال والأحجام وكذا الحناء سواء على مستوى الفضاءات التجارية أو بعض الأحياء السكنية.

و''ما يميز هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية تراجع عدد طاولات بيع المفرقعات بمدينة ورقلة، وذلك حرصا من التجار على سلامة الأفراد وتفادي الحوادث الخطيرة التي عادة ما تحصل في هذه الليلة المباركة سيما في أوساط الأطفال الصغار"، مثلما أوضح نور الدين أحد التجار حي "الشرفة" بعاصمة الولاية.

من نفس القسم محلي