محلي

التسمم العقربي مشكلة صحة عمومية تؤرق السكان بالمسيلة

توقف عمليات جمع العقارب

سجلت مصالح الطب الوقائي بمديرية الصحة بالمسيلة خلال السنوات العشر الأخيرة وفاة ما لا يقل عن 40 شخصا وإصابة الآلاف بلسعات العقارب و ما يزيد عن 80 بالمائة من الضحايا يتمركزون في المناطق الريفية والأحياء التي تنقصها التهيئة.

تنحصر أسباب هذه الظاهرة التي يصفها البعض ب "مشكلة حقيقية للصحة العمومية" ، في الانتشار الواسع للعقارب مقابل عدم وجود حملات لجمعها أو اللجوء إلى المكافحة البيولوجية على غرار تربية الدواجن باعتبار الدجاج يتغذى على العقارب ، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وعدم الحفاظ على نظافة المحيط، وكذا عدم التزام المواطن بالإجراءات الطبية المعمول بها نظرا لجهله بها أو لبعد العيادات الطبية عنه.

و تشير التقارير الطبية إلى أن أغلب الإصابات بلسعات العقارب تسجل بالمناطق النائية أي بالبلديات ذات الطابع الريفي والجبلي، نظرا لعدم توفر المصل المضاد للتسمم العقربي أو لبعد المواطن عن الوحدات العلاجية الطبية.ومن بين المناطق التي يتعرض أكثر سكانها للسعات العقرب، الجهة الجنوبية لمنطقة بوسعادة و ما جاورها، بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة بها و كذا لكونها منطقة ذات طابع صحراوي .

في سنوات ماضية، كانت المحافظة السامية لتطوير السهوب تسهم كهيئة عمومية، في محاربة التسمم العقربي من خلال حث ومساعدة سكان الأرياف والمناطق النائية على تربية الدواجن اعتبارا أن الدجاج يعد من وسائل المكافحة البيولوجية للعقارب التي تمثل غذاء له ويستطيع اصطيادها تحت السعف وأغصان الأشجار بل وحتى في المزابل المنتشرة في القرى والأرياف، غير أن هذا النمط من الوقاية تراجع في السنوات الأخيرة بسبب توقف شبه تام لنشاط المحافظة السامية لتطوير السهوب.

وتزامنا مع ذلك، كان المواطنين يشاركون بالقرى والمناطق النائية بالولاية، في حملات تنظيف واسعة و القضاء على الرمي العشوائي للنفايات الهامدة، بالردم ، و كان ذلك يساهم في التقليل من انتشار العقارب كما كانت البلديات توسع شبكة الإنارة العمومية اعتبارا من أن المناطق المضاءة كثيرا تسهل عملية كشف العقارب.

كانت مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية قبل سنتين، تبادر رفقة مصالح الولاية بحملات لجمع العقارب من خلال ما يزيد عن 500 مشروع أطلق عليها "مشاريع مكافحة التسمم العقربي" عبر 40 بلدية بولاية المسيلة، بجمع العقارب عبر البلديات، وتسليمها إلى معهد باستور (الجزائر العاصمة) قصد استخراج المصل المضاد للتسمم العقربي.

غير ان المديرية تخلت عن هذه العملية خلال السنوات الأخيرة بسبب "عدم توفر الأموال ورفض معهد باستور في كثير من الاحيان أخذها ما يحتم اللجوء إلى حرقها"، حسب مصالح الولاية.

وترافع مديرية الصحة والسكان بالولاية من أجل نقل المصاب بالتسمم العقربي إلى أقرب نقطة علاجية للقيام باللازم وتفادي الأساليب التقليدية في علاج المصاب سواء عن طريق استعمال بعض المبيدات او الحجامة و إضافة مادة الك لور أو محاولة مص السم وهي طرق تزيد من تعقيد وضعية المصاب وهلاكه.

و تشدد المديرية على ضرورة التكفل بالمصاب في اقرب نقطة علاجية وعدم نقله إلى مؤسسات علاجية بعيدة عن نقطة المداومة الا اغذا كان ذلك ضرورة قسوى، لأن ذلك مضيعة للوقت باعتبار المصاب حالة استعجالية وجب التكفل بها فورا.

و تبادر ولاية المسيلة كل سنة إلى وضع حيز الخدمة لنقاط علاجية على مستوى المناطق النائية والأرياف بهدف التكفل السريع بالمصابين بلسعات العقارب مع تزويد هذه النقاط بالمصل المضاد للتسمم العقربي وأعوان شبه طبيين يكونون قد تلقوا تدريبا في الموضوع .

غير أن الإشكالية المطروحة خلال السنوات الأخيرة هي كون بعض الحالات تستدعي تدخل الطبيب وهو ما لا يتوفر عبر مناطق الريف والمناطق النائية .

وشرعت خلال الأسبوع الجاري مديرية الصحة والسكان بولاية المسيلة في فتح 27 مداومة عبر البلديات النائية المعروفة بتسجيل لسعات العقارب حيث تم تزويدها بالمصل المضاد للسعات العقارب و أعوان شبه طبيين و أطباء وذلك لأجل التكفل بالحالات الاستعجالية في هذا المجال .

وسيشرع "قريبا" في حملة الرش بالمبيدات للقضاء على العقارب حيث تم استهداف المواقع المعروفة بالانتشار الواسع للعقارب عبر 10 بلديات بالولاية .

ق. م/ وأج

 

من نفس القسم محلي