دولي

ثلاثية العقوبات والتصعيد على غزة .. لماذا الآن؟

في مؤشر جديد على فشل جهود المصالحة الفلسطينية واحتمالية توقفها كليةً

توجه رئيس السلطة محمود عباس لاتخاذ خطوات من شأنها بعثرة الأوراق السياسية في الساحة الفلسطينية وزيادة حدة الحصار والخناق على الفلسطينيين بغزة، وفجأة ودون سابق إنذار تصاعدت العقوبات على قطاع غزة؛ ما بين انسحاب من معبر رفح، وتصعيد إعلامي ضد غزة، والتهديد بالمزيد، بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي تمثل في سلسلة غارات جوية على مواقع للمقاومة وتجميد أموال المنحة القطرية.

أعلنت هيئة الشؤون المدنية بسلطة برام الله، انسحاب عناصرها من معبر رفح جنوب القطاع، بزعم "مضايقات حماس"، في خطوة عدتها فصائل وشخصيات سياسية واعتبارية شروعا من عباس بفصل غزة عن الوطن، تنفيذا لصفقة القرن، كما شهدت الأيام الماضية حملة إعلامية "شعواء" من "تلفزيون فلسطين" على خلفية الاعتداء على مقر التلفزيون بغزة، وكشفت الداخلية بغزة الجناة وقالت إنهم من فتح وكانت خلفية اعتدائهم هي قطع السلطة رواتبهم.

خطوات عباس التصعيدية الجديدة تجاه غزة، والتي شملت قطع رواتب المئات، تطرح تساؤلات عن أسبابها، وخيارات غزة لمواجهات عقوبات رئيس السلطة، الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم قال: إن خطوات عباس الجديدة ضد غزة مستغربة، موضحًا أنها جاءت من أجل قطع الطريق على المصالحة رغم كثافة الجهود المصرية في هذا الجانب.

وأشار في تصريح صحفي إلى أن خطوة عباس الأخيرة بسحب عناصر السلطة من معبر رفح البري تعمق الانقسام والخلاف، ولفت قاسم إلى أن عباس يعتقد أنه بزيادة العقوبات وخطواته التصعيدية تجاه غزة، سيؤدي إلى استياء الناس داخل غزة من المقاومة ومن حركة حماس، وأضاف: "يعتقد عباس أن الضغط على الناس وتجويعهم يمكن أن يؤدي إلى اسقاط حماس بغزة، وحتى الآن هذا لم يحصل ولم يؤدِّ إلى نتيجة سوى زيادة الخلافات في الساحة الفلسطينية".

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن هناك تصعيدًا واضحًا يقوم به عباس نحو قطاع غزة لوضع حماس في مأزق، وأوضح القرا في حديث أن لدى عباس دوافع عدة لفرض المزيد من العقوبات على غزة، أبرزها العمليات التي حدثت بالضفة الغربية في الآونة الأخيرة.

ووفق القرا؛ فإن العمليات أثبتت لعباس بما لا يدع مجالاً للشك الهواجس التي ترتبط بأن حماس تسعى لتقويض حكمه في الضفة، أما الأمر الثاني فهو أن حماس قد تكون بدأت التفكير أو التواصل مع بعض الجهات العربية والفلسطينية لإيجاد بديل عن محمود عباس، ما شكّل له أمرًا مزعجًا فعليًّا، كما قال القرا.

والأمر الثالث فهو أن عباس لمس نوعاً من التباطؤ في ما يتعلق بالتدخل المصري في عقد اتفاق تهدئة بين غزة والاحتلال الاسرائيلي، موضحا أن عباس بخلقه لهذه الأزمات يعتقد أنه سيمثل عبئًا على حركة حماس، وذكر القرا أن عباس لن يجد رادعا حقيقيا وفعليا لكل ما يقوم به؛ لعدم الضغط الفعلي عليه من الفصائل، إلى جانب علاقته غير المتزنة مع مصر وقطر وأيضا مع الإمارات التي تمثل حضناً دافئاً لمحمد دحلان، وأشار إلى أن خطوة سحب موظفي المعابر تحمل بعدين؛ الأول وهو خلق أزمة وعبء لغزة وحماس، أما الثاني فيرتبط بتعامل مصر مع استلام حماس للمعابر الأمر الذي يجعلها تتلكأ في فتح معبر رفح.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة: إن تصعيد العقوبات من عباس تجاه غزة يأتي في سياق حرف البوصلة عما يحدث في الضفة من تغول للاستيطان ووضوح الدور الوظيفي الأمني لسلطة عباس.

من نفس القسم دولي