دولي
2018.. قرارت أمريكية ساهمت في ضياع القضية الفلسطينية
بلدان نقلت سفارتها للقدس وأخرى اعترفت بالمدينة عاصمةً لإسرائيل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2018
شهد حصاد 2018 أحداثا كثيرة على مستوى الشأن الفلسطيني لعل أبرز ما فيه الوقفة الفلسطينية إزاء قرار دونالد ترامب والذي اعترف فيه بأن القدس عاصمة لتل أبيب، لخص الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى مجموع القرارات الأمريكية بخصوص القضية الفلسطينية، والتي كان الهدف منها فرض وقائع على الأرض لصالح (إسرائيل)، كالاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية للمدينة المحتلة، والعمل على تصفية وكالة "أونروا" الأممية، إضافة لفرض قرارات عقابية على الفلسطينيين لرفضهم خطة التسوية المرتقبة، المعروفة باسم "صفقة القرن".
اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية الانحياز الأمريكي لاسرائيل وما يصدر عن إدارته من قرارات عنصرية، بداية لعملية تهويدية كبيرة ضد مدينة القدس المحتلة، وطمس ما بقي من عروبتها، وتدنيس مقدساتها لتكون عاصمة لليهود وحدهم، داعيةً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بحماية المدينة المقدسة، فيما أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت خلال من اعتداءاتها على المقدسات والرموز الدينية المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة.
وقال تقرير أصدرته الهيئة إن القدس تواجه حملات تهويد مسعورة، شملت اقتحامات المسجد الأقصى والإجراءات التعسفية أمام أبوابه، واستهداف الأملاك المسيحية، عبر قوانين عدة، تهدف لتهويد عشرات الأملاك المملوكة لكنائس القدس، والاستيلاء على أراضي المواطنين، وبناء المشاريع الاستيطانية، وأشار البيان إلى استمرار سلطات الاحتلال بتزوير المنهاج الفلسطيني، ومحاولة فرضه على المدارس الفلسطينية في القدس.
ورصد التقرير انتهاكات الاحتلال بالمدينة خلال الأشهر الماضية مشيرًا إلى اقتحام عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك باحات الأقصى وأدائه صلوات تلمودية، وكذلك مشاركة عضو الكنيست شولي معلم، عشرات المستوطنين في اقتحام المسجد، وتصريحها بعيد اقتحامها أنها "سعيدة لتزايد أعداد المستوطنين، وهذه خطوة لإثبات السيادة هنا، لأن من يسيطر على الأقصى، يسيطر على كل البلاد".
وأوضح أن سلطات الاحتلال أبعدت خلال أكتوبر 11 مواطنًا عن المسجد الأقصى في يوم واحد، لفترات متفاوتة، شملت موظفين في دائرة الأوقاف ومقدسيين، لمددٍ تراوحت ما بين 15 يومًا و6 أشهر، وأفاد بأن جرافات الاحتلال هدمت منشأة تجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس، بحجة عدم الترخيص، بينما أجبرت سلطات الاحتلال عائلة كوازبة على هدم منزلها في حي بيت حنينا تفاديًا للغرامات الباهظة.
وبحسب التقرير، فقد سيطرت مجموعات من المستوطنين بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، على عقار فلسطيني في سلوان، يتضمن منزلين يبلغ كل منهما 120 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى قطعة أرض كبيرة.
قطع المساعدات عن وكالة الأونروا ومحادثات السلام
وأعقب هذا القرار، أعلن الإدارة الأمريكية قطع المساعدات المالية والتي تقدر 22 مليون دولار إلى فلسطين، ووقف جميع المساهمات الأمريكية إلى وكالة الأونروا، مؤكدًا أن الفلسطينيون غير مستعدون لمحادثات السلام، وأعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عن خيبة أملها ودهشتها لقرار واشنطن وقف تمويلها، ورفضت الاتهامات الأمريكية الموجهة لها.
وكتب المتحدث باسم الأونروا كريس جانيس في سلسلة تغريدات على تويتر قال فيها: "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية للضغط على القيادة الفلسطينية
وبعد هذا القرار أعلن الإدارة الأمريكية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كما قررت إغلاق الحسابات المصرفية لمنظمة التحرير، ومن جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن واشنطن أبلغت المنظمة بقرارها غلق مكتب المنظمة في واشنطن.
وتابع أن ذلك عقابا للفلسطينيين على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم إسرائيل، وأعتبر عريقات القرار صفعة جديدة، متعهدا بمواصلة ملاحقة إسرائيل أمام الجنائية الدولية.
وقف تمويل برامج شبابية فلسطينية إسرائيلية مشتركة بقيمة 10 ملايين دولار
كما قررت الإدارة الأمريكية وقف تمويل برامج شبابية فلسطينية إسرائيلية مشتركة بقيمة 10 ملايين دولار، ووصف الفلسطينيون هذه القرارات بأنها تندرج في إطار الابتزاز للقبول بخطة السلام الأمريكية التي لم تعلن رسميا بعد، وإن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبقها بالإعلان أنها تسقط موضوع القدس بعد غض الطرف عن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
هكذا استغلت "إسرائيل" قرارات أمريكا بـ2018 لتهويد القدس
المعاناة الفلسطينية في القدس المحتلة تتفاقم منذ الاحتلال "الإسرائيلي" لها عام 1967م، إلا أن "2018" كان عامًا مغايرًا، فيه استغلت "إسرائيل" القرارات الأمريكية لمزيد من الانتهاكات في المدينة المحتلة.
إعلان ترمب القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وما تبعه من افتتاح سفارة واشنطن في المدينة المحتلة منتصف العام، وقرار إلغاء القنصلية الأمريكية العامة في القدس، وعدها دائرة خاصة بالفلسطينيين، وملحقة بالسفارة، ووقف تمويل مشافي فلسطينية تعمل بالقدس، كلها قرارات استغلتها "إسرائيل" لمزيد من التهويد الأسود في المدينة المحتلة، ويتضح أن إعلان ترمب، والدعم الأمريكي اللا محدود لـ"إسرائيل"، أطلق يدها في القدس، لتعيث فيها فسادًا فوق الفساد، وتمضي بمشاريع التهويد بطريقة "مجنونة" وأكثر تسارعًا.
هدم المنازل
وهدمت سلطات الاحتلال خلال 2018 في شرقي القدس أكثر من 145 مبنى فلسطينيًّا، بدعاوي "زائفة"، ما أدى لتشريد سكانها، وفق ما أفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، كما أشارت جمعية "عير عاميم" الإسرائيلية (حقوقية غير حكومية) -وفق وكالة الأناضول- إلى أن الحكومة الإسرائيلية صادقت خلال العام على مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانية جديدة في المدينة ونشرت مناقصة لبناء 603 وحدات استيطانية إضافية، مضيفة أن جماعات استيطانية استولت على 6 منازل بالبلدة القديمة.
اقتحام الأقصى
وخلال عام 2018، زادت الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية من اقتحاماتها للمسجد الأقصى، وأشار الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى إلى أن نحو 28 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الجاري، مقارنة مع 26 ألفا في العام الماضي.
وأضاف بتصريحات صحفية: "كما سجلت السلطات الإسرائيلية اعتداءات جسيمة أخرى ضد المسجد، بما فيها إغلاقه مرتين بشكل كامل أمام المصلين، وهو ما تم رفضه من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمصلين، ونعدّه عقوبة جماعية في مكان ديني".
تصاعد الاعتقالات
وبالتوازي مع زيادة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، فقد رصد الفلسطينيون زيادة أيضا في أعداد المعتقلين من أبناء المدينة، وقال أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس (غير حكومية)، لوكالة الأناضول، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بداية العام حوالي 1600 فلسطيني من القدس، ربعهم من الأطفال بمن فيهم 30 طفلا دون سن الرابعة عشر، و55 سيدة، وأضاف: "الاعتقالات في هذا العام جاءت بوتيرة مرتفعة مثل الأعوام القليلة الماضية، ورافقها عمليات اعتداء وضرب وتنكيل، إضافة إلى الزيادة الواضحة في عمليات إبعاد مقدسيين عن مدينة القدس والمسجد الأقصى"، ولفت أبو عصب إلى وجود 4 جثامين لشهداء فلسطينيين في مدينة القدس ما زالت تحتجزها سلطات الاحتلال.