محلي

التحسيس كاستراتيجية لحماية منتج الفلين من الحرائق والنهب بسكيكدة

توقع إنتاج أزيد عن 7 آلاف قنطار من الفلين خلال 2019

تراهن ولاية سكيكدة التي تمتلك مساحة تقدر ب80 ألف هكتار من أشجار البلوط المنتجة للفلين و تحتل المرتبة الثالثة وطنيا في إنتاج الفلين على التحسيس كاستراتيجية لحماية ثورتها الغابية المحلية من الحرائق و عمليات السرقة و النهب.

وقامت محافظة الغابات بضبط برنامج واسع من أجل القيام بعمليات التحسيس على جميع المستويات بغية المحافظة على منتج الفلين.

و بالنظر لارتفاع عدد الحرائق في صائفة 2017 حيث أتت ألسنة اللهب على 2731 هكتار من أشجار البلوط المنتجة للفلين اختارت محافظة الغابات لسكيكدة التحسيس كوسيلة لحماية الثروة الفلينية "بروسيكادا"، حسب ما أكده لوأج محافظ الغابات، المنصف بن جديد.

و أضاف أنه من خلال متوسط إنتاج سنوي يقدر بحوالي 12 ألف هكتار تولي ولاية سكيكدة "أهمية كبيرة" لهذه الثروة الغابية و "تعمل جاهدة من خلال القائمين على قطاع الغابات لحمايتها من جميع الأخطار سواء كانت حرائق أو عمليات نهب".

و استنادا بن جديد، فإن "حماية منتج الفلين هي مهمة الجميع" معتبرا حماية هذا المنتج عبر تراب ولاية سكيكدة "ضروري و أكيد" وهي "مهمة الجميع و ليس فقط مصالح الغابات".

ومنذ فترة، قد باشرت مصالح الغابات، كما قال، "عمليات تحسيس واسعة النطاق لا تزال متواصلة لحد الساعة من خلال خرجات يقوم بها أعوان الغابات للعديد من المناطق عبر الولاية لتحسيس المواطنين القاطنين بالقرب من غابات الفلين بضرورة حماية هذه الثروة لما لها من أهمية كبيرة في الرفع من الاقتصاد الوطني".

و حسبه فان الفلين بإمكانه أن يكون "بديلا كبيرا للمحروقات خصوصا و أن سكيكدة تساهم ب 20 بالمائة من الإنتاج الوطني".

و أضاف بن جديد بأن "عملية التحسيس بضرورة حماية منتج الفلين تتم بمشاركة مختلف الفاعلين على غرار وسائل الإعلام" التي بإمكانها، كما سجل، "أن تقدم الكثير لتوعية المواطنين على وجه الخصوص بضرورة حماية الغابات و أشجار الفلين من النهب"، كما يمكن إشراك الجماعات المحلية و الجمعيات وكذا المواطنين خاصة في الشق الخاص بالحماية من حرائق الغابات.

و من بين الطرق الاخرى المتبعة لحماية منتوج الفلين بولاية سكيكدة ذكر المسؤول، خلق مصادر دخل إضافية عن طريق إشراك المواطنين عبر العمليات الواسعة التي تتم منذ فترة بتوزيع خلايا النحل عليهم و التي بلغت إلى حد الساعة أزيد عن 12 ألف خلية نحل تم توزيعها عبر مختلف المناطق".

و سيسمح ذلك بالحفاظ على الثروة الغابية عموما و الثروة الفلينية خصوصا حيث سيصبح المواطنون مجبرين على السهر على سلامة خلاياهم من الحرائق و كذا النهب.

تتوقع مصالح الغابات لولاية سكيكدة هذا الموسم 2018/2019 إنتاج حوالي 7636 قنطارا من الفلين على مساحة إجمالية تقدر ب 1069 هكتارا مقابل 10400 قنطار أنتجت الموسم المنصرم.

و أوضح بن جديد بأن "الفارق في الإنتاج لا يعتبرا نقصا لأن جني محصول الفلين يتم كل سنة من مناطق مختلفة لم يتم جني محاصيلها مدة 10 سنوات حيث سيتم خلال هذا الموسم الذي انطلق في 15 مايو المنصرم ليستمر إلى غاية 15 سبتمبر المقبل جني الفلين من المناطق التي تم استغلالها سنة 2009 "، موضحا بأن شجرة الفلين تترك لمدة 10 سنوات حتى تتجدد.

و بعد أن أشار إلى أن ولاية سكيكدة تضم 80 ألف هكتار من الفلين حوالي، منها 40 ألف مستغلة، أفاد ذات المتحدث بأن شجرة الفلين لها مدة حياة تصل إلى 150 سنة و لهذا يجب حمايتها خصوصا من الحرائق.

و بهدف ضمان نجاح موسم جني الفلين سخرت المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، بابور، المكلفة بعملية جني مادة الفلين عبر تراب ولاية سكيكدة هذا الموسم، وسائل مادية و بشرية هامة لإنجاح هذه العملية من خلال تشغيل 236 عامل موسمي و توفير 12 شاحنة و 8 جرارات و كذا حيوانات و دراجات هوائية.

و يتم تخزين مادة الفلين التي ينتج أغلبها بالجهة الغربية للولاية، بمخازن تلزة بالقل والدمنية بتمالوس، وفق التوضيحات المقدمة، كما توجد 3 مصانع بولاية سكيكدة أحدهم عمومي و الاثنان الآخران خاصان، تقوم بتحويل مادة الفلين إلى مواد جاهزة و نصف جاهزة و من ثمة تصديرها بالدرجة الأولى إلى الصين، حيث سجلت مديرية التجارة خلال 2018 تصدير ما قيمته 497 ألف و 144 أورو خلال 3 عمليات.

للاشارة فان الفلين يعتبر من المواد التي يكثر الطلب عليها لما لها من قيمة تجارية فهي تستخدم في عدة مجالات على غرار البناء، مما جعلها عرضة للسرقة و النهب.

و قد شهدت السنوات الأخيرة تكوين شبكات إجرامية متخصصة في سرقة الفلين خصوصا بالجهة الغربية من الولاية حيث تتعرض أشجار الفلين للقطع.

وعثر مؤخرا أعوان الغابة إثر دورية عادية بخناق مايون داخل الأملاك الغابية الوطنية بمنطقة سيوان ببلدية أولاد عطية، على كمية معتبرة من الفلين معبأة في أكياس ومخبأة داخل الغابة حيث تم حجز واسترجاع هذه الكمية وفتح تحقيق لمعرفة الجناة.

و في هذا الصدد أكد بن جديد بأن "التوعية تظل الوسيلة الأنجع للتصدي لهذه الظاهرة كون المواطنين هم الذين بإمكانهم بالدرجة الأولى الوقوف في وجه هذه السلوكيات و التفطن لها و من هذا المنطلق ترتكز إستراتيجية المحافظة الولائية للغابات على التحسيس".

من نفس القسم محلي