دولي

تقديرات إسرائيلية: مخاطر المواجهة في الجبهة الشمالية تتزايد

الكيان الصهيوني يتجنب المواجهة الشاملة

هامش المناورة في سورية سيعتمد بشكل أساس على التفاهم مع روسيا

 

تحذر تقديرات إسرائيلية من أن العام 2019 يحمل في طياته فرصا كبيرة للتصعيد بين إسرائيل وكل من إيران و"حزب الله"، في سورية ولبنان، وتوقع كل من المعلق العسكري صحيفة "معاريف" طال لفرام، والقائد السابق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" إيتان بارون، أن تفضي الاستراتيجية التي تتبعها تل أبيب حاليا إلى زيادة مخاطر اندلاع مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية.

قال لفرام إنه يتوجب على إسرائيل الاستعداد لاندلاع مواجهة شاملة انطلاقا من سورية ولبنان في آن معاً، في حال صممت على مواصلة إحباط قدرة إيران على التمركز في الساحة السورية، وقررت منع "حزب الله" من الحصول على صواريخ ذات دقة إصابة عالية.

وأشار إلى أن التزام القيادة الإسرائيلية بمواصلة العمل عسكريا في سورية حتى في ظل قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب سحب قواته من هناك، يزيد من فرص اندلاع مواجهة شاملة.

وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، اعتبر لفرام أن الانسحاب الأميركي من سورية يعني أن هامش المناورة الإسرائيلية في سورية يعتمد بشكل أساسي على التفاهم مع روسيا، منوها إلى أن الواقع الجديد سيجعل مهمة التصدي لجهود إيران الهادفة للتمركز عسكريا في سورية أكثر صعوبة.

واستدرك المعلق الإسرائيلي قائلا "إن قدرة تل أبيب على مواصلة تحقيق خارطة مصالحها في سورية، تتوقف على مدى نجاحها في التعرف على مواطن تضارب المصالح بين الفرقاء العاملين في الساحة السورية، لا سيما إيران وروسيا ونظام بشار الأسد".

وأضاف أن "الروس ونظام الأسد باتا أقل رغبة في الوجود الإيراني العسكري في سورية، لا سيما بعد تحقيق انتصار على الفصائل السورية التي تقاتل النظام" حسب قوله.

وشدد على أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مطالبة بالقيام بجهود مكثفة من أجل التدليل بالقرائن، على أن سلوك طهران يمس بشكل كبير بالمصالح الاستراتيجية للروس في سورية".

من ناحيته، توقع الجنرال إيتان بارون أن يفضي تشبث إسرائيل باستراتيجيتها الحالية إزاء سورية إلى تعاظم فرص التصعيد خلال العام الجاري.

وفي ورقة بحثية صدرت عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي ونشرت السبت، دعا بارون، القيادة الإسرائيلية إلى "إعادة تقييم الاستراتيجية المتبعة لمواجهة التمركز الإيراني العسكري في سورية، والتي تأتي في إطار استراتيجية أشمل يطلق عليها "المواجهة بين الحروب"، والهادفة إلى المس بقدرات العدو دون التسبب في اندلاع مواجهة شاملة".

ولفت بارون إلى أن "الاستراتيجية الإسرائيلية في سورية خلال عام 2018 نجحت إلى حد بعيد، حيث إنها إلى جانب إسهامها في منع إيران من التمركز عسكريا، أفضت إلى المس بقدرة إيران على الحصول على سلاح كاسر للتوازن، إلى جانب أنها نفذت دون أن يترتب عليها تهديدات جدية لإسرائيل، على اعتبار أن إيران و"حزب الله" ونظام الأسد لم ترد على غارات سلاح الجو الإسرائيلي".

في المقابل، حذر من أن "ما يفاقم فرص التصعيد أن نظام الأسد بات لا يتردد في محاولة التشويش على الغارات الإسرائيلية، ناهيك عن أن إيران تبدي تصميما على التمركز عسكريا رغم الهجمات التي تشنها تل أبيب، إلى جانب أن العمل العسكري الإسرائيلي بات يعتمد بشكل أساس على التنسيق مع روسيا".

 

من نفس القسم دولي