محلي

حرفيات مبدعات يبحثن عن فرص للتسويق

معرض المرأة المنتجة الماكثة بالبيت بولاية الجزائر:

يعرف المعرض الولائي للمرأة المنتجة الماكثة بالبيت بالجزائر العاصمة "مشاركة متميزة" لسيدات حرفيات تحدين الكثير من الصعوبات من خلال اكتسابهن لمهارات حرفية في عدة مجالات، فيما تقاسمت غالبيتهن هاجسا واحدا هو غياب "فضاءات تسويقية" مستقرة لمنتجاتهن.

وأجمعت غالبية المشاركات في الطبعة السادسة لهذا المعرض الولائي المُقام على مستوى المركز الثقافي مصطفى كاتب بالجزائر العاصمة (28 سبتمبر-12 اكتوبر)، ان تنظيم مثل هذه المعارض تمكنهن غالبا من التقرب من الجمهور العام، لكن دون أثر على المدى الطويل، لغياب الفضاء التسويقي الحقيقي والدائم لبيع منتجاتهن المختلفة.

واختزلت عن ما يناهز 20 مشاركة في هذا المعرض الآنسة قاسي نهى، خريجة معهد التكوين المهني بواد قريش و حرفية في الفنون التشكيلية و الرسوم الفنية، الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة بالقول "ان سوق الشغل او فرص تسويق المنتجات التقليدية بالنسبة لهن شبه منعدمة"، مؤكدة ان مبيعاتها تنحصر في محيطها الضيق ولا تتعداه الا في "حالات نادرة".

وبالرغم من كونها من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تسعى "نهى" لتحسين مهارتها الفنية و تنويعها، من اجل دعم فرصها في ولوج عالم الشغل وتحقيق مورد مالي ثابت، وهو ذات ما تسعى اليه السيدة بن جدو عائشة، حرفية في فنون الطرز و الخياطة، والتي بالرغم من معانتاها مع داء سرطان الثدي الا انها "تحتفظ بطاقة مشعة وأمل في غد أفضل".

و تقول بن جدو ان امالها معلقة على الحصول يوما ما على محل يمكنها من تحقيق استقلاليتها وضمان فرص تحقيق مبيعات اكبر، متحدثة في ذات السياق عن غلاء اسعار المواد الاولية المستعملة في حرفتها، وهو المشكل الاخر الذي طالبت جل المشاركات من السلطات المعنية اخذه بعين الاعتبار لمساعدتهن في تطوير مهارتهن.

من جهتها قالت شحمة سلمى، اطار بقسم العائلة والتلاحم الاجتماعي لدى مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر في تصريح لـ/واج ان تنظيم مثل هذه المعارض يأتي بغرض توسيع شبكة علاقات الحرفيات الماكثات بالبيت و تقديمهن للجمهور الى جانب محاولة ادماجهن في عالم الشغل عن طريق تقريبهن من مختلف الهياكل وتعريفهن بمختلف الآليات المتوفرة التي تساعدهن على خلق مؤسساتهن.

وقالت المتحدثة انه يتم توجيه هذه الفئة غالبا نحو مختلف تلك الهياكل عن طريق الخلايا الجوارية التضامنية الموزعة عبر خمس مقاطعات بإقليم ولاية الجزائر، مضيفة انه يمكن للسيدات التقرب من بلديات اقامتهن للتعرف اكثر على هذه الخلايا و المتواجدة عبر كل من بلديات باش جراح و  المرادية و الشراقة و واد قريش و الكاليتوس.

وأضافت المتحدثة ان مديرية النشاط الاجتماعي استحدثت مؤخرا شكلا اخر من اشكال الاعانة المقدمة للحرفيات الماكثات بالبيت واللواتي لا يملكن اي مدخول او مصدر عيش، و يتمثل هذا الاجراء في منح المعنيات تجهيزات ومعدات تتناسب وطبيعة الحرفة او الصناعة التقليدية التي يبرعن فيها.

وفي هذا الاطار تم منح مؤخرا 18 اعانة كدفعة اولى لسيدات مختصات في الطرز و تجهيز الحلويات والاكلات التقليدية، في انتظار ان تشمل هذه المبادرة عينة اكبر.

وعادت المعنية للتأكيد ان تنظيم معرض المرأة المنتجة للبيت سيتواصل خلال الاسابيع المقبلة والى غاية نهاية السنة الجارية من اجل ضمان فرص مشاركة اكبر للسيدات اللواتي يبحثن عن فرص للتعريف بمهارتهن واكتساب خبرة التسويق وعرض منتجاتهن امام الجمهور العريض.

يشار ان عديد السيدات اللواتي اكتسبن مهارات حرفية في مجالات مختلفة دون المرور عبر مراكز التكوين او جمعيات، تمكن من الحصول على شهادات تكوينية حسب مجال تخصصهن عن طريق نمط  "التكوين عن طريق التمهين" المتوفر عبر مختلف مراكز التكوين المهني بالولاية.

وفي هذا السياق وفرت مؤسسات هذا القطاع خلال الدخول المهني المنصرم (29 سبتمبر) 1980 منصب تكويني لفائدة المرأة الماكثة في البيت، ولازالت الفرصة متاحة في الوقت الراهن اثر تمديد فترة التسجيلات للموسم المهني الجاري و ذلك الى غاية 15 من شهر اكتوبر الجاري، وتمكن هذه الشهادات حامليها من الاستفادة من مختلف انماط المساعدة لاستحداث مؤسسات مصغرة قد تكون السبيل لفتح افاق جديدة في عالم المرأة الماكثة بالبيت.

القسم المحلي

من نفس القسم محلي