دولي

الشباب الفلسطيني.. يقود المقاومة ويغيب عن مراكز صناعة القرار

لا على المستوى الرسمي، ولا التنظيمي، ولا الجماهيري أيضاً

لا يزال الشباب الفلسطيني يتصدر مشهد المبادرة في مواجهة العدو الإسرائيلي، عبر جميع أشكال المقاومة التي ابتدعها الشعب الفلسطيني في مراحل مقارعته المتطورة للاحتلال، ورغم ذلك فإنّ الشباب لم يحالفهم الحظ بأن يكونوا في دوائر صناعة القرار لا على المستوى الرسمي، ولا التنظيمي، ولا الجماهيري أيضاً.

هذا ما أكّده مختصون سياسيون وقيادات فلسطينية، مشيدين بدور الشباب، ومطالبين بدور أكبر للشباب في دوائر صناعة القرار سيما على المستوى الرسمي والتنظيمي.

القيادي الشاب أبو مجاهد -الناطق باسم لجان المقاومة، أكّد أن الذي جعل المقاومة تتقدم في مجال مقارعة المحتل هو اعتمادها أساسًا على العنصر الشاب، "الذي أبدع في الميادين كافة"، مستشهداً بعدد من العمليات البطولية التي نفذها شباب مقاوم وأبرزها عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط".

وأكّد أبو مجاهد أنّ الأمة أمام نموذج فريد ليس له قرين من الشباب الثائر الذي يبتكر كل يوم الأفكار الإبداعية ويصنع الإنجازات والانتصارات، مشيداً بدور الشابات اللاتي يقفن سداً منيعاً إلى جانب الشباب الذكور في المعركة ضد الاحتلال ومقاومته بالأشكال المختلفة.

وأشار الناطق باسم لجان المقاومة، أنّ الشباب بإمكانه أن يقود المعركة وأن يغير المعادلة، وأن يحرز الانتصارات، داعياً إلى أن يأخذ الشباب فرصته في كل الساحات والمجالات.

وتساءل: "من يمثل المجلس الشباب في المجلس الوطني، والمجلس المركزي، والدوائر الرسمية"، مبيناً أنّ هناك تنظيمات تؤطر شبابها وتؤهلهم ليكونوا قيادات، إلا أنّ بعضًا آخر يريد الشباب عبيدًا لفكرتهم، ولا يريده أن يبدل أو يغير أو حتى يفكر.

ودعا أبو مجاهد إلى ضرورة أن يشكل الشباب قنوات تواصل مفتوحة مع الشباب العربي لتوضيح حجم المؤامرة، ومحاولة تفتيت حالة كي الوعي التي تمارس ضدهم.

وأضاف: "نريد أن يكون هناك تواصل حقيقي مع الشباب العربي في كل الأقطار العربية، من أجل ترسيخ الحق الفلسطيني ورفع راية الرفض لمبدأ التطبيع مع العدو الصهيوني".

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أشار إلى أنّ الشباب هم من يقودون المرحلة الحالية في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكّداً أنّه العمود الفقري للمجتمع وللأمة، وهم القوة والعنفوان والثورة، والأمل في تغيير الواقع الصعب والمرير.

وأوضح حبيب أنّ جل المشاركين في مسيرات العودة هم من فئة الشباب سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، لافتاً إلى أنّهم هم من يتحمل تبعات المقاومة وتكاليفها في مواجهة المحتل.

وذكر القيادي في الجهاد الإسلامي، أنّ معظم مؤسسي الفصائل الفلسطيني كانوا من الشباب وطلاب الجامعات، مبيناً أنّ للشباب دورًا كبيرًا في قيادة مقاومة شعبنا.

عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية حسين منصور، استنكر محاولات إقصاء الشباب عن المناصب الريادية والقيادية، محذراً من أنّ تهميش الشباب وإبعادهم عن دوائر صنع القرار هو مخطط احتلاليّ يتساوق مع بعض قيادات فلسطينية لمنع عنفوان الشباب في وجه الاحتلال.

وأوضح منصور أنّ هناك انتكاسة وقعت عندما غُيب الشباب تماهياً مع الحلول السياسية بدءاً باتفاق أوسلو وما تلاها، وهو ما يعتمد على إقصاء الشباب ومنع تبوئهم مناصب قيادية.

وقال: "هناك طاقات علمية شبابية بإمكانها أن تخدم المشروع المقاوم، فهم يخطون خطوات متقدمة في تقويض المشروع الصهيوني"، داعياً إلى إعادة الاعتبار الشباب الفلسطيني.

وبين أنّه على المؤسسات الرسمية أن تدرك أنّها ليست مخلدة بشخوصها وقادتها، لافتاً أنّ هناك أمثلة مشرقة أنّ نسبة كبيرة من قادة العمل العسكري هم من الشباب.

وطالب القيادي في الشعبية، بضرورة تكثيف الدور الذي يقدم الوعي الوطني للشباب وتقديمهم في مختلف المراحل والساحات والمجالات، داعياً أن تكون هذه التوعية على مدار اللحظة في كل مكان حتى نعيد الاعتبار للوعي الوطني.

كما دعا إلى وضع خطة وطنية استراتيجية لإعادة الاعتبار للجسم الشاب ودمجه في صنع القرارات السياسية، مطالباً بإنجاز الوحدة الوطنية، فهذا الدور سيكون له أثره وفعله.

وأكّد ضرورة أن يأخذ الشباب زمام المبادرة بحراك شبابي وطني يحمل همومه وهموم شعبه ويتحرك تحركًا ضاغطًا بعيداً عن التجاذبات؛ حتى يحقق تطلعات شعبه.

 

من نفس القسم دولي