محلي

400 رضيع أصم فقط يستفيدون من زراعة القوقعة من أصل 1500 مصاب سنويا

جمعيات تطالب بمزيد من التكفل بهذه الفئة

تشير إحصائيات وزارة الصحة إلى ولادة 1500 طفل ضعيف السمع وأصم سنويا يحتاجون لعمليات زراعة قوقعة باتت متاحة لـ 400 طفل سنويا فقط بحسب الإمكانيات الموجودة في المراكز والمستشفيات التي يوجد بها هذا التخصص فيما يبقي غلاء وندرة اللواحق والأجهزة السمعية المطلوبة بعد هكذا عمليات يطرح إشكالية كبيرة بالنسبة لأولياء هؤلاء الأطفال.

الجمعيات الممثلة لهذه الفئة منها جمعية "اسمع" للأطفال الصم زارعي القوقعة التي تمثل هذه الفئة من الأطفال فإنه بالجزائر تسجل سنويا 400 حالة لزراعة القوقعة، في القطاع العمومي في حين تكلف عملية مثل هذه في القطاع الحاص ما بين 250 مليون إلى 500 مليون سنتيم، بينما تسجل ما بين حالة واحدة إلى 04 حالات إصابة بالصمم ضمن المواليد الجدد في كل 1000 ولادة.

وتؤكد الجمعية بأن أهم مشكلة تواجه عملية زراعة القوقعة في الجزائر هي غياب اللواحق الخاصة بالجهاز، حيث لا تتوفر هذه اللواحق لا في المستشفيات ولا عند الممونين، وهوما يمثل إشكالا كبيرا بالنسبة لأولياء هؤلاء الأطفال فغياب اللواحق يؤدي إلى توقف الجهاز ويعيد بذلك الطفل زارع القوقعة إلى حياة الأصم لفترة طويلة قد تصل إلى 06 أشهر إلى غاية حصوله على هذه اللواحق.

وبذلك لا يستطيع هؤلاء الأطفال خلال فترة تعطل الجهاز متابعة حياتهم وخاصة تمدرسهم كونهم يفقدون السمع خلال هذه الفترة. من جانب أخر وفيما يخص أسباب إصابة الأطفال حديثي الولادة بهذا الخلل في السمع فإن اغلبها عوامل وراثية تتعلق بجينات الأولياء المصابين هم كذلك بهذا الداء، كما هناك أسباب فيروسية كالتحاب السحايا، إلى جانب الولادة القيصرية التي تؤثر في بعض الحالات على رأس المولود. وفي تقييمهم لسياسة زرع القوقعة تؤكد الجمعيات الممثلة لهذه الفئة بأنها غير ناجحة بشكل كبير في الجزائر، وذلك لكون عملية الزرع تتم للطفل الذي تجاوز 04 سنوات، في حين علماء مخابر زرع القوقعة يحددون الفترة الأنسب لعملية الزرع ما بين 03 أشهر و24 شهرا بعد الولادة، أي قبل مرحلة تشكل الاكتساب اللغوي لدى الطفل، مؤكدين على أهمية الكشف المبكر عن الصمم الذي تكون له أهمية بالغة وأحد العوامل المربحة في نجاح سياسة الزرع، بحيث اكتشاف الصمم عند الطفل منذ الولادة سيدرج مبكرا ضمن رواق التكفل ويحضر لزرع القوقعة، وبذلك الاكتساب اللغوي يكون سهلا لديه، إلا أن الاكتشاف المتأخر وزرع القوقعة في سن متأخر يجعل هذا الاكتساب اللغوي صعبا بالنسبة للطفل، خاصة وأن الأولياء غير محضرين ومؤطرين لمتابعة أبنائهم قبل عملية الزرع وبعدها وبذلك هم يجهلون متطلبات متابعة أولادهم.

أيمن. ف

من نفس القسم محلي