دولي
مسؤولون بالسلطة يتهمون "حماس" و"المنحة القطرية" بإشعال الضفة
الشيخ وأرغمان بحثا استمرار التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 ديسمبر 2018
واصلت وسائل إعلام الصهيونية، لليوم الثاني على التوالي، نشر أنباء عن تحميل السلطة الفلسطينية حركة "حماس" المسؤولية عن العمليات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، عبر مسؤولين فلسطينيين أدلوا بتصريحات لمواقع إسرائيلية بحسب زعمها، وادّعوا أنّ المنحة القطرية لدفع رواتب الموظفين في غزة، تمكّن "حماس" من تخصيص موارد مالية لإشعال الضفة، و"تسليح وتنظيم خلايا مسلحة.
أعلنت القناة الإسرائيلية الأولى "كان"، أنّ المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة "الشاباك" نداف أرغمان، وبحث معه استمرار التنسيق الأمني بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، على أن توقف دولة الاحتلال سياسة هدم بيوت عائلات منفذي العمليات، وذلك لمنع حالة الغليان في الضفة الغربية المحتلة.
ولفتت القناة الإسرائيلية، إلى أنّه بموازاة لقاء الشيخ وأرغمان، توجّه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد شرار إلى عمان، للقاء نظيره الأردني، لا سيما أنّ المملكة الأردنية تشارك في الاتصالات والمساعي الرامية لتهدئة الأوضاع، في الضفة الغربية المحتلة.
وقال القيادي في حماس، سامي أبو زهري، في تغريده له على "تويتر" إن لقاءات حسين الشيخ المستمرة مع رئيس الشاباك الإسرائيلي دليل عدم مصداقية موقف السلطة.
وشدد أبو زهري على أن اللقاء دليل أن السلطة بالضفة الغربية المحتلة "ماضية في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن عنترياتها موجهة فقط تجاه المقاومة وأهل غزة"، وفق قوله.
وكانت مصادر إسرائيلية وفلسطينية متطابقة، قد أكدت أن لقاءً جمع رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي نداف أرجمان، مع رئيس هيشة الشؤون المدينة حسين الشيخ، بهدف الوصول لطرق تعمل على تخفيف من حدة التوتر في الضفة الغربية.
وأفادت قناة "كان" العبرية، بأن حسين الشيخ أكد خلال اللقاء بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعمل على المحافظة على التنسيق الأمني مع "إسرائيل.
هذا و نقلت القناة الإسرائيلية العامة، عن مصدر فلسطيني، قوله إنّ الأردن وجّه رسالة لإسرائيل، حذر فيها من أنّ استمرار السياسة الإسرائيلية الحالية، سيفضي إلى مزيد من التوتر والعنف.
وكان وفد من المخابرات المصرية، قد التقى مسؤولي الأمن في السلطة الفلسطينية في رام الله، قبل أيام، في إطار جهود القاهرة لتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.
إلى ذلك، نقل غال بيرغر مراسل الشؤون الفلسطينية في الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن اثنين من مسؤولي الأمن الفلسطينيين، لم يذكر اسميهما، اتهامات واضحة لحركة "حماس" بإشعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بهدف "دق الأسافين بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني" وضرب استقرار السلطة الفلسطينية.
وبحسب بيرغر، فإنّ المسؤولَين الفلسطينيَين "قالا صراحة إنّ أموال المنحة القطرية، تمكّن حركة حماس من تخصيص موارد لنشاطها في الضفة الغربية المحتلة".
ووفق تقرير بيرغر، فقد قال المسؤولان الفلسطينيان، إنّ "إسرائيل تخشى من انهيار سلطة حماس وتسمح بتحويل الأموال القطرية لغزة، بينما لا تأبه بتداعيات انهيار السلطة الفلسطينية في الضفة".
وكان موقع "يديعوت أحرونوت" نشر، نقلاً عن مصادر أمنية فلسطينية، تصريحات مشابهة اتهمت "حماس" بالمسؤولية عن العمليات الأخيرة، في الضفة الغربية المحتلة.
وسمّى الموقع، نقلاً عن المصادر، الأسير الفلسطيني المحرر جسار البرغوثي المبعد إلى قطاع غزة، باعتباره المسؤول عن توجيه وتشكيل الخلايا المسلحة لحركة "حماس" في الضفة الغربية المحتلة، زاعماً أنّه يعتمد في ذلك على معرفته الوثيقة بالسكان في قرى رام الله، خاصة وأنّه من مواليد قرية كوبر القريبة من رام الله، ويعرف المنطقة وأهلها جيداً.
كما كشفت عمليات إطلاق النار التي وقعت مؤخرًا في الضفة الغربية، عن تخوفات لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، والسلطة الفلسطينية، من مساهمة ذلك في تعزيز قوة المقاومة وحركة حماس، في مقابل إضعاف موقف السلطة ومن ثم تهديد أمن الاحتلال.
وهو ما أكدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مضيفة أن رجال السلطة يختفون عند اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية بالضفة.
وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته للكاتبة المختصة بالشؤون العربية عميرة هاس، إن "خشية السلطة الفلسطينية من تصاعد المواجهات مع الجيش الإسرائيلي يضعف موقفها أكثر، ويعزز صورة حماس في نظر الفلسطينيين.".
وأضافت أن "هذا ما يمكن استنتاجه على الأقل من المظاهرات الثلاث التي فرقتها السلطة، في نابلس والخليل ورام الله"، موضحة أنه "هذا التصادم، يأتي في فترة تعاني فيها السلطة من تدهور في المكانة السياسية وضائقة اقتصادية عميقة"، لافتة إلى أن "نسبة هذه العمليات لحماس، يعزز الصورة الوطنية للحركة الإسلامية، مقابل صورة المقاول للاحتلال، والمتمثلة بالسلطة الفلسطينية.
وكشفت "هآرتس" أن "اختفاء قوات الأمن الفلسطينية من الشوارع عند اقتحام جيش الاحتلال لمناطق تحت سيطرة السلطة يتم بعد تحذير مسبق من الجيش، وهذا الوضع في نظر الكثيرين غير محتمل، بحيث يحظر على رجال السلطة الذين تشيد بهم الدعاية الرسمية، الدفاع عن أبناء شعبهم إزاء هجمات الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "بدلاً من دفاع الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن شعبها تهاجمهم، وهنا الامتعاض منها يتعاظم"، منبهة بأن "قوات الجيش الإسرائيلي قتلت خلال الأيام الماضية 5 فلسطينيين، وفي كل الحالات الفلسطينيون على قناعة بأن الأمر يتعلق بعملية إعدام، في حين كان يمكن الاكتفاء باعتقالهم.
وشهدت الضفة الغربية، عددًا من عمليات إطلاق النار خلال الأسابيع والأشهر الماضية، في حين قامت قوات الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية ، بتصفية أشرف نعالوة منفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان"، وصالح البرغوثي منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عوفرا" برام الله، في اشتباكين مسلحين منفصلين مع قوات الاحتلال في كل من رام الله ونابلس بالضفة الغربية المحتلة.